لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    نقابة الصحفيين تدعو إلى سرعة إطلاق الصحفي المياحي وتحمل المليشيا مسؤولية حياته    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    السوبرمان اليهودي الذي ينقذ البشرية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتيات اليمن ضحايا الزواج المبكر (تقرير)
نشر في التغيير يوم 10 - 05 - 2020

تنتشر ظاهرة زواج القاصرات في المجتمع اليمني أكثر من غيرها من المجتمعات المحافظة، ويرجع ذلك الى تجاهل اليمنيون لأضرار وعواقب هذا الزواج بل ان الكارثة تعمق الفكرة في ذاكرة اليمنيين لدرجة أصبحت الفتاة القاصرة نفسها لا تعارض زواجها متجاهلة تماما ما ستقدم عليه.
وأصبحت هذه القضية من القضايا الهامشية حيث تراجع التركيز عليها بشكل كبير واحتلت أخبار الحروب والإغتيالات والأوبئة والأمراض المنتشرة مؤخرا الحيز الكبير من الأهتمام الدولي والإعلامي.
أسباب زواج القاصرات..
1-التخلص من مسؤولية الفتيات وخصوصا الآسر التي تعاني من مشاكل مادية فيتجه العديد من الآباء لتزويج بناته الغير ناضجات وذلك لتخلص من عالة مسؤولية رعايتهن.
2- يعد الفقر رئيسيا لزواج القاصرات حيث يعجز الآباء عن توفير بيئة كريمة لبناتهم فيلجأ العديد منهم إلى تزويجهن بمبرر الرغبة لهن بالحياة الكريمة.
3- كما لطمع وجشع الآباء والرغبة في الحصول على المال يدا مساعدة في إنتشار هذا الزواج.
4-الحرب والنزوح والحاجة إلى المال ضاعف نسبة معدل زواج القاصرات في اليمن .
5-الدين؛ اضطر الكثير من المتداينين بتزويج بناتهم الاتي لم يبلغن سن الزواج للمتدين منه كوسيلة بديلة لقضاء الدين .
6- غياب القوانين الرادعة والعقوبات التي يجب ان تنفذ من قبل الجهات المسئولة للمغتصبين الطفولة.
7-يتفق العديد من اصحاب النظرية الاجتماعية أن السبب وراء زواج صغيرات اليمن هى العادات والتقاليد اكثر من أي سبب آخر ، مستدلين ذلك بالمثل الشعبي اليمني القديم (زوج بنت الثمان........ وعليا الضمان )، حيث ترى بعض المجتمعات أن المرأه عار وبقائها فترة طويلة خطر على شرف العوائل ويجب تزويجها قبل سن المراهقة الا انه يتخفى وراء هذه المعتقدات جهل وتدني في الوعي الثقافي والتعليمي وخصوصا في الأرياف والمناطق النامية والتي يتحل النسبة الأكبر من معدل زواج القاصرات .
8-المخزون الخاطئ في ذاكرة العديد من الناس لنماذج فتيات قاصرات يتزوجن ولم يصبن بأذى متناسين تماما العديد من النماذج الشاهدة عن خطورة هذا الزواج كما يبرر البعض بمبررات دينية مثل الأحاديث حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهى بسن التاسعة غير مدركين تفاصيل هذا الزواج وذلك التأبين الكبير بينهم وبين خير البشرية في النوايا والافكار والتعامل .....الخ.
سماح إحدى نماذج ضحايا الزواج المبكر..
