أعلن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن «مسام»، انتزاعه، خلال الأسبوع الرابع من شهر مارس (آذار) المنصرم، 1229 لغماً زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في الأراضي والمدارس والبيوت في عدد من المحافظاتاليمنية. وقال المركز في بيان له، بحسب ما نشرته وكالة «واس» السعودية، إن المشروع تمكن من انتزاع 28 لغماً مضاداً للأفراد و738 لغماً مضاداً للدبابات و448 ذخيرة غير متفجرة و15 عبوة ناسفة، ليبلغ ما تم نزعه خلال شهر مارس 6647 لغماً، وإن إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 52777 لغماً زرعتها الميليشيا الحوثية المارقة في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن. وذكر المشروع أن ميليشيات الانقلاب حاولت إخفاء الألغام بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء. وكان مساعد المدير العام لمشروع «مسام» السعودي لنزع الألغام في اليمن خالد العتيبي، قال إن «كمية الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية خلال السنوات الثلاث الماضية، صنفت اليمن الأعلى معدلاً منذ الحرب العالمية الثانية». جاء ذلك في كلمته التي ألقاها، الخميس، في الاحتفال الذي أقيم برعاية من مشروع «مسام» بمحافظة مأرب احتفاء باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، حيث أكد أن «الفرق الهندسية العاملة في المشروع البالغة 32 فريقاً تمكنت من نزع أكثر من 55 ألف لغم وعبوة ناسفة بمختلف أشكالها وأنواعها في خمس محافظات يمنية فقط منذ انطلاق المشروع بعد منتصف العام الماضي 2018». وعلى صعيد ميداني متصل، اشتدت حدة المعارك، خلال اليومين الماضيين، بين قوات الجيش الوطني، من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية، من جهة أخرى، في الجبهات الشمالية والغربية بمحافظة الضالع، الواقعة جنوب البلاد، في الوقت الذي تواصل قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية ضد ميليشيات الانقلاب في جبهة عبس بمحافظة حجة، شمال غربي اليمن والمحاذية للسعودية، بالتزامن مع اندلاع المعارك في جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء. وتركزت أعنف المعارك في جبهة مريس، شمال الضالع، حيث حققت قوات الجيش الوطني، المسنودة من المقاومة الشعبية والحزام الأمني ووحدات من اللواء الرابع عمالقة، تقدما جديدا في الجبهة وحررت عددا من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات التي دفعت، في وقت سابق، تعزيزات عسكرية كبيرة و3 ألوية عسكرية إلى عدد من مواقعها بما فيها مدينة دمت، شمالا، في محاولة منها اقتحام محافظة الضالع. وقتل أربعة من قيادات ميليشيات الحوثي البارزة في معارك شهدتها جبهة مريس، الجمعة، إضافة إلى سقوط نحو 70 انقلابياً بين قتيل وجريح، وتمكنت القوات من السيطرة على جبل حصن شداد الاستراتيجي وعدد من الجبال المجاورة له شمال مريس. وبحسب الموقع الرسمي للجيش الوطني اليمني «سبتمبر. نت»، فإن «القيادات الحوثية محسن مسعود جزيلان، ضيف يحيى حنين، طاهر محسن راجح وأبو نصر القريبة، لقيت مصرعها، الجمعة، خلال مواجهات مع الجيش الوطني في جبهة مريس، التي اندلعت عقب محاولة عناصر الميليشيات التسلل باتجاه مواقع الجيش الوطني في مناطق وينان، والحمراء، وصولان والقهرة بمنطقة مريس، فيما أحبطت قوات الجيش محاولة الميليشيات وأجبرتها على التراجع والفرار». مصدر عسكري أكد «سقوط أكثر من 70 انقلابياً بين قتيل وجريح في معارك الجمعة مع قوات الجيش الوطني