تعتبر الحياة أكثر تحديًا بالنسبة للأربعين مليون بالغ أمريكي الذين يعانون من اضطرابات القلق والهلع حيث الخوف المميت من حادثة معينة، أو وجود أزمة هلع تلوح في الآفاق، أو أن توجد أعراض مرضية جسدية مستمرة. ومما يزيد كل هذا صعوبة هو الشعور بأنه لا أحد يفهم ما الذي يحدث لك. وفيما يلي ثمانية أشياء يعرف المصابون بالقلق أنها حقيقية، وما يمكن لأي شخص أن يفعل للمساعدة. * كم هي مزعجة كلمة "اهدأ" آخر ما يريد أن يسمعه شخص يعاني من القلق هو "اهدأ". في الحقيقة هذا قد يجعل الموقف أكثر صعوبة. لذا بدلًا من تشجيع الشخص المصاب بالقلق أن يهدأ، يمكنك أن تعرض الدعم. فمثلا يمكنك أن تسألهم أسئلة مثل ما الذي يجعلك تشعر بالقلق؟ وبجعلهم يتحدثون عن مخاوفهم وعما يفكرون به، فإنهم قد يمكنهم التعامل مع الأمر بفعالية أكثر. * نوبات الهلع لا تكون أبدًا مريحة بعض نوبات الهلع تحدث بلا أي مسبب أو حتى مجرد إنذار بينما يحدث البعض الآخر بسبب الخوف الذي يسببه مواجهة موقف سبَّب لهم قلقًا من قبل (نوبة الهلع هي فترة واضحة من الخوف الشديد لها أعراض تشبه الأزمة القلبية مثل سرعة خفقان القلب والتعرق والإحساس بضيق النفس وخلافه – المترجم). وبغض النظر عن متى تحدث نوبات الهلع، إلا أنها عادة ما تكون تجربة غير سارة. وعندما يواجه شخص ما أيًا من هذه النوبات، فهو عادة ما يشعر بالوهن الكامل. وهذا يحدث جزئيا لأن الناس عادة ما ينظرون لما تمر به على أنه شيء غير منطقي. * من الممكن أن تظهر أعراض مرضية جسديةبأشكال غير متوقعة القلق لا يفتك بالعقل وحده، ولكن بعض الأعراض الجسدية قد تظهر أيضًا بسبب اضطرابات القلق. فكثير من الدراسات أوضحت أن هناك صلة بين اضطرابات القلق والقولون العصبي. وعادة ما يرتبط بالتوتر الشديد الناتج عن القلق الكثير من الأعراض، بداية من الحساسية والطفح الجلدي إلى الشعور بالدوار وجفاف الحلق. * الخوف له معنى آخر عندما تتعامل مع القلق، فإن مخاوفك ستتضاعف لدرجة عالية. وهذا شيء لا يتم معالجته بسهولة. الصعود على متن طائرة أو الدخول في غرفة مليئة بالأفراد قد يكون مؤلمًا ولا يوجد حل سريع للتعامل مع هذه الأحاسيس. كلنا نشعر بالاضطراب عندما نواجه المجهول، ولكن بالنسبة لمن يعانون من اضطرابات القلق فإنهم يشعرون بالخوف بدرجات أعمق بكثير وبشكل مزمن (شبه يومي). ولمساعدة الذين يعانون من القلق على تحمل ما يسبب لهم الرعب، فإن كثيرًا من الناس يساعدونهم بتجنب مثيرات محددة. ولكن هذا يبدو وكأنك تقول أن هذا الخوف مبرر ومنطقي ولذلك نمنع عنك هذه المثيرات مما يساعد في تغذية الخوف وتعزيزه. * الشعور بالقلق أكثر من مجرد الشعور بالتوتر عندما يخبرك شخص ما أنه يعاني من القلق، فإن عادة أول رد فعل أن تحاول أن تخبره بتجربة مماثلة (حتى لو كان التوتر والقلق من مصادر مختلفة). ولكن هذا الأسلوب عادة لا يساعد الأشخاص المصابين بالقلق كثيرًا. وقد أوضحت الدراسات أن التوتر هو شعور مُعدٍ. لذاعندما يتكلم شخصان بطريقة سلبية – حتى لو كان بدافع الدعم- فإن هذا يكون مضرًا أكثر مما هو مفيد. وكأنهما يغذيان بعضهما البعض بالقلق. لذا عندما تشاهد بعض الأشخاص يعانون من التحكم في توترهم، حاول ألا تشارك في هذا النشاط حتى ولو كنت تظن أن هذا سيساعدهم. * كم هو من المتعب التعمق في التفكير (ولكنك لا يمكنك أن توقفه) إنها دائرة مغلقة حيث تشكل أفكارك مخاوفك، ومخاوفك تصبح المزيد من الأفكار. ووجد الباحثون أن اجترار الأفكار السلبية يشكل واحدًا من أكبر مسببات الاكتئاب والقلق. ولذلك فإن المعالجة النفسية للأحداث الحالية تصبح أهم بكثير من الأحداث الماضية. ولذلك يفضل أن يلجأ المصابون بالقلق للمساعدة عندما يبدو أنهم ضائعون تماما في أفكارهم السلبية. ويجب التنويه على أن هذه المشاعر التي يشعر بها المصابون بالقلق هي مشاعر حقيقية غير مصطنعة. * من الممكن أن تكون الفوبيا الخاصة بك مادة للضحك بعض الناس يشعرون بالمتعة عندما يثيرون الناس المصابين بفوبيا معينة، كعرض صورة عنكبوت لشخص مصاب بالهلع من العناكب. لذا يجب الحذر بأن مخاوف هولاء الناس – حتى وإن كانت غير منطقية وصعبة الفهم- هي مخاوف حقيقية بالنسبة لهم ومن الأفضل احترامها واحتواؤها. * الشعور المرتبك الذي تشعر به عندما تتناول الدواء من الممكن أن تكون هناك وصمة عار لعلاج الاضطرابات العقلية والعاطفية بالدواء. ولذلك قد يشعر من يتناولون أدوية لمعالجة قلقهم بالارتباك عندما يتناولون أدويتهم. من الممكن أن نخاف من أشياء متعددة ولكن أسوأ مخاوفنا تأتي من الجهل. لذلك فهم مخاوفنا والتعامل معها، من الممكن أن يجعلنا نستخدمها كأداة بدلًا من جعلها تدمرنا. علاج المصابين من القلق قد يكون بواسطة الدواء أو المعالجين النفسيين أو كليهما.عادة ما يوجد أكثر من طريقة تمكَّن المصابين بالقلق من التغلب عليه.