الكثير من الفتيات يسقطن ضحايا الزواج المبكر كل يوم دون ان نشعر مبررين ذلك باسباب اخرى ، سماح المجيدي من أبناء محافظة تعز تروى قصتها مع هذا الزواج بدموع تحرق قلب سامعها أسفا على ضياع شباب فتاة جملية وهى على قيد الحياة قائلة: أقبل أبي على تزوجي وانا في سن 14 خريفا ، على علم إنني صغيرة الحجم نحلية الوزن ابدو اصغر من عمري بكثير ، لم أكن أعي حينها فكرة الزواج وما سأقبل علية مطلقا ، لم يكن الدافع وراء زواجي هو الفقر او الدين او اي سبب يبرر لأبي ما فعل ، لم يكن سوى مخزون في ذاكرة ابي لأسماء فتيات اقل مني عمرا لا نعرفهن مطلقا منذ الزمن البعيد تزوجن ولم يصبن باي اذى وخصوصا سيدتنا عائشة رضى الله عنها.
وتواصل حديثها ل"نافذة اليمن" قائلة فعلا تزوجت ولم يصبني الا اذى طفيف لم اخبر احدا عنه ، حينها زاد يقين ابي بمعتقداته وارتاح ضميره اكثر ، حملت مبكرا وعانيت حقا في مراحل الحمل ، الآلام شديدة أوشكت ان تطرد روحي من جسدي اثناء الولادة ، لكن الله كان معي ، انتهى كل ذلك على خير وعدت لصحتي ، حينها أجزم ابي ان تلك التقارير الطبية الصادرة من منظمات الصحة واحده تلو الاخرى ليس سوى تخويف ولعب بعقول الاخرين وان لا اساس لها من الصحة.
لم يقف الامر هنا ؛ بل اصبحت نموذجا اخر يعتمد علية الكثير من سكان قريتي عند تزويج اي فتاة اخرى قاصرة.
وأضافت "مولودتي الاولى أصبحت الان في الخامسة من عمرها ، وفجأة وبدون سابق انذار شعرت بتقلصات شديدة بالرحم ، نزيف حاد ، كما اني تأخرت عن إنجابي للطفل الثاني ، قررت عمل الفحوصات الازمة ، لم اتوقع قط ان تكون نتيجة الفحوصات تكون بهذه الكارثة !
كارثة تصيبني بالعقم الابدي ومعاناة بالالام الشديدة والنزيف الحاد الذي يفقدني وعيي ومدى الحياة كونه العلاج يعجز عن حل هذه المشكلة ، والأسوأ إنني معرضة وبشدة لسرطان سينهش ما تبقى من رحم معلول.
وتابعت "اكد لي الطبيب بأن السبب وراء ذلك هو حمل الجنين برحم غير مكتمل وغير مهيأ لهذه المهمة مطلقا ، متفاجئا كيف لهذا الجسد النحيل والغير مكتمل أن يتحمل أعباء الولادة مؤكدا ان حل هذه المشاكل تحتاج معجزة ربانية.
وأردفت والدمع يملئ عيناها قائلة "هاهو زوجي يتزوج بأخرى بحجة الرغبة بالخلفة والبنين وها انا انتظر الطلاق باي لحظة.
معاناة سماح تؤكد التقارير الطبية حول أضرار الزواج المبكر وعواقبه الوخيمة بعد الزواج ، او اثناء الولادة او بعدها او بعد ذلك بفترة طويلة .
قضية زواج القاصرات أثار جدلا واسعا وسط المجتمعات الشعبية اليمنية بين مؤيد ومعارض وفقا لاختلاف الطبقات والعادات والمخزون الفكري لكل طبقة من مجتمع إلى أخر بدوافع دينية وإجتماعية في آن واحد .
واحدث هذا النقاش ضجة كبيرة إلى أن وضعت هذه القضية نقاشا تحت قبة البرلمان في عام 2010 ، حيث أنبرى بعض أعضاء مجلس النواب للمطالبة بإقرار قانون يحدد سن الزواج بالثامنة عشر سنة وذلك لدرع فكرة الزواج المبكر وتلاشي الأضرار المترتبة وراء هذا الزواج، الى ان اصدر قانون منع الزواج دون سن 18 عاما والإنجاب قبل 21 سنة وفرض عقوبات على أي شخص غير مختص يحرر عقود وهو على معرفة بأن احد الطرفين دون سن 18 عام.
