يظل الحوار هو المنقذ الوحيد والمرتجى لجميع الاطراف ،، ولكن ثمة معطيات واولويات لا تخفى ولا يمكن تجاهلها لمرتادي سفينة الحوار -للابحار بين امواج الحرب، وعواصف الاحقاد، ورياح التخوين ، وزوبعات الانتقام- الى شاطئ الوفاق والارساء على جنبات الحياة، ومد اشرعتنا التي تحمل تطلعات المواطن وانين الوطن عاليا ؛لتسموا بذلك فوق الجراح ،وتترفع عن كل انواع الغيظ ،لتطال بذلك عنان السماء، وعين الشمس؛ رافعة مُثُلْ القيم النبيله عاليا لتقدس الحياة وتنبذ الموت بعيدا ولتهدئ من عواصف الحقدوالتخوين والانتقام. سينجح الحوار: حين تصدق النوايا ،ويستشعر الجميع ان هنالك أناسا ارهق كاهلهم عبث الحروب ونال منهم الزمن ما يكفيهم من الاهات والحسرات اعواما كثيره... حين يدرك المتحاورون: ان الوطن بذاته اصبح قاب قوسين او ادنى من ان ينفرط عقده، وان يذهب سدا الى غير رجعه، وان يصبح هشيما تذروه الرياح ؛حيث شاء لها محركي العبث ومصدري الموت من على بعد اميال كثيره.. حين تستدعيهم ولو نذرا يسيرا من معاني الانتماء ،ولو قسطا من الوفاء لوطن عاشوا فيه وحنت عليهم جباله وتربته وسحبه،، لوطن لم يكن ذنبه سوى ان مرتاديه وبنيه تنكروا له، ولم يعد يهمهم أمره ، ،ولا يُجزعهم مُصابُه ولا يُرهِقهم أنينه وصراخُه،، حين يدرك الجميع ان الطاوله المستديره لا غلبة فيها لاحد ،ولا يمكن ان يعتلي احد منصتها ليكون سائسا لها، حين يفهمون معاني الحياه و العيش ولا يقدس الموت ولو كان باسم الشهاده،، حين ينتهي استيراد الاراء والافكار الدخيله ومحاوله فرضها بقوة السلاح،، حين يدرك الجميع ان لا مجال للخصومه ومهما طالت الحرب فستنتهي الى حوار،،، لكن مايبدوا للعيان انه لازالت الكثير يعبث بالارواح ،ويطفي بريق حياتها ويسترخص هبة الحياه التي وهبها الخالق في حياة فقط؛ وان لم تكن كريمه وملبية لكل ما يحتاجه الانسان... لازال الجميع يستند الى وهم الاستحواذ والسيطره وفرض ما يريده بقوة السلاح وما الحوار بالنسبة لهم سوى فرصة للنزهة ليبدأ بعدها جولات اخرى من الحروب... يذهبون للحوار ومازالت افواة البنادق واصوات السلاح تطغى على كل اصوات المنطق والعقل بل الادهى انهم يجعلون من السلاح اداة ضغط ليفرضوا شروطهم،،،،، ايها المتحاورون: ضعوا مصيبة اوطانكم ، وهموم الناس وأهاتهم ومعانتهم نصب اعينكم ، واجعلوا صدى اصوات الثكالى والايتام مسموعا في اذانكم ليوقظ فيكم ولو نذرا يسيرا من معاني الانسانيه، و تذكروا جراحات الناس عسى توخز فيكم مكامن كرامتكم،،، انقذوا اوطانكم.......