يخرج من المنزل كلَّ صباح ؛ ليلعب بدراجته الهوائية مع أصدقائه في الحي الذي وُلد فيه بصنعاء. . أو ليذهب إلى دكان الحارة. .يعاود الخروج عصرًا فرحًا وابتهاجًا بنجاحه وتفوقه. .بنيله المركز الأول بين زملائه ، وبانتقاله من المستوى الثاني الأساسي إلى المستوى الثالث. . يعود بين حين وآخر إلى المنزل وقد جمع بضع شظايا متساقطة من رصاصٍ مضادّ للطائرات أو بعض ظروف الرصاص الخالية من البارود المسمّاة يمنيًّا (معابر)... هذا اليوم الجمعة (*)... اليوم الذي منعتُه من الخروج للّعِب عقابًا ؛ لأنه لم يهتم بأكله اهتمامَه بلعِبه. .جلس في المنزل يمارس هوايته غيرَ الجميلة: جمْع الشظايا والمعابر من هنا وهناك. . لكنْ هذه المرّة. . كان مع موعدٍ آخرَ. .مع قدَر جديد... كان هو معبرًا لرصاصة راجعة أخفقت كعادتها في إصابة هدفها في السماء. .لتصيبه هو في الأرض مع صديقه (منذر) باثنتين من شظاياها... أصيب أيمن ذو السنوات الثمان من الطفولة والبراءة في عضده الأيمن الصغير. .فتحت فيه الشظية فتحة عميقة. .غارت في عضلته الصغيرة حتى كادت أن تلامس عظمة عضده. . صرخ بصوته ، وهو يتمالك نفسَه من السقوط ، والدمُ يفور من جرحه الغائر بغزارة: "لماذا نموت يا بابا"؟!. . متى تنتهي حرب الشياطين؟! 22/مايو. . 2015م --------------------- (*) يصادف هذا اليوم عيدين: عيد الجمعة ، والعيد الفضي للوحدة اليمنية!!!