لو فقد اليمنيون ذاكرتهم سيتخلصون من شوائب وأدران علقت بذاكرتهم الجمعية، وبهذا التخلص سيعودون كما ولدتهم أمهاتهم، نظيفي القلوب والسرائر،وسيعيشون في حب ووئام رغم الخراب والدمار المحيط بهم، وبما أن المعرفة وحب الاستطلاع فطرة جُبل عليها الإنسان، ستجعلهم يدرسون ويبحثون عن أسباب هذا الدمار وهذا الخراب في المصادر المتاحة بين أيديهم، عندها سيقرؤون عن: سنة وشيعة وشمال وجنوب وإيران والسعودية وقاعدة وداعش وتحالف عربي وتفجير أنابيب نفط وضرب أبراج كهرباء وقطع ألياف ضوئية وعن حروب عبثية قام بها اليمنيون. عندها سيلعنون تلك العقول التي أهرقت دماء، وأزهقت أنفس، ورملت نساء، ويتمت أطفال، وشرّدت أُسر، ودمرت مقدرات بلد... لكنهم لن يدركوا أن كل تلك الجرائم هي نتاج أو حصيلة لحروب قاموا بها هم أنفسهم.