ما يضهر جليا في المجتمع وما لم نراه ونسمعه عن أي عقوبة تنفذ برغم اننا نرى وبشكل شبه يومي صغيرات تزف دون سن 15 عام ، وكأن لا قانون صدر ولا عقوبة فرضت.
اختفى هذا القانون نصا قبل ان ينفذ جراء الحرب الذي ضاعفت نسبة زواج القاصرات وتلاشي التوعية جراء انشغال منظمات التوعية الاجتماعية واصحاب الرسالة الاعلامية بقضايا الحرب والتي كان قد بدأ لها دور فعال قبل الحرب بفترة وجيزة .
المجتمعات المحافظة الاخرى حاربت هذه القضية فور ظهورها حتى أصبحت شبه منتهية وذلك لانها لم تكتفي بوضع القوانين حبر على ورق وفرض عقوبات بلا تطبيق كما الحال في اليمن.
اختلقوا القوانين الصارمة لحماية الفتيات والطفولة واعتبرت هذا الزواج كريمة اغتصاب بحق الطفولة واعتداء على كرامة الطفل كما وثقت عقود زواج ومنحت الزوجة بطاقة الهوائية الشخصية والذي يحمل تاريخ ميلادها الحقيقي مما يحميها من الزواج في سن غير قانوني ، ايضا نسقت مع الجهات المعنية من اجل التوعية بأضرار هذا النوع من الزواج على الفتاة وعلى المجتمع بشكل عام ، وكذا توفير مصادر دخل للاسرة الفقيرة وتيسير سبل العيش الذي يقلل من انتشار هذه الظاهرة.
الآثار الناتجة عن زواج القاصرات..
1- تحرم الفتاة من اهم حق منحه لها القوانين الدولية والوطنية والدينية الا وهو حق التعليم كون الام مدرسة لأولادها.
2- عدم استقرار الحياة الزوجية ومضاعفة المشاكل بين الزوجين وذلك يرجع الى تحمل الفتاة عبئا لا قدرة لها عليه ولا تستوعب دورها مطلقا فيه مما يؤدي الى فشل الزواج وارتفاع نسبة معدل الطلاق.
3-العجز عن تربية الاولاد تربية حسنة كونها الزوجة الصغيرة غير مهيأة من الناحية النفسية والثقافية والعقلية والجسدية كي تقوم بمسؤولية بيت وزوج وتربية اطفال كونها هي نفسها في مرحلة عمرية مخصصة لتربية الاجتماعية من قبل الوالدين وفترة لبناء الشخصية وتبني الافكار واختيار المبادئ التي تحدد شخصيتها مدى الحياة.
4-الزواج المبكر سببا مباشر للحمل المبكر الذي ينعكس أثاره الصحية الخطيرة على الفتاة المرتبطة بأسباب إكتمال نضوج جسم الفتاة وصحتها بشكل عام وصحتها الجنسية بشكل خاص.
5-ارتفاع معدل وفيات المواليد والأمهات الصغار أثناء وبعد الولادة حيث يؤكدون الاطباء السبب هو الزواج المبكر.
6-اشارت تقارير صادرة عن الامم المتحدة أن 52 الف زوجة يمنية قاصرة تعاني من العنف الجنسي ويحتاجين الى الرعاية الصحية المنقذة للحياة والدعم النفسي والاجتماعي.
7- اكد الكثير من الاطباء ان الزواج المبكر للفتاة سبب امراض عديدة منها : إضطرابات الدورة الشهرية - تأخر الحمل - الولادة المبكرة - تزايد حالات الإجهاض - ارتفاع نسبة الإصابة بهشاشة العظام بسبب نقص الكلس .
كما لهذا الزواج اضرار نفسية يؤكدها المختصون النفسيون وهيئات حقوق الانسان حيث يوضح انه يسبب:
-تعاني الفتاة الصغيرة من الحرمان العاطفي من حنان الوالدين ، والحرمان من العيش مرحلة الطفولة كاملة المهمة جدآ في بناء الشخصية والذي قد سبب لها الهستيريا او الفصام او الاكتئاب او القلق او اضطرابات الشخصية.
