قبل ثلاثة أشهر تقريباً ، قررت أن أتوقف عن الكتابة سواءً في صفحتي على الفيس بوك أو في بعض المواقع الالكترونية والصحف التي كنت أرسل اليها كتاباتي بأستمرار منذ العام 2005م . في الحقيقة ، لازلت أصنفُ نفسي من ضمن الكتاب المبتدئين ، وأن كتاباتي ليست بالمستوى الذي أتمنى الوصول إليه، وأنني بحاجة لسنوات من العمل الدؤوب ؛ لتأهيل نفسي لأكون ذلك الكاتب الذي أُريد. لكن منذ ذلك الحين وأنا أستقبل من أفراد أسرتي ، أصدقائي ، أساتذتي في الجامعة العديد من الاستفسارات عن سر توقفي المفاجئ عن الكتابة. في أغلب الأحيان كانت ردودي هي ، بأن هناك الكثير من الكتاب المخضرمين يكتبون حول نفس القضايا التي كنت أكتب فيها، وبأساليب أجمل ، وأعمق وأدق. كنتُ دائماً أردُ على تلك التساؤلات بأن أن مقال كاتب مبتدئ مثلي ، لا يملك من الخبرة ما يكفيه ليكون كاتب مؤثر ؛ لن يغير شيئاً في مجريات تلك القضايا. أيضاً كنت أجعل من دراستي للغة الأنجليزية سبباً لتوقفي عن الكتابة، بحجة أنني أحتاج أكتساب اللغة الأنجليزية لأجل أكمال دراستي العليا ، كما أن ليس لدي الوقت الكافي لأكتب ؛ وأنا في الحقيقة كنتُ أقضي ساعات بعد منتصف الليل في ديجور الظلام أبحث عن ضالتي التي لا أدري ماهي ؟؟ منذُ ثلاثة أشهر وأنا، أشعر بأن شيء ينقصني ، شيء يعبر مواقفي و أرائي ، أفراحي وأتراحي . أخيراً توصلت إلى ضالتي ، ألا و هي ذلك الصوت الجرئ لكل من يشعر بالخجل عند البوح بمشاعره ، ذلك الشعور الذي يعبر عن أدق التفاصيل في حياتنا، هي أصوات ننطقها بأيدينا ، و حروفاً تنثرها قلوبنا ، نعم أنها الكتابة . اليوم وبعد العثور على ضالتي ، سالت نفسي اليوم لماذا يجب عليّ أن أكتب ؟؟ كانت أجابتي هي : من أجل أن أخرج من جو الكآبة الذي أعيشه، في هذا الوطن المثقل بالجراح، التي سببتها حماقات الساسة ، و تفاهات تجار الحروب . أكتب لأنني أعشق الحياة حتى الثمالة ، لأنني لا أريد من الحرب أن تكون نهاية آمالي وأحلامي التي رسمتها في مخيلتي منذ أن كنتُ طفلاً صغيرا ، و شهدت في مرحلة شبابي تحقق البعض منها ، لكن الجزء الأكبر منها لم يتحقق بعد. أكتب لأيماني العميق بأن ما من شيء سيُعبر عن وجعي ووجع وطني ، سوى الكتابة . أكتب لأن مأساينا لن تمحى ألا إن قرأناها بتمعن، وكيف سنقرأها أن لم تكن كلمات كتبناها. تلك المآسي التي لم تكن أقدار كتبت علينا ، بل كتبناها وكسبناها بما عملته أيدينا. أكتب لأطلقُ لروحي العنان بأن تبوح بما يراودها من هموم حجبت الضوء عنها ، حتى عجزت أن أرى نفسي بوضوح ، لهذا سأكتب. سأكتبُ للأضحك مع الأتراح ، و وأبكي مع الأفراح ولأجل أشراقةُ صباح ، وزوال جراح . سأكتب تلك الآلام التي سببتها الحرب، سأكتب آمالٌ ننشُدوها ، سأكتب لأنسى مآسينا. لإني أموت باليوم الف مرة، لذا سأكتب من أجل أحيا بالكتابة مرة. سأكتب ، لأرسم خيالاً كُنتُ أراه كل الآمال ، وكل الأحلام . لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet