على امتداد أشهر وقناة الغد المشرق التابعة للإمارات تستعرض في نشراتها اليومية عدداً من ماكينات الخياطة قيل أن الإمارات قدمتها للمرأة السقطرية. في كل نشرة كان يستوقفني هذا الخبر الذي تحول بالنسبة لي إلى لغز كون مشروع صغير كهذا لا يستحق كل هذا العك وكل هذا التكرار اليومي، إذ بإمكان أي مواطن ميسور الحال أن يتكفل به دون ضجيج أو وجع دماغ. لم أفطن لهذا الإصرار على إقحام ماكينات الخياطة في كل نشرة يومية إلا عندما أنزلت الإمارات بعضاً من قواتها على أرض الجزيرة عندها فهمت أن جزيرة سقطرى التي تبلغ مساحتها ستة أضعاف مملكة البحرين هي الثمن الذي تبتغيه الإمارات مقابل ماكينات الخياطة التي جادت بها على بعض نساء الجزيرة. سؤالي هنا: إذا كان عشر إلى عشرين ماكينة خياطة ثمنا لجزيرة بمساحة سقطرى فما هو الثمن الذي تبتغيه الإمارات مقابل ما وزعته من دقيق وزيت في إطار المساعدات الخيرية؟! ربما الثمن هو الوطن برمته...... ربنا يستر. قضيتنا مع التحالف تشبه إلى حد كبير قضية المرأة والطاهش، إذ يقال أن امرأة وهي تبحث عن طفلها الذي ضل عنها صادفت حيوان مفترس يُطلق عليه ب (الطاهش) سألها عما تبحث عنه ثم عرض عليها المساعدة بمقابل وحين سألته عن المقابل رد عليها: أأكله مقابل العثور عليه..... مرة أخرى ربنا يعديها على خير. [email protected]