أما اضرار الزواج المبكر على الاطفال:
-يصاب أطفال الامهات الصغار من عدد من المشاكل الصحية الفاقمة مثل اختناق الجنين في بطن الام الناجم عن القصور الحاد في الدورة الشهرية المغذية لجسد الجنين ، مما قد يسبب له مشاكل صحية مدى الحياة مثل ضمور الدماغ المنتشر بشكل كبير ، الولادة المبكرة وما يسببها من مضاعفات ، قصور في الجهاز التنفسي لعدم اكتمال نمو الرئتين واعتالات الجهاز الهضمي ، ايضا تأخر النمو الجسدي والعقلي وزيادة الإصابة بالشلل الدماغي والإصابة بالأعمى والاعاقات السمعية على المولود وعلى الأم ايضا.
كما قد يعاني الطفل من اضطرابات نفسية بسبب الشعور بالحرمان من الام جراء عدم القيام بدورها كأم ناضجة.
اضرار زواج القاصرات لا تنتهي..
زواج القاصرات يسبب كوارث ينجم عنها الكثير من الاضرار الصحية والإجتماعية والأخلاقية ايضآ وهذه القصة الحقيقة دليل ع ذلك .
"نافذة اليمن" يرصد قصة ضحية أخرى هي(ف- ع - ش) "يحتفظ باسمها بحسب طلبها" فتاة تسكن في منطقة الحوض بمحافظة تعز ، ابنة امها الوحيدة ، فقيدة الاب ، تعاني من الفقر المدقع ، تعيش مع امها في بيت صغير ، منسية تماما من قبل أهلها واجدادها، تقتات يوميا من صدقات الجيران والرائفة قلوبهم ، تضطر والدتها لتزويجها وهى في سن 13 عام ، وذلك لتخلص من مسؤليتها الصعبة ، ولتأمن عليها كونها فتاة جميلة فقيدة السند ، ارادت والدتها ان تذهب بها الى منزل يؤمن لها الطعام والملبس والحنان التي تفتقدهم قبل أن ترحل تاركة ابنتها ضايعة وحيدة ، لم تترك لضياع مستقبل إبنتها ودمار حياتها أي احتمال كونها لم تصل الى مرحلة النضج العقلي والجسدي.
قصة هذه الفتاة التي تزوجت ولم يمر على زواجها 6 اشهر لتصبح مطلقة لتصبح منهارة نفسيا ، وبصحة سيئة للغاية وبحالة نفسية معقدة ، عجز أطباء البلاد معالجة هذه الحالة الصعبة ، باعت والدتها ذلك البيت الصغير المتبقي من إرث زوجها المتوفي وجمعت ما تبقى من مهر ابنتها وساعدها فاعلين الخير بمبالغ مالية لتتمكن من السفر لخارج البلاد لتلقي العلاج ، سافرت الطفلة ووالدتها وبحمدلله تم معالجتها واعيد لها صحتها ، لكن المؤسف غزاهم الفقر في بلد غريب نفذت تلك الاموال ، لم يتمكنوا من العودة، كونها لا تملك شهادة للعمل الشريف او اي خبرة تمكنها من الحيلة للعودة .
زواج القاصرات يصبح عادة مجتمعة عالية الخطورة على الفتيات ومستقبل الأجيال القادمة ويهدد الامن الإجتماعي ويزيد من فجوة التخلف في المجتمع ، فعلى قوانينكم الدرع وتدارك الخطورة الكبيرة التي تجهلون عنها.
زواج القاصرات جريمة ترتكب ضد الفتيات الصغار ولا مكان لمبرر ( نحن لم نجبرهن هن لم يعارضن ذلك ) بالاساس هن لم يصلن لمرحلة النضج حتى يعوا مقدار المسؤولية المترقبة لهن والإضرار الصحية التي قد تدمر حياتهن وتضيع مستقبلهن وتفقدهن الحقوق فالمسئول الأول والأخير هو من يقع بيده عقد الزواج.
