إعادة افتتاح فرع البنك المركزي في تعز ليس انجازا تاريخيا بل خطوة أولى على طريق تفعيل مؤسسات الدولة المغيبة من قبل أطراف اللادولة في الشرعية. تعز مهد الجمهورية وبإرادة أبنائها شيدت مؤسسات الدولة من صباح ثورة 26 سبتمبر 1962، ولا يمكن لأحد المزايدة عليهم بافتتاح فرع البنك المركزي. ويظل السؤال الأبرز في تعز : ماذا بعد افتتاح فرع البنك المركزي بالمحافظة في ظل استمرار الحرب والحصار والمجاعة؟؟ تفعيل المؤسسات في تعز ليست معجزة إذا اختير محافظا شجاعا وقادرا على العمل داخل المحافظة، ووفر له الدعم اللازم للقيام بمهامه بدلاً من الخذلان. هناك طاقم إداري محترف في تعز، وبعد توفر القرار بدأت الشرعية خطوات تعزيز حضور سلطات الدولة بهدف احتواء السخط الشعبي المتزايد جراء إهمال المحافظة. وبلا شك، افتتاح البنك المركزي خطوة ضرورية - ولو كانت متأخرة-، وتوقف عبث مافيا الفساد بالايرادات، وتعزز استقرار عملية صرف مرتبات موظفو الدولة. والاحتفاء الجماهيري بإعادة افتتاح فرع البنك دليلا على ايمان أبناء المحافظة بالدولة ورفضهم استمرار بقاء قرار تعز بيد المافيا التابعة لهضبة الشرعية. والأهم بعد افتتاح فرع البنك المركزي في تعز تنظيم تحصيل إيرادات الدولة واستعادة الايردات المصادرة من قبل هوامير الفساد وتوريدها إلى البنك. ويحسب لرئاسة مصلحة الهجرة والجوازات تدوين اسمهم كأول مؤسسة حكومية تورد رسوم تحصيل الجوازات إلى البنك المركزي بعد ساعة من افتتاحه. وتعزيزاً لحضور الدولة ينبغي تفعيل أجهزة الشرطة من أجل تثبيت الأمن وإنهاء الإنفلات وتطهير المدينة من العصابات المسلحة والتنظيمات المتطرفة. كما تتحمل قيادة الأمن والجيش مسؤولية استكمال إجلاء كافة المؤسسات المحتلة من مسلحو الكتائب والجماعات المتطرفة والأحزاب بدون استثناء. ولن ننسى مازال المقرات الرئيسية لفرع البنك المركزي وقيادة المحور وإدارة الأمن وأكثر من عشرين مؤسسة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وهنا التحدي الأكبر !! ستعمل مافيا الفساد والعصابات والتنظمات على عرقلة تعزيز حضور الدولة في المحافظة، وهذا يتطلب وجود إرادة محلية وأمنية وعسكرية لمواجهة الاحتمالات السيئة. ..... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet