اعتبر كل من ماركس وانجلز ان استغلال الراسماليه للعمال ينزع الى تحويل الاستغلال الى العالميه من خلال السيطرة المالية والعسكرية. والاستغلال العالمي بدوره يوجد وحدة البروليتاريا في العالم ويخلق الشروط الضرورية للتحول نحو الشيوعية. والحال ان النمو اللامتساوي للمركز القلاع للراسمالية العالمية من جهة وبين الاطراف اي بقية العالم افرز ظاهرة دخول دول من الاطراف الى دائرة المركز وخروجها من الاطراف. واثبتت الراسمالية بذلك قدرة على التكيف والقبول. ولكن الظاهرة الاهم هو تحول الاستغلال للعمال في اطار النشاط الراسمالي الصناعي الى ظاهرة عابرة للحدود حيث يتم نقل المصانع وفروع صناعية باكملها الى الاطراف - العالم الثالث - بغرض تعظيم الربح بالاستغناء عن العمالة المحلية في المركز، والاستعانة بالعمالة في الاطراف لمواجهة المنافسين في المركز نفسه. الامر الذي يخلق بطالة متعاظمة في المركز ويناط امر معاشها بالخزينة العامة بالاعانات الشهرية وقسائم الغذاء. وهكذا تثبت الراسمالية قدرتها على التكيف مع تحديات كل مرحلة. ولكن التطور القادم عن طريق زيادة الميكنة واحلال الآلات بصورة متعاظمة مكان العمال اليدويين والعمال الذهنيين وحتى ذوي المهارات العالية كالمهندسين والاطباء سيؤدي حتما الى تعاظم جيش العاطلين ليصبح تعداده في العالم بالبلايين. مشكلا نسبة عالية من السكان في المراكز ذاتها ويوقعهم في مهاوي البؤس واليأس. ومن جهة اخرى يوقع المنتج الرأسمالي في هوة الركود اذ انه لن يكون هناك مشترون لمنتجات مصانعهم.وفي اعتقادي ان ذلك سيخلق لحظة التغيير الحاسمة باختفاء الراسمالية وانتصار الشيوعية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتجاوز البؤس الذي فرضته الراسمالية.