تنتشر ظاهرة زواج القاصرات في المجتمع اليمني أكثر من غيرها من المجتمعات المحافظة، ويرجع ذلك الى تجاهل اليمنيون لأضرار وعواقب هذا الزواج بل ان الكارثة تعمق الفكرة في ذاكرة اليمنيين لدرجة أصبحت الفتاة القاصرة نفسها لا تعارض زواجها متجاهلة تماما ما ستقدم عليه.
وأصبحت هذه القضية من القضايا الهامشية حيث تراجع التركيز عليها بشكل كبير واحتلت أخبار الحروب والإغتيالات والأوبئة والأمراض المنتشرة مؤخرا الحيز الكبير من الأهتمام الدولي والإعلامي.
أسباب زواج القاصرات..
1-التخلص من مسؤولية الفتيات وخصوصا الآسر التي تعاني من مشاكل مادية فيتجه العديد من الآباء لتزويج بناته الغير ناضجات وذلك لتخلص من عالة مسؤولية رعايتهن.
2- يعد الفقر رئيسيا لزواج القاصرات حيث يعجز الآباء عن توفير بيئة كريمة لبناتهم فيلجأ العديد منهم إلى تزويجهن بمبرر الرغبة لهن بالحياة الكريمة.
3- كما لطمع وجشع الآباء والرغبة في الحصول على المال يدا مساعدة في إنتشار هذا الزواج.
4-الحرب والنزوح والحاجة إلى المال ضاعف نسبة معدل زواج القاصرات في اليمن .
5-الدين؛ اضطر الكثير من المتداينين بتزويج بناتهم الاتي لم يبلغن سن الزواج للمتدين منه كوسيلة بديلة لقضاء الدين .
6- غياب القوانين الرادعة والعقوبات التي يجب ان تنفذ من قبل الجهات المسئولة للمغتصبين الطفولة.
7-يتفق العديد من اصحاب النظرية الاجتماعية أن السبب وراء زواج صغيرات اليمن هى العادات والتقاليد اكثر من أي سبب آخر ، مستدلين ذلك بالمثل الشعبي اليمني القديم (زوج بنت الثمان........ وعليا الضمان )، حيث ترى بعض المجتمعات أن المرأه عار وبقائها فترة طويلة خطر على شرف العوائل ويجب تزويجها قبل سن المراهقة الا انه يتخفى وراء هذه المعتقدات جهل وتدني في الوعي الثقافي والتعليمي وخصوصا في الأرياف والمناطق النامية والتي يتحل النسبة الأكبر من معدل زواج القاصرات .
8-المخزون الخاطئ في ذاكرة العديد من الناس لنماذج فتيات قاصرات يتزوجن ولم يصبن بأذى متناسين تماما العديد من النماذج الشاهدة عن خطورة هذا الزواج كما يبرر البعض بمبررات دينية مثل الأحاديث حول زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهى بسن التاسعة غير مدركين تفاصيل هذا الزواج وذلك التأبين الكبير بينهم وبين خير البشرية في النوايا والافكار والتعامل .....الخ.
سماح إحدى نماذج ضحايا الزواج المبكر..
الكثير من الفتيات يسقطن ضحايا الزواج المبكر كل يوم دون ان نشعر مبررين ذلك باسباب اخرى ، سماح المجيدي من أبناء محافظة تعز تروى قصتها مع هذا الزواج بدموع تحرق قلب سامعها أسفا على ضياع شباب فتاة جملية وهى على قيد الحياة قائلة: أقبل أبي على تزوجي وانا في سن 14 خريفا ، على علم إنني صغيرة الحجم نحلية الوزن ابدو اصغر من عمري بكثير ، لم أكن أعي حينها فكرة الزواج وما سأقبل علية مطلقا ، لم يكن الدافع وراء زواجي هو الفقر او الدين او اي سبب يبرر لأبي ما فعل ، لم يكن سوى مخزون في ذاكرة ابي لأسماء فتيات اقل مني عمرا لا نعرفهن مطلقا منذ الزمن البعيد تزوجن ولم يصبن باي اذى وخصوصا سيدتنا عائشة رضى الله عنها.