في جبهة مريس، التي شهدت تبادلاً للقصف بمختلف الأسلحة عقب تصدي قوات الجيش لهجوم الميليشيات الانقلابية على مواقعها شمال وشرق جبهة مريس». وأوضح ل«الشرق الأوسط» أن «المعارك العنيفة تركزت، عقب هجوم الانقلابيين، في قرى القهرى والجروف وصالان والرفقة وجبل وينان، التي تصدت لها قوات الجيش وأفشلت محاولاتها التقدم وشنت هجوما معاكسا على مواقع الانقلابيين في عدد من المواقع أبرزها مناطق يعيس والزيلة، شمال وشرق مريس»، وأن «الميليشيات ردت على خسائرها بقصفها العنيف على قرى واقعة شمال وغرب مريس بما فيها الجروف وصالان». ولفت إلى أن «جبهات العود وبيت الشوكي لا تزال تشهد معارك متقطعة فيما تكبدت الميليشيات الحوثية الخسائر البشرية والمادية في معاركها مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية». وقالت ألوية العمالقة في بيان لها، إن «قوات ألوية العمالقة وقوات الحزام الأمني خاضت معارك ضارية مع ميليشيات الحوثي في جبهة مريس تكبدت فيها الميليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح علاوة على تدمير عتادهم العسكري»، وإن «قوات الحزام الأمني وألوية العمالقة والمقاومة شنت عملية عسكرية استطاعت من خلالها إسقاط جبل حصن شداد الاستراتيجي والجبال المجاورة شمال مريس بمحافظة الضالع بعد تمهيد مدفعي كثيف». وأكدت أن «مدفعية ألوية العمالقة تمكنت من تدمير عدد كبير من عتاد ميليشيات الحوثي، حيث تم تدمير 3 أطقم عسكرية تحمل أفرادا وتعزيزات للميليشيات، وتم تدمير وإعطاب دبابة وبي إم بي، كما استهدفت مدفعية العمالقة مخزناً للذخائر والأسلحة وتم إحراقه بشكل كامل». وفي جبهة نهم، شرق صنعاء، أحرزت قوات الجيش الوطني، خلال الساعات الماضية، تقدما جديدا، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، التي قصفت مواقع وتعزيزات الانقلابيين، الأمر الذي ساعد الجيش من تحرير تباب الغنيمي والمدوار والبيضاء، في ميسرة نهم، فيما تواصل قوات الجيش تقدمها باتجاه مواقع قريبة من منطقة مسورة. وفي جبهة عبسبحجة، تواصل قوات الجيش الوطني في حجة، العملية العسكرية في إطار تحرر المديرية من الانقلابيين، التي أطلقتها قبل عشرة أيام، وأفضت إلى تحرير عدد من المواقع والقرى التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين.
وذكرت المنطقة العسكرية الخامسة أن «التقدم الميداني الجديد أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وأسر أربعة آخرين، إضافة إلى استعادة آليات عسكرية وأسلحة خفيفة ومتوسطة، وأن عدد الأسرى الحوثيين يصل منذ انطلاق عملية تحرير مديرية عبس (الخميس قبل الماضي) إلى نحو خمسين عنصرا». وقالت إن «الجيش تمكن من استعادة الكثير من الآليات العسكرية من مدافع ومنصة إطلاق صواريخ وأطقم وأسلحة مختلفة». وكانت القوات حررت قرى كثيرة بينها الأكوع والطواهرة والأباكرة، وصولاً إلى الخط الأسفلتي لعزلة بني حسن بمديرية عبس والرابط بين شفر وحيران. وخلال العملية العسكرية، لقي عشرات الحوثيين مصرعهم، بينهم القياديان مالك ثواب مدير عام مديرية عبس المعين من قبل الميليشيا، وأبو حسن المؤيد مشرف الحوثيين في عزلة بني حسن. وتواصل مقاتلات تحالف دعم الشرعية إسنادها لقوات الجيش الوطني في حجة من خلال شن غاراتها الجوية والمركزة على مواقع وتجمعات الانقلابيين بما فيها غارات شنتها، الجمعة، على مواقع وتجمعات وآليات عسكرية لميليشيات الحوثي شمال مركز مديرية عبس، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين وتدمير مركبات عسكرية.