أصبح الجميع يتخذ من حكمة السلطان قابوس بن سعيد ، سلطان سلطنة عمان منهاجا له في حياته ، ومنهاجا يقتدي به في عمله ، يمكننا أن نطلق عليه منهج السلطان قابوس في السياسة الدولية وفي إدارة الأزمات ، هذا المنهاج الذي يعتمد على التقارب من جميع الأطراف بمسافات متساوية وترجيح كفة الصمت الحكيم البعيد عن التصريحات الرنانة والمثيرة ، وبعيدا عن التطبيل والتهريج الإعلامي . منهاج السلطان قابوس أثمر مؤتمرات بناء على هذا المنهاج السلطاني الذي يعد الإستراتيجية القادمة للعلاقات بين الأمم ، يحضرنا في هذا المقام الإشارة الى مؤتمر وارسو الدولى حول السلام والأمن فى منطقة الشرق الأوسط والذى دعت إليه الولاياتالمتحدة، بمشاركة كبيرة من دول عربية وأجنبية لبحث تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإرساء الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ، هذا المؤتمر كانت سلطنة عمان هي الطرف المقبول من كل الأطراف دون إستثناء ، لم تعادي ولم تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة ، فأستحقت الإطرأ من الجميع . كذلك هو الحال في القمة العربية الأوروبية التي عقدت في 24-25 فبراير في شرم الشيخ المصرية والتي تناولت العديد من الموضوعات السياسية والإقتصادية والأمنية ومن بينها القضية الفلسطينية ، وسبل التوصل إلى السلام العادل . حيث كان السلطان قابوس برؤيته الثاقبة وسياسته الحكيمة أول من نادى بهذا التقارب العربي الأوروبي وطبقه عمليا في كافة مسارات التنمية والشراكة مع الدول الأوروبية . سياسة النأي بالنفس التي يتحدث عنها اليوم الكثيرون , وضع السلطان قابوس أبجدياتها منذ أكثر من أربعين عاما . الحوارات التي يتحدثون عنها اليوم ، الم يكن السلطان قابوس بن سعيد أول من تبناها مع معارضيه ، لم يقمع ، ولم يسلط عليهم أمنه وجيشه ، بل حاورهم وجعل من قضاياهم قضيته ،كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين عام . الحكمة والنظرة الإستراتيجية التي تستشف المستقبل ، هي التي كانت وراء النهضة العمانية النموذج ، إنها النهضة التي أضحت منارا تهتدي به الدول الباحثة عن الأمن والإستقرار ، ومنبعا يستهل منه السياسيون ، و مرجعا لمؤسسات الدراسات والبحوث الإقليمية والدولية