وتواصل حديثها ل"نافذة اليمن" قائلة فعلا تزوجت ولم يصبني الا اذى طفيف لم اخبر احدا عنه ، حينها زاد يقين ابي بمعتقداته وارتاح ضميره اكثر ، حملت مبكرا وعانيت حقا في مراحل الحمل ، الآلام شديدة أوشكت ان تطرد روحي من جسدي اثناء الولادة ، لكن الله كان معي ، انتهى كل ذلك على خير وعدت لصحتي ، حينها أجزم ابي ان تلك التقارير الطبية الصادرة من منظمات الصحة واحده تلو الاخرى ليس سوى تخويف ولعب بعقول الاخرين وان لا اساس لها من الصحة.
لم يقف الامر هنا ؛ بل اصبحت نموذجا اخر يعتمد علية الكثير من سكان قريتي عند تزويج اي فتاة اخرى قاصرة.
وأضافت "مولودتي الاولى أصبحت الان في الخامسة من عمرها ، وفجأة وبدون سابق انذار شعرت بتقلصات شديدة بالرحم ، نزيف حاد ، كما اني تأخرت عن إنجابي للطفل الثاني ، قررت عمل الفحوصات الازمة ، لم اتوقع قط ان تكون نتيجة الفحوصات تكون بهذه الكارثة !
كارثة تصيبني بالعقم الابدي ومعاناة بالالام الشديدة والنزيف الحاد الذي يفقدني وعيي ومدى الحياة كونه العلاج يعجز عن حل هذه المشكلة ، والأسوأ إنني معرضة وبشدة لسرطان سينهش ما تبقى من رحم معلول.
وتابعت "اكد لي الطبيب بأن السبب وراء ذلك هو حمل الجنين برحم غير مكتمل وغير مهيأ لهذه المهمة مطلقا ، متفاجئا كيف لهذا الجسد النحيل والغير مكتمل أن يتحمل أعباء الولادة مؤكدا ان حل هذه المشاكل تحتاج معجزة ربانية.
وأردفت والدمع يملئ عيناها قائلة "هاهو زوجي يتزوج بأخرى بحجة الرغبة بالخلفة والبنين وها انا انتظر الطلاق باي لحظة.
معاناة سماح تؤكد التقارير الطبية حول أضرار الزواج المبكر وعواقبه الوخيمة بعد الزواج ، او اثناء الولادة او بعدها او بعد ذلك بفترة طويلة .
قضية زواج القاصرات أثار جدلا واسعا وسط المجتمعات الشعبية اليمنية بين مؤيد ومعارض وفقا لاختلاف الطبقات والعادات والمخزون الفكري لكل طبقة من مجتمع إلى أخر بدوافع دينية وإجتماعية في آن واحد .
واحدث هذا النقاش ضجة كبيرة إلى أن وضعت هذه القضية نقاشا تحت قبة البرلمان في عام 2010 ، حيث أنبرى بعض أعضاء مجلس النواب للمطالبة بإقرار قانون يحدد سن الزواج بالثامنة عشر سنة وذلك لدرع فكرة الزواج المبكر وتلاشي الأضرار المترتبة وراء هذا الزواج، الى ان اصدر قانون منع الزواج دون سن 18 عاما والإنجاب قبل 21 سنة وفرض عقوبات على أي شخص غير مختص يحرر عقود وهو على معرفة بأن احد الطرفين دون سن 18 عام.
ما يضهر جليا في المجتمع وما لم نراه ونسمعه عن أي عقوبة تنفذ برغم اننا نرى وبشكل شبه يومي صغيرات تزف دون سن 15 عام ، وكأن لا قانون صدر ولا عقوبة فرضت.
