جملة من كلمتين، تختزل عالم كامل هو (عالم السُلطة) ومن الاتجاهين: من اتجاه السلطة رسالة يومية تخترق كيانك الى حيث تشل حركتك ومن ناحيتك: انت مُراقب: هاه انتبه، لا تعطي لنفسك راحة لو مجرد ريح، حتى ان يتخلص جهازك الهضمي من غازاته اصبحت مسألة عليك ان تحسب لها ألف حساب. انت مُراقب * الرقابة حقيقة تأسست كواحدة من ادوات الاجهزة الاستخبارية، ثمة ضابط ممكن ان يتخذ قراره، امر ما يريد ان يتأكد منه، الى هنا وهي محايدة كاده، ولقد استخدمت كاداه سلبا وإيجاب من منطلق النظرة اليها،الى هنا ليست مشكلة، المشكلة هي تحول الرقابة الى آلية الهدف منها ضمن اهداف اخرى كثيرة، شل حركة وتفكير المستهدف بالرقابة وهي الالية التي تشكلت على ضوء تطور ادوات واجهزة الرقابة والتنصت وصولا الى التصنت فوق العادي.بيد ان المقصود هنا الرقابة حين تتحول الى هاجس لحظي بالنسبة لل (ضحية) بما هو إحساس بالرقابة بفعل فاعل هو الرقيب: انتبه تراك مراقبا! ان الاخطر من الرقابة هو الإحساس بها وهذا ما باتت الاجهزة تعمل على تكريسه لدى المُستهدف: أوامر ونواهي من جهازه العصبي تصيبه في مقتلٍ، تشل حركته والى حيث يصبح (مكفي بعضه) أولا وثانيا عبرة لمن حوله وهو يتحول الى انسان برمجته الداخلية مبنية على أساس من الكلمتين: انا مراقب! عندها تكون الرقابة قد باتت اشبه ما يكون بأيدز نفسي، فقدان المناعة الطبيعية ضد السلطة الغاشمة، وهي المناعة التي تكون ثقة المُراقب نفسه بنفسه ووجوده، مشروعية هذا الوجود نسيجها. والكلام هنا عن الرقابة الفيروس، الفيروس الصادر عن معامل الأجهزة العاملة على تدمير الانسان وتحويله الى مسخ! اما تلك، الرقاب الأداة المهنية، فأنها امر عادي جدا
لا تبرمج حياتك على اساس من الرقيب، الرقيب يصبح داخلك اذ تسمح له بان يتسرب كفيروس بان تحس به، لا تحس به، او حس به ويجب ان تحس به لكن على قاعدة التقطير الإيجابي في علم النفس (انقل كل ما يعرض لك الى الجانب الإيجابي) ليس عندي ما اخفيه، او ليس هناك في السر ثمة ما اخافه في العلن، نقطة انتهى، وبدلا من ان تحس بالرقيب حس بذاتك لتكتشف بانه أضعف منك حتى لو كان جهازا كونيا. ما معنى رقابة أصلا في عالم اليوم! ثمة هدف واحد هو ان تتحول الى فكرة تشل حركتك، اما عدا ذلك فمن يقرر ان يراقبك اكيد يعرفك، مالم لماذا يراقبك، نحن هنا في حالة مواجهة، اما لو كان (قانون) فخلاص رح ويجب ان يأخذك بما يعرفه عنك. المعلومة لا تؤخذ عن طريق الرقابة، هدف الرقابة ان تصبح مسكونا بها، بكونك مراقبا! قل وليكن ما يكون! استمر في ممارسة حياتك و(ما نزل من السماء استلقته الأرض) * فقرة من كتاب بعنوان: يوميات ياسر حود عرام: أمارس حياتي اليومية، كما ينبغي، على قاعدة (لا ضرر ولا ضِرار) ولقد تحررتُ، من وقت مبكّر، من هيمنة او سطوة الرقيب حتى لو تمثل بجهاز كوني! بل لقد أصبحت استمتع كثيرا وانا اتخيل هذا الجهاز الكوني يراقبني حتى وانا اتصفح صور سكس او اشاهد فلما اباحيا لشخصين أطلقا العنان لجسديهما في ممارسة كاملة لحرية الروح! شخصان قررا في لحظة ان يستمتعا بجسديهما، بحرية كاملة، في غرفة مغلقة، بل لقد أصبحت اشعر بمتعة لا نهائية وانا اتخيل نفسي مُراقبا من قِبل جهازٍ استخباريٍ كونيٍ وهم يحسدوني، ربما، وربما انهم يستمتعون معي فيم أمارس، على الرغم من كل شيء، العادة السرية. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet