تفاجأنا بإعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر سحب موظفيها وتعليق نشاطها بسبب المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها موظفيها وتعيق قيامهم بمهامهم الانسانية . كان هذا الخبر صادم جداً لنا كناشطين ومراقبين حقوقيين لأننا نعرف ما معنى تعليق اللجنة الدولية للصليب الاحمر عملها وسحب موظفيها معناه كارثة انسانية كبيرة ستتسبب في انهيار اكبر وتدهور جسيم للوضع الانساني الذي كانت اللجنة تغطي الاحتياجات الهامة وخصوصاً في هذا التوقيت الهام والخطير الذي يحتاج الى جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر وحضورها الهام ومضاعفة جهودها لا تعليقها وتوقيفها . اللجنة الدولية للصليب الأحمر منظومة هامة جداً لحماية حقوق الانسان اثناء الحروب والكوارث وهي حساسة جداً كونها محايدة ومستقلة وهي الراعية للقانون الدولي الانساني وفقاً لما نص عليه القانون الدولي الانساني ويستوجب على الجميع احترام هذه الاهمية والخصوصية الايجابية الذي يفترض ان تكون نقطة قوة وأمل لجميع الاطراف لتحييد الفئات المحمية من الاستهداف . بالرغم من ملاحظتنا الكبيرة لقصور الدور التوعوي للجنة بنصوص القانون الدولي الانساني للمجتمع وفي جميع المناطق باعتبار ذلك من أهم أهدافها والذي كان ذلك القصور من اسباب عدم المام البعض بأهدافها النبيلة وجهودها الانسانية الرائعة . مازال لدينا الأمل في مراجعة اللجنة الدولية للصليب الأحمر قراراها وتقييم دورها للفترة السابقة و نناشد جميع الاطراف لبذل جهود ايجابية في الميدان وليس فقط في وسائل الاعلام لحماية جميع طواقمها وموظفيها واستكمال اجراءات التحقيق الجادة في جميع جرائم الاستهداف التي تعرض لها موظفيها خلال الفترة الماضية والذي ضغط عليها لإصدار قراراها الخطير الذي نعرف انها لن تصدر هذا القرار الا في ظل تقاعس الجهات المعنية للقيام بجهودها وواجباتها القانونية والانسانية في التحقيق ومسائلة مرتكبي جرائم استهداف العاملين في المجال الانساني وخصوصاً موظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر الذي سقطوا ضحايا الاستهداف غير المبرر لهم وكذا عدم قيام الجهات المعنية باتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية موظفي الصليب الاحمر من اي استهداف واتخاذ اجراءات وقائية لكبح وتقييد اي استهداف لطواقم الصليب الاحمر واحترام اليات عملها المحايدة والمستقلة عن جميع الاطراف والذي يعتبر التزام قانوني واساسي لها لا تستطيع تجاوزه واي ضغوط عليها للضغط عليها للانحياز الى اي طرف هو ضرب لأساسيات اللجنة الدولية للصليب الاحمر لأنها فقط تنحاز للإنسان من اي طرف كان بلا استثناء والتمييز لان عملها انساني بحت . كنا قبل حوالي شهر في زيارة الى مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر مع احدى المنظمات الوطنية الانسانية العاملة في مجال السجون ورعاية السجناء – مؤسسة السجين الوطنية – لتقديم واجب العزاء والمواساة في اغتيال احد موظفي اللجنة – كان الحزن يعم مقر اللجنة بفقدان احد زملائهم ولاحظنا الوجع الكبير في قلوبهم والذي لم يعبروا عنه باي كلام عن ألمهم وخصوصاً عدم الاهتمام بهذه الجريمة الخطيرة وعدم اتخاذ إجراءات لحماية ووقاية موظفيها من الاستهداف عبرنا عن ألمنا وحزننا ولاحظنا الجهود الحثيثة لكادر اللجنة لاستمرارية عملها وعدم توقيفه ولكن رغم تلك الجهود تم تعليق عملها والشروع في اخراج موظفيها وكأنها وصلت الى طريق مسدود دون أمل في حماية موظفيها . بنظرة عامة لجهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال الفترة الماضية يلاحظ بانها قامت بتغطية اهم الاحتياجات الانسانية وبهدوء ودون تغطية اعلامية كبيرة وأهمها : 1. الاغاثة الصحية حيث قامت بتغطية الاحتياج للأدوية الهامة للأمراض المزمنة وبكميات كبيرة وكذا تغطية احتياجات المستشفيات العامة من وقود ومولدات كهربائية وصيانه ومستلزمات طبية وادوية وغيرها من الاحتياجات الهامة . 2. اسرى الحرب والمصابين والجرحى وجثث الاطراف حيث قامت اللجنة وبجهود ايجابية في تنفيذ عدد من صفقات تبادل الاسرى بين الاطراف وحض الاطراف للتعامل الانساني مع الاسرى والجرحى واحترام جثث القتلى وفقاً لما نص عليه القانون الدولي الانساني . 3. مشاريع المياه النظيفة . 4. التذكير المستمر لجميع الاطراف بنصوص القانون الدولي الانساني ووجوبيه الالتزام بها وعدم انتهاكها . 5. رفع مستوى السجون وتحسين اوضاع السجناء . تعتبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر أهم المنظومات العالمية الانسانية التي تعمل في جميع دول العالم بحياد تام واستقلال وتسعى لتعزيز مبادئ حقوق الانسان المنصوص عليها في القانون الدولي الانساني – قانون الحرب - . باعتبار اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي المحرك المنشئ للقانون الدولي الانساني باتفاقيات جنيف الاربع وبرتوكولاتها الملحقة . والذي كان لها دور كبير لكبح جماح الحروب وأنسنه الحروب وتطبيق نصوص والتزامات القانون الدولي الانساني من قبل جميع اطراف الحروب وتحييد الفئات المحمية وفقاً للقانون الدولي الانساني وأهمها: 1. المدنيين 2. اسرى الحرب 3. المدن والمنشئات المدنية . 4. الجرحى والمصابين وجثث اطراف الحرب
وفي الأخير : ندين وبشدة اي استهداف مباشر او غير مباشر للجنة الدولية للصليب الاحمر و مكاتبها وموظفيها وندعو الجميع الى حمايتها وتذليل وتسهيل مهامها الانسانية واتخاذ الاجراءات الرادعة ضد كل من يستهدفها . ونناشد اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعدول عن قرار مغادرتها وتعليق عملها وان تستمر في اداء رسالتها الانسانية . كما ونطالب كافة الجهات الفاعلة وفي مقدمتها الاممالمتحدة لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق القانون الدولي الانساني وفرض نصوصه على الجميع واعداد مصفوفة متبوعة بالية تنفيذية ملزمة لجميع نصوص القانون الدولي الانساني وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الدولي الانساني وفي مقدمته جرائم استهداف العاملين في المجال الانساني ومن ضمنهم موظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر لما لتلك الجهود الايجابية الملزمة من دور في كبح جماح الحرب و أنسنة الحرب والتي لا تستطيع اللجنة الدولية للصليب الاحمر فرضها كونها منظومة محايدة ومستقلة تراقب وتنصح وتحث جميع الاطراف باحترام القانون الدولي الانساني . الصلاحيات باتخاذ اجراءات ملزمة بيد الاممالمتحدة وقيادتها المتمثل في مجلس الأمن الدولي والذي نأمل ان يصدر قرار ملزم بذلك وفتح تحقيق شامل في جميع انتهاكات القانون الدولي الانساني و جميع التقارير الفنية الذي اصدرتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال الفترة الماضية . وأن يكون قرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتعليق عملها ناقوس خطر بخطورة الوضع الانساني وانفلات الحرب عن مباديء القانون الدولي الانساني ووصل الانفلات الى حد استهداف موظفي اللجنة الدولية للصليب الاحمر ونأمل ان لايتم ترك اللجنة الدولية للصليب الأحمر وحيدة في ميدان حرب منفلته بلا ضوابط انسانية ولا كوابح قانونية وان يكون للجميع موقف تضامني مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومستنكر لأي استهداف لها ولموظفيها . ونؤكد باستمرار على مناشدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعودة والاستمرار