اختفى هذا القانون نصا قبل ان ينفذ جراء الحرب الذي ضاعفت نسبة زواج القاصرات وتلاشي التوعية جراء انشغال منظمات التوعية الاجتماعية واصحاب الرسالة الاعلامية بقضايا الحرب والتي كان قد بدأ لها دور فعال قبل الحرب بفترة وجيزة .
المجتمعات المحافظة الاخرى حاربت هذه القضية فور ظهورها حتى أصبحت شبه منتهية وذلك لانها لم تكتفي بوضع القوانين حبر على ورق وفرض عقوبات بلا تطبيق كما الحال في اليمن.
اختلقوا القوانين الصارمة لحماية الفتيات والطفولة واعتبرت هذا الزواج كريمة اغتصاب بحق الطفولة واعتداء على كرامة الطفل كما وثقت عقود زواج ومنحت الزوجة بطاقة الهوائية الشخصية والذي يحمل تاريخ ميلادها الحقيقي مما يحميها من الزواج في سن غير قانوني ، ايضا نسقت مع الجهات المعنية من اجل التوعية بأضرار هذا النوع من الزواج على الفتاة وعلى المجتمع بشكل عام ، وكذا توفير مصادر دخل للاسرة الفقيرة وتيسير سبل العيش الذي يقلل من انتشار هذه الظاهرة.
الآثار الناتجة عن زواج القاصرات..
1- تحرم الفتاة من اهم حق منحه لها القوانين الدولية والوطنية والدينية الا وهو حق التعليم كون الام مدرسة لأولادها.
2- عدم استقرار الحياة الزوجية ومضاعفة المشاكل بين الزوجين وذلك يرجع الى تحمل الفتاة عبئا لا قدرة لها عليه ولا تستوعب دورها مطلقا فيه مما يؤدي الى فشل الزواج وارتفاع نسبة معدل الطلاق.
3-العجز عن تربية الاولاد تربية حسنة كونها الزوجة الصغيرة غير مهيأة من الناحية النفسية والثقافية والعقلية والجسدية كي تقوم بمسؤولية بيت وزوج وتربية اطفال كونها هي نفسها في مرحلة عمرية مخصصة لتربية الاجتماعية من قبل الوالدين وفترة لبناء الشخصية وتبني الافكار واختيار المبادئ التي تحدد شخصيتها مدى الحياة.
4-الزواج المبكر سببا مباشر للحمل المبكر الذي ينعكس أثاره الصحية الخطيرة على الفتاة المرتبطة بأسباب إكتمال نضوج جسم الفتاة وصحتها بشكل عام وصحتها الجنسية بشكل خاص.
5-ارتفاع معدل وفيات المواليد والأمهات الصغار أثناء وبعد الولادة حيث يؤكدون الاطباء السبب هو الزواج المبكر.
6-اشارت تقارير صادرة عن الامم المتحدة أن 52 الف زوجة يمنية قاصرة تعاني من العنف الجنسي ويحتاجين الى الرعاية الصحية المنقذة للحياة والدعم النفسي والاجتماعي.
7- اكد الكثير من الاطباء ان الزواج المبكر للفتاة سبب امراض عديدة منها : إضطرابات الدورة الشهرية - تأخر الحمل - الولادة المبكرة - تزايد حالات الإجهاض - ارتفاع نسبة الإصابة بهشاشة العظام بسبب نقص الكلس .
كما لهذا الزواج اضرار نفسية يؤكدها المختصون النفسيون وهيئات حقوق الانسان حيث يوضح انه يسبب:
-تعاني الفتاة الصغيرة من الحرمان العاطفي من حنان الوالدين ، والحرمان من العيش مرحلة الطفولة كاملة المهمة جدآ في بناء الشخصية والذي قد سبب لها الهستيريا او الفصام او الاكتئاب او القلق او اضطرابات الشخصية.
أما اضرار الزواج المبكر على الاطفال:
-يصاب أطفال الامهات الصغار من عدد من المشاكل الصحية الفاقمة مثل اختناق الجنين في بطن الام الناجم عن القصور الحاد في الدورة الشهرية المغذية لجسد الجنين ، مما قد يسبب له مشاكل صحية مدى الحياة مثل ضمور الدماغ المنتشر بشكل كبير ، الولادة المبكرة وما يسببها من مضاعفات ، قصور في الجهاز التنفسي لعدم اكتمال نمو الرئتين واعتالات الجهاز الهضمي ، ايضا تأخر النمو الجسدي والعقلي وزيادة الإصابة بالشلل الدماغي والإصابة بالأعمى والاعاقات السمعية على المولود وعلى الأم ايضا.
كما قد يعاني الطفل من اضطرابات نفسية بسبب الشعور بالحرمان من الام جراء عدم القيام بدورها كأم ناضجة.
اضرار زواج القاصرات لا تنتهي..
زواج القاصرات يسبب كوارث ينجم عنها الكثير من الاضرار الصحية والإجتماعية والأخلاقية ايضآ وهذه القصة الحقيقة دليل ع ذلك .
"نافذة اليمن" يرصد قصة ضحية أخرى هي(ف- ع - ش) "يحتفظ باسمها بحسب طلبها" فتاة تسكن في منطقة الحوض بمحافظة تعز ، ابنة امها الوحيدة ، فقيدة الاب ، تعاني من الفقر المدقع ، تعيش مع امها في بيت صغير ، منسية تماما من قبل أهلها واجدادها، تقتات يوميا من صدقات الجيران والرائفة قلوبهم ، تضطر والدتها لتزويجها وهى في سن 13 عام ، وذلك لتخلص من مسؤليتها الصعبة ، ولتأمن عليها كونها فتاة جميلة فقيدة السند ، ارادت والدتها ان تذهب بها الى منزل يؤمن لها الطعام والملبس والحنان التي تفتقدهم قبل أن ترحل تاركة ابنتها ضايعة وحيدة ، لم تترك لضياع مستقبل إبنتها ودمار حياتها أي احتمال كونها لم تصل الى مرحلة النضج العقلي والجسدي.
قصة هذه الفتاة التي تزوجت ولم يمر على زواجها 6 اشهر لتصبح مطلقة لتصبح منهارة نفسيا ، وبصحة سيئة للغاية وبحالة نفسية معقدة ، عجز أطباء البلاد معالجة هذه الحالة الصعبة ، باعت والدتها ذلك البيت الصغير المتبقي من إرث زوجها المتوفي وجمعت ما تبقى من مهر ابنتها وساعدها فاعلين الخير بمبالغ مالية لتتمكن من السفر لخارج البلاد لتلقي العلاج ، سافرت الطفلة ووالدتها وبحمدلله تم معالجتها واعيد لها صحتها ، لكن المؤسف غزاهم الفقر في بلد غريب نفذت تلك الاموال ، لم يتمكنوا من العودة، كونها لا تملك شهادة للعمل الشريف او اي خبرة تمكنها من الحيلة للعودة .
زواج القاصرات يصبح عادة مجتمعة عالية الخطورة على الفتيات ومستقبل الأجيال القادمة ويهدد الامن الإجتماعي ويزيد من فجوة التخلف في المجتمع ، فعلى قوانينكم الدرع وتدارك الخطورة الكبيرة التي تجهلون عنها.
زواج القاصرات جريمة ترتكب ضد الفتيات الصغار ولا مكان لمبرر ( نحن لم نجبرهن هن لم يعارضن ذلك ) بالاساس هن لم يصلن لمرحلة النضج حتى يعوا مقدار المسؤولية المترقبة لهن والإضرار الصحية التي قد تدمر حياتهن وتضيع مستقبلهن وتفقدهن الحقوق فالمسئول الأول والأخير هو من يقع بيده عقد الزواج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.