من المعروف ان الإعلام له علاقة وطيده في نشر الحقائق ومما لاشك فيه ان تلك الحقائق يمكن لها صنع التغييرات في الحياة البشرية, لكن ان يقوم الإعلام في تحديد مصير انظمة, ودول, وحكومات, هذا ما يختلف عليه البعض والسبب في ذلك هو: مدى استطاعة وسيلة الإعلام التحكم بسياسة حرة؟ ويرتبط بالحرية او الدكتاتورية للأنظمة الحاكمة. ومدى تأثير وسائل الإعلام على المستمعين ( الشعوب )؟ ويرتبط ذلك بالوعي لدى الشعوب. اذا جئنا إلى كيفية تأثير الإعلام على الأنظمة من خلال الحكومات الغير ديكتاتورية " يعلم الكثير ان الإعلام في الدول المتقدمة يتمتع بحرية كاملة ويرتبط ذلك بالنظام الحاكم الذي منح للإعلام التصرف بالسياسة الحرة للوسيلة الإعلام, والنتائج الإيجابية في الحرية التي مُنحت كانت ظاهرة للجميع, كما ان الإعلام غير من الأنظمة, جاء ذلك من خلال الرقابة الكاملة للمسؤولين والحكومات وحتى رؤساء الدولة مما جعلهم يحرصون على تجنب أي فعل سلبي لتقليص الفساد وحتى لا يكونوا يوما ما فريسة لأحدى فضائح الإعلام, وخير مثال على ذلك ما حدث لرئيس الولاياتالمتحدة ريتشارد نيكسون من فضيحة والتي نُشرت للعلن عن تنصته على اجتماعات الحزب الديمقراطي مما اضطره على الاستقالة مستبقاً قرار محتملاً للكونجرس بعزله كان ذلك في عام 1974م والوسيلة الإعلامية التي نشرت ذلك هي صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وهذا مالم يحدث في الدول النامية او المتخلفة ويرتبط ذلك بالدكتاتورية الأنظمة والتي تقيد وسائل الإعلام بسياسيات محدودة من شأنها مصلحة الحكومات الفاسدة او شخصيات اكثر فساداً. ما يمكن الوصول اليه ان الإعلام في الدول المتقدمة له علاقة وطيده في تغيير الأنظمة او التأثير عليها. لكن كيف يمكن للإعلام أيضا ان يأثر على الأنظمة من خلال وعي الشعوب ولا يحضر هذا التأثير إلا من خلال الحكومات التي منحت الحرية الكاملة لوسائل الإعلام " هذه التجربة يمنحها الأشخاص اسم الفريدة كونها اقل ما نجده على ارض الواقع بسبب ضرورة وجود عاملين ولا يمكن ان تحدث إلا من خلال العاملين هما: دول تمتلك انظمة ديمقراطية, ووعي عالي لدى الشعوب, ولا يمكن إيجاد العاملين مع التجربة إلا في الدول المتقدمة ويكاد يكون قليل جداً ومن بين تلك الدول هي " تركيا " وكانت التجربة التركية والتي حدثت اثناء فشل محاولة الانقلاب والذي نفذه جزء من الجيش التركي في 16-7-2016م حينما بثت قناة خبر التركية مكالمة مرئية عبر الاسكايب للرئيس التركي اردوغان والذي دعا فيها الشعب الخروج للساحات للوقوف ضد الانقلاب, مما دفع الملايين من ابناء الشعب التركي للخروج والقبض على الجنود الذين يعتلون الدبابات والأسلحة الثقيلة وأسقطوا الانقلاب خلال ما يقارب ساعة واحده فقط, وهذه التجربة يمكن لها ان تُصَنف تركيا من ضمن الدولة التي تتمتع بنظام ديمقراطي وشعب واعي جداً. يمكن القول ان التجربة الأمريكية سابقاً اضافت عاملاً هاماً يتمحور في إمكانية الإعلام على تغيير رأس النظام او الأنظمة وإصلاح الدولة من خلال اظهار الفساد, فيما جاءت التجربة التركية بإضافة فريدة والتي ربطت هذه الأضافة بين عمل التلفاز ووسيلة الإعلام الجديد عبر الجوال وهي استخدام البث المباشر المرئي, هذه التجربة قد تصنع تحولاً كبيراً وفريداً في إمكانيات الإعلام وقدرته, ليس على تغيير النظام او رأس النظام او مسؤول ما لا, بل على الحفاظ على الأنظمة الديمقراطية والحفاظ على الدولة من الأنظمة الديكتاتورية من خلال الشعب الواعي. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet