يقولون دائما بان الاوطان تبنى بالعلم والمعرفة ونحن امة الاسلام انتهجنا ابو العلوم ومصدرها التشريع الاسلامي، القران والسنة نهجنا ودستورنا تعلمنا منه كيف تحيا الامم والشعوب وكيف تبنى الاوطان والاماكن، تعلمنا ان في الاختلاف رحمة و ائتلاف، وسنة من سنن تطوير الحياة وسعادتها، اخذنا هذا العلم وتوارثناه جيل عن جيل، ونعلم جيدا ويقينا ان الحياة بأكملها هي بيد الرحمن ان شاء لنا السعادة سعدنا وان شاء غير ذلك فله ما اراد ولله الحمد والمنة. والحياة في هذا الكون تتطلب منا الاخذ بأسبابها وامرنا الله سبحانه وتعالى ان نعمر هذا الكون التي تعتمد على ان نأخذ بكل ما هو مفيد لتتحقق لنا السعادة حتى تستقر النفوس وتصفو الذهونفنكون قد حققنا هذا العمران بالعلم والمعرفة وان نكون اخوة كالبنيان الواحد والكتلة الواحدة مليئة بالنور وتكسوها الحياة السعيدة . اليوم في بلدي الجريح والوطن العربي كله واقع الحال يقول عكس ذلك لأننا لم نأخذ بالأسباب الايجابية ولم يتجسد الحديث النبوي: المسلم مع اخوه المسلم كالبنيان ولكن اخذتنا التفرقة واخذنا التكبر والعناد وصار الانسان في هذا الوطن كالشجرة الهزيلة تأخذها الرياح الشديدة تلوح اغصانه واوراقه الى ان تنكسر وتنزل الارض مستلقية الى ان يكون مصيرها الهوان والجفاف . وطني اصبح بين فلسفة العسكر وهمجيتهم فلغتهم هي القوة والتسلط مسندين بقوة دباباتهم ومدافعهم وماذا تنتظر في النهاية اشلاء وجثث واجساد تنتهك ادميتها، و يساندهم في ذلك شرذمة من دعاة السياسة الذين تشبعوا بالكذب والتململ تارة مع هذا وتارة مع ذاك، والسياسة بتعريفها فن الممكن أي لاعدو دائم ولا صديق يدوم ولا يهمهم في ذلك شعوبهم ومعاناتهم، فالنتيجة هي نفسها الدمار والتشرذم لشعوبهم ولن يكون هناك بنيان واحد كما وصفنا به نحن امة الاسلام. وطني الجريح بين كلمات الادباء والمثقفين والشاعرية المرهفة التي تغزل بنا الوطن كالعنكبوت الذي يبني وطنه وبيته وان اوهن البيوت لبيوت العنكبوت كلمات وعبارات تنسج بشاعرية بعيدة عن بناء الواقع المتين الصلب الذي لا ينكسر عند شدة الرياح لان اساسه متين متمكن بالمعرفة والعلم الرصين وقوة تماسك مجتمعه، لا تميل طائفة عن طائفة ولا فكر عن فكر طالما ان الاصل واحد والعمود واحد ويتفرع عنه فروع متاصلة من الاصل . عندما تسمع لغة الادباء والشعراء والمثقفين تحس ان الدنيا لازالت تنبض بالحياة لغة تسودها الشاعرية ملونة بالموسيقى والنغم الشجي ولكنها تنتهي بانتهاء تلك المقطوعة فترجع الى واقعك الاليم ومحيطك الذي ينبهك بان الواقع غير ذلكمن محيط الاسرة ثم الجار فالمجتمع بأكمله الذي انهكته الحياة القاسية. و الأفظع من ذلك البشر الذين يموتون يوميا بسبب هذا التخبط والتيهان الذي افرزه تبلد العسكر وتخبط رجال السياسة الذي يعيش الوهم بانه وطني ومن اجل الوطن يحق له بان يقتل نفسا قد حرمها الله سبحانه وتعالى من ازهاقها باي حال من الاحوال. وطني اليوم الذي اراه يتمزق وشعب يموت اراد ان يعيش الحياة بكل جمالياتها ولكنه وقع بين لغة مدمرة هم العسكر والسياسيين وبين شاعرية وكلمات الادباء والمثقفين الذي لم تبلغ الحلقوم فتنتهي عند طرف اللسان، ونتيقن باننا لن نرقى الا اذا ارتقى الجميع وبالعلم والمعرفة تبنى الاوطان التي لا تنكسر اذا البنيان متينا قويا لا يهدده شي طالما فهمنا حقيقتنا وحقيقة منهجنا فالعلم اساس الحياة والمعرفة شانها، والا سنظل حيارى بين هؤلاء وهؤلاء ولله المراد فيما اراد والحمد له والشكر له والمرجع اليه وانا لله وانا اليه راجعون .