البارانويا أو جنون العظمة، هي عملية تحدث في العقل، وتُعرف في بعض الأحيان بالوهم. الأشخاص المصابون بجنون العظمة لديهم شكوك ومعتقدات لا تستند إلى الحقيقة في الواقع، ويشعرون طوال الوقت بأنهم يخضعون للمراقبة، أو أنهم عُرضة لنظرية المؤامرة، أو أن هناك منظمات أو قوات أو جهات تحاربهم وتشنّ هجوماً ضدهم.
كيف تعرف أنك مُصاب بالبارانويا؟
البارانويا، أو جنون العظمة، تأخذ أشكالاً مختلفة، ولكن في جميع الأحوال توجد مجموعة من الأعراض التي توضح أن هذا الشخص مُصاب بالبارانويا، ومنها ما يلي:
الشك المستمر
الأشخاص المصابون بالبارانويا يشكون في الجميع طوال الوقت، يتساءلون عن أسباب تقرب الآخرين منهم، يشعرون بأن الآخرين لديهم دوافع خبيثة وسيئة تشجعهم على التقرب منهم، كما أنهم يراقبون التصرفات الآخرين، ويشككون في مصداقيتهم. الشعور بالأهمية الكبيرة
الأشخاص الذين يعانون من البارانويا غالباً ما يشعرون بأن لهم أهمية كبيرة في العالم، وبأنهم أصحاب مهمة عُظمى، ما يجعلهم يشعرون بأن نظرات الآخرين إليهم لها معنى خاصة، وبأنهم موضع حقد وغيرة، الجميع يغير منهم، ويحقد عليهم.
تلقي رسائل مخفية
يعتقد المصابون بالبارانويا أنهم يتلقون رسائل خفية، بخلاف تلك التي يتلقاها الجميع، يشعرون وكأنهم في مرتبة أعلى من الجميع، لذلك يفهمون ما يوجد بين السطور، وما يحاول الكل التكتم عليه، ولهذا السبب تجدهم فضوليين، ويرغبون في معرفة كل شيء.
أسباب البارانويا
تعتبر البارانويا من المشاكل الشائعة لدى الأشخاص العاطفيين، أو المصابين بالتوتر الشديد، على سبيل المثال إذا كان يمشي في الشارع بمفرده في وقت متأخر من الليل، فقد تعتقد أن أحدهم يتتبعك، حتى لو لم يكن كذلك، ولكن هذا طبيعي إذا كنت تعاني من التوتر الشديد، وربما تعتقد أن الناس يحاولون عرقلة النمو أو السير في طريق نجاح.
في بعض الأحيان تكون قلة النوم وعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة من الأسباب الرئيسية للإصابة بالبارانويا، وربما يدفعك الأرق الشديد إلى تطوير أفكار غير واقعية ومجنونة، خاصة أن عقلك ليس على طبيعته.
وقد يُصاب الناس بجنون العظمة، خاصة إذا كانوا مُصابين بمشاكل في الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب، ولكنه يرتبط في بعض الأحيان بالاضطرابات الذهنية مثل انفصام الشخصية، وكلما كان المرض العقلي أكثر حدة، زادت حدة البارانويا وجنون العظمة.
وفي الوقت نفسه، يرتبط جنون العظمة ببعض مشاكل التربية، مثل أن يعامل الأبوان أبناءهما باعتبارهم أعظم من خُلق، أو أنهم أفضل من كل نظرائهم، التمييز في معاملة الابناء، وتربيتهم على أنهم مثاليون يدفعهم إلى الإصابة بجنون العظمة. علاج البارانويا
برغم من أنه حتى الآن لم يتوصل العلماء والأطباء إلى علاج نهائي للبارانويا، ولكنهم استطاعوا من تحديد بعض الأمور التي تساعد على السيطرة على الأمر، وتحجيمه ما يسمح للأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من المُضي قدماً في حياتهم، وفيما يلي بعضها:
العلاج النفسي
عليك التفكير في زيارة طبيب نفسي مُختص؛ كي يساعدك في التعامل مع البارانويا، خاصة إذا استمرت حالة الرعب والشعور بمراقبة الآخرين لك، وغيرها من أعراض البارانويا لفترة طويلة، سوف تحتاج إلى التحدث مع شخص يساعدك على التخلص من هذه الأفكار السلبية، والتي قد تدفعك إلى القيام بما لا يحمد عقباه.
التأمل
التأمل وممارسة بعض الرياضات مثل اليوجا يساعدك على الشعور بالهدوء، والتحكم في أفكارك والسيطرة على مشاعرك. يلجأ كثيرون إلى التأمل؛ حتى يكونوا أكثر انضباطاً وأكثر قدرة على التحكم فيما يدور بداخلهم. يساعدك التأمل على التفكير بصورة أوضح، والتخلص من الأفكار السلبية التي ليس لها معنى، ولا أساس لها من الصحة.
تعلم أشياء جديدة
كلما تعلمت أشياء جديدة وزادت اهتماماتك وشعرت بأنك أكثر انشغالاً؛ تخلصت من الأفكار السلبية المتعلقة بالمراقبة، أو بأن العالم كله يتآمر ضدك. تعلم واكتساب مهارات جديدة سوف يساعدك على أن تصبح أكثر قدرة على التحكم في الأفكار والمشاعر الضارة التي تؤذيك، وربما تتمكن مع مرور الوقت من التخلص منها، واستبدالها بأخرى إيجابية.