نصعد الجبل معاً وننزل منه معاً .. مثل ماليزي لسْتَ بحاجة للطواف في كل ماليزيا فقط مرورك مابين مدينة ( نيلاي ) حتى ( كوالالمبور ) ستجد على الواقع مايفسر طلوع الجبل ونزولهم معاً .. يبدو انه من حسن حظ هذا البلد انها رزقت بنخب سياسية تعمل لصالح البلد والجميع يفضل مصلحة البلد فوق كل شيئ ، احزاب ومنظمات وحتى اقليات عرقية .. يتعاون الجميع ويسهمون في بناء بلدهم وكل واحد منهم يحترم الاخر ديانته واتجاهه و عرقه على ان ماليزيا فوق الجميع .. ان صادفك الحظ ومررت باحدى الحارات السكنية سترى فيلا صغيرة على بابها مجسم احمر بداخله صنم مقدم له نذوراً تؤكد انها لبوذي ويليها منزل في بابها مجسم لصنم هندي تؤكد انها لهندوسي وستجد منازلاً يليها مكتوب على ابوابها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهو الامر الذي يعكس مدى التعايش الديني واحترام الاخر .. سئل مهاتير بعدما اخلى رئاسة الوزراء لخلفة في حزب امنو الحاكم : ( ما خططك لنهضة ماليزيا ) ؟! فاجاب : اردنا الصلاة فوجهنا وجهنا صوب مكة واردنا التعليم فوجهنا وجهنا صوب اليابان .. باختصار : التسامح والتعايش والتعاون والتعليم اساس نهضة المجتمعات وقوتها وصدارتها وهى محور تنمية الفرد الناهضة لتنمية المجتمع والدول ، وليس مجرد خطابات جوفاء وفسبكة واحتراب ومقولات عفى عليها الدهر منذ 1500 عام .. التسامح والتعايش والتعليم والعمل الجماهيري الشعبي الوطني القومي اساس الانطلاق لمواكبة الالفية الثالثه بسلاح العلم والتنمية من اجل التطور والرخاء والارتقاء بالفرد .. بالفكر والعقل وحدة ترتقي المجتمعات ولم يعد العقل يستوعب التخدير والدجل بالكهنوت والاسطورة كالطائفية و الحرب المقدسة فالشعوب قد تجازوت هذا الامر بقرون كثيره ومن المستحيل اعادتها والمروج لها انما كالذي يحاول ان يقنع طبيباً ماهراً ان العلاج ب( بالبصاق ) من كاهن افضل واجدى نفعاً من ( Antibiotic) المصنوع وفق مواصفات طبية عالمية بكثير !! .... سيكون فصل المأساه كارثي ان تجد في اليمن من يصدق علاج بصاق العراف عن مفعول ( Antibiotic) .. بل والامر اشد كارثة وبشكل صادم ان يعود الطبيب نفسه الى بصاق العراف (الالهي ) وينسى وصفة المضاد الحيوي التي تعلمها في الجامعة لاجل انقاذ مريض ويحنث باليمين الذي اداه اثناء تخرجه في العمل باخلاص لاجل الوطن وشرف المهنة . لذلك وللاسف اننا نحن في اليمن لم نصعد الجبل بعد معاً ، ولن ننزل منه معاً ان قدر لنا صعوده ذات يوم في ظل معطيات الواقع التعيس ..وهو الامر ذاته لدى جميع بني العرب تقريباً .. وهو الامر ذاته الذي نصح به مهاتير اليمنيين ذات يوم بعد ثورة 11 فبراير عندما زار اليمن بعد دعوة من حكومة باسندوة حينها اذ قال : ( تجاوزوا الطائفية والخلافات السياسية والمذهبية واعملوا معاً لأجل اليمن ، تعاونوا لاجل التعليم والتنمية والبناء ).. فمن يقنع ( بصاق التاريخ ) بذلك ! ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet