(( الزملاء الاعزاء : مساء امس الاربعاء 3يونيو 2015 اصيب ابني الاكبر المهندس رامي 26 عاما وزميلة معتصم – محاسب 28 عاما خلال الغارات التي استهدفت العاصمة صنعاء – وبصحبتهم ابني الصغير – اسامة 13عاما - وكانت اصابتهما غير قاتله – فالله الحمد – لااخفيكم ماانا فيه من وجع وخوف على كل شئ في بلدي اليمن – الذي يدمر بمنهجية واحترافية عالية وسط صمت مخزي ومخجل !! فاأبني وزميلة ليسا حوثيين وهما مثل نسبة كبيرة من ابناء اليمن ليسوحوثيين ولااصلاحيين ولامؤتمريين ولاحراكيين ولا.........ولا......ولا......... فقط هم يمنيين يحبون بلدهم !! لكنهم معرضين لأن يفقدوا ارواحهم دون مبرر او سبب في كل لحظة !!! فهذا الموت الذي يحصد الجميع دون استثناء لاموعد له مع المستقبل ولايرئف بأي حلم مهما صغر او يقبل ان تسير الاماني في طريق الحياة دون خوف !! كنت اظن ان لدي من الشجاعة مايكفي لمواجهة أي حزنا قادم واعتقدت ان بامكاني ان ارتشف ماتبقى لي في كأس الحياة من نشوة الدمع حين ينطلق دون حاجز ويبوح بمافي النفس من نوازع المكنون الانساني المجرد , حين تكون في حالة حزن او وجع وآلم او خوف اورجاء اوفرح وامل و.. لكن صرخات الهلع والفجيعة ونداءات الاستغاثة المخنوقة بالرعب التي اطلقها أبنة اسامة , حين رأى شقيقة الاكبر وزميله , وقد صارا ممددين على الارض وينزفان الدماء ,, مستغيثا بمن ياتي لاسعافهما !! كانت هي الحاضر الاقوى , والاكثر جرأة على المجاهرة بوضوح بكل عيوب ضعفنا وحاجتنا للعون من الاخرين والرحمة من الله !! صرخات اسامة والدماء التي كان رامي ومعتصم ينزفانها , وحضور الالم في جسديهما , ومحاولتهما مغالبة الآلم ورهبة الفكاك من الموت منذ لحظات , بعد ان عنت السماء بهما , واسئلة الرجاء التي اطلاقها لبعضهما وكل واحد يطمئن على الاخر , حولتني الى عاجز مكسور الحيلة , واخرجتني من وهم ماكنت اظن واعتقد اني قادرا عليه !! رغبة الحياة كانت اقوى لدى رامي ومعتصم واسامة – رغم كل هذا الحضور الفج والقوي للموت في حياة اليمنيين في كل لحظة من ايامهم منذ مايزيد عن سبعين يوما !! نعم قد يفرض الواقع سوداويتة ويحظى الموت بمكانة وحضور !! لكن هذه الامر لايدوم اويستمر مهما طال امده !! * [email protected]