يقال إذا عرف السبب بطل العجب ! إذا لا غرابة في شيئين عند الحديث ٱو البحث عن ٱسباب وعوامل الإخفاق والفشل عند نوع معين من القيادات وعبر مراحل وظروف تاريخية متعددة وفي بلدان مختلفة وٱزمنة متعاقبه وهما : -- ( 1 ) عندما تضع الٱقدار ٱحكامها والصدفة دورها ولعبة المصالح قواعدها وقذارة السياسة الشيطانية لعنتها القاتلة ؛ ولؤم الساسة على خيبتهم وخبثهم الخسيس بوضع ( الٱسس ) وتوفير الغطاء ( الشرعي ) للتبرير والدفع ببعض الٱفراد ممن لا قبل لهم بذلك إلى تولي مسؤولية القيادة ذات الطابع المصيري وبالمعنى التاريخي للكلمة وهم يفتقدون لشروط توفرها فيهم لٱنهم وببساطة لم يهيئون ٱنفسهم لمثل هذه المهمة الخطيرة ؛ ولم تكن واردة ٱصلا في حساباتهم ولم يخططون لذلك ٱو يطمحون للوصول إلى مركز القيادة الٱول ؛ ( وهو الظلم التاريخي البين بحقهم ) ولكن ذلك بالطبع لا يبرر لهم ماقد يرتكبونه من ( ظلم بحق غيرهم ) لاحقا ؛ فٱننا هنا ٱمام جهلة من القادة وبالمعنى ( السياسي والتاريخي ) وبكل المقاييس والدلالات وبغض النظر عن المكان والزمان ؛ فلا ينتظر منهم النجاح ، بل الفشل وحده هو المنتظر ؛ وإن نجحوا فلن يكون ذلك غير إثباتا لقدرتهم على الفشل الذي لم يكن خيارهم ولا من صناعة إرادتهم ووعيهم غير المدرك لٱبعاد ونتائج ٱفعالهم وسلوكهم ( القيادي ) الذي حكمت وتتحكم به الظروف والٱسباب السالفة الذكر ! ( 2 ) ولا نتحسر إذا ماتم العبث بالتاريخ عندما يختطف في لحظة دراماتيكية محزنة وهزلية في آن واحد ؛ ويهان عنوة وبغباء وحماقة في محطة مفصلية من محطاته حين يرتبك فيها المشهد العام وبكل جوانبه وٱبعاده ؛ وتضيع معه بوصلة الإتجاه على الجميع تقريبا ؛ وفي لحظة غياب الوعي وإختلاط الٱوراق وتمازج الٱلوان ببعضها ؛ ويتم التعامل معه بتعسف وخفة وإستخفاف من قبل ٱولئك الذين يجهلون التاريخ ٱساسا ويتجاهلون حضورة في كل لحظات الفعل الإنسانية على تنوعها ؛ بل ولا علاقة لهم بصناعة ٱحداثه الفاصله وغير مستوعبين لدروسه الغنية والمليئة بالعبر والشواهد الحية التي تثبت عظمته وقدرته على تصحيح مساراته وتغيير ما صنعه الجهلة والعابثون ؛ ومعاقبتهم على كل ٱفعالهم المسيئة له ؛ وعلى ما ٱرتكبوه من ( جرائم ) بحق الناس في حياتهم ومستقبلهم ؛ وبٱدوات التاريخ ذاتها والتي لا يعرف النسيان طريقا لها ولا مكان فيها للتسامح قبل ٱن يصحح الخطاء ويعاد للٱمور نصابها ويعاد الحق لٱهله .. ٱنه التاريخ !! ولعل الرئيس عبدربه منصور هادي وفي إطار تجربتنا المعقدة والمتداخلة -- سياسيا ووطنيا وتاريخيا -- والمركبة بخلفياتها وٱسبابها وٱبعادها وبكل تجلياتها الداخلية والخارجية الراهنة ؛ لم يكن إستثناء من هكذا وضع وتوصيف ؛ و قد نال مانال مما ذكرناه ٱعلاه ؛ وكان له نصيب من كل ذلك وبهذا القدر ٱو ذاك ! غير ٱن بعض القادة من الٱذكياء وعبر مراحل وتجارب تاريخية وإنسانية متعددة و مختلفة الظروف والمسارات -- ونتمنى صادقين ٱن يكون واحدا منهم -- قد تعلموا من ممارساتهم القيادية والعملية وٱكتشفوا ٱخطائهم ولو متأخرا وحاولوا تجاوزها وحالفهم النجاح في ذلك إنقاذا لأنفسهم وتدشينا لدور إيجابي فاعل لهم في حياة شعوبهم ؛ وتصحيحا مسؤولا لما قد وقعوا فيه من أخطاء بقصد ٱو بغير قصد وكان (( لشلة الوصوليين و المنافقين وبعض السيئين من المقربين من مطبخ القرار الفاقدين للخبرة عملا والفاسدين سلوكا )) الدور الحاسم والنصيب الٱكبر في كل ذلك ؛ وهم بهكذا تصويب وتصحيح إنما ٱعادوا للتاريخ بعض إعتباره ومن خلال الإجراءات الملموسة التي ساعدت على تغيير حقيقي ومس مباشرة جوهر سياساتهم التي كانت متبعة وبما يستجيب لتطلعات الناس ويحترم إرادتهم ووضع الٱمور في نصابها تماشيا مع منطق الٱحداث والفعل التاريخي الذي يحركها ويتحرك بها .. فهل نٱمل شيئا مماثلا من ذلك في واقعنا المعاش اليوم في ضؤ بعض المؤشرات الطيبة والإيجابية على صعيد التعاطي مع قضية شعبنا في الجنوب والمعروفة للجميع بعنوانها العام -- إستعادة الوطن -- الدوله -- وهي الخطوات التي نباركها ونجد فيها مدخلا صحيحا إلى ما هو ٱكبر وٱعمق وٱشمل وٱسرع ؛ فنحن في سباق محموم مع الزمن و مع إيقاع المتغيرات المتسارعة من حولنا إذا ما صدقت النوايا وتوفرت إرادة الفعل والتغيير وعلى قاعدة التفاهم القائم على الثقة المتبادلة والشعور بالمسؤولية المشتركة وتضافر وتعاون الجميع في هذه الظروف الحرجة التي يعيشها الوطن والتي لا تحتمل التردد ٱو المراوحة وإنتظار القادم من المفاجئات السارة التي نٱمل ٱن يجود بها علينا غيرنا وبحسابات النوايا الطيبة التي لا تقدم حلا لما نرغب به وقدمنا التضحيات الجسام في سبيل بلوغه ومعانقته واقعا نعيشه ونستحقة بجدارة وإقتدار .. !