هذه مرحلة مفصلية حقيقية ستحدد وتأسس لمستقبل اليمن القادم ولعقود طويلة بسبب طبيعة النزاع الذي اتسع إعلامياً وتفنن إجراميا، ولا يجب أخذ المسائل الحقوقية بعصبية وعبط واستخفاف بمسئلة المصطلحات وتحديد الجاني والمجني عليه وهذه النقاط، وترك الحالة الحقوقية والمادة القانونية والتركيز على أثرها على الجانب السياسي فقط، ورصد الضحايا على أنهم قتلى حروب وجزء من النزاع رغم أن أغلب الذين قتلو هم مدنين عزل وخارج النزاع الإقليمي أو المحلي وهم يقتلون جراء قصف متعمد من المليشيات المسلحة او قصف التحالف وضرابته التي تحولت من استباقية لإستعباطية، وحتى المقاومة الشعبية ليست هي الرصاص الذي يدافع به الناس عن أنفسهم فقط بل هي كل لحظة خوف وجوع او عطش وكل دمعة وكل قطرة عرق لعالق او لنازح او لاجئ هذه هي روح المقاومة الشعبية. يجب أن ندرك ان مجرد بقاء أسرة كاملة في حي يتعرض للقصف بشكل يومي وعلى نحو مستمر هي بطولة حقيقية ونبض للشعب وللأمل، من كل قِدر وصحن ينزل من سلالم العمارات المقصوفة والمتهالكة تأتي قداسة الحياة، نعم هذه هي روح المقاومة، تلك الأم التي أصبحت مصابة بالبكاء اللا إرادي! هي المقاومة ومن هنا يبقى الأمل والبقاء بل والخلود. يجب علينا ونحن نعمل بأي مظلة عمل إنساني أو عسكري أو خدمي أن ندرك حقيقة أننا نتحمل مسؤولية هؤلاء بل وإيصال صوتهم لأنهم يخذّلون مرتين مرة بقتلهم ومرة بالسكوت عن معاناتهم أو تحويلها لمادة استرزاقية أو سياسية. لن نتحدث من منطلق أننا في شهر كريم أو في وطن واحد وفي مصاب واحد بل من منطلق الإنسانية والعقل والتفكير ببشرية هذا الشعب الذي لا يجد مجتمع بل يجد جماعات ممزقة وإرهابية مرة حوثية ممسوخة إيرانياً ومرة طالبانية أفغانية، قصفتم المدارس والمستشفيات وحاصرتم حتى الازقة والطرقات التي هي بالأساس أزقة رحبه كانت قد رحبت بكم في فترات كمدن تنقل زهو وعمق حضارة اليمن.. واليوم يهديها الجميع الخذلان ويقتلها عدوان مليشيات بربرية وحشية. ماذا بعد!؟ ماذا بعد!؟ هل إفراغ مدن كاملة تعّج بالسكان وتهجير سكانها لضواحيها أو لمناطق النزوح سيجدي بشيء للمليشيات او لقوات صالح!؟ ماذا يوجد في تعز او الضالع للتشدق بقتلهما والعنف ضد أبنائها وحصارهما بهذه الطريقة البشعة!؟ لا نفط! ولا موارد طبيعية ولا موانئ ولا منشآت حيوية مفيدة على الصعيد العسكري أو على المستوى الاستراتيجي!؟ هل ستكون الأرياف هدفهم القادم!؟ هل على سكان الأرياف الآن والنازحين هناك الإستعداد للموت!؟ هل هذا هو ما ينتظره العالم!!؟ لا يوجد في مدينتيّ تعز والضالع بالتحديد أي مكسب عسكري إستراتيجي على مستوى اليمن ككل فقط سينتقل من صمدوا أمام آلة القتل للأرياف وهذه مقاومة البقاء والنجاة وهذا يفتح تساؤلات عديدة ومقلقة حول الأرياف التي تعجع باليمن الآن أكثر من أي وقت مضى وما مصير الملاين وما ينتظرهم!؟ وهل ستكون الأرياف منصة لعودة الشرعية! أم منصة قادمة لجرائم المتمردين!؟