ووزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي، ومعهما السفير البريطاني بصنعاء تيموتي تورلوت "معرض الحدائق الملكية للنبات" تحت شعار " سقطرى أرض شجرة دم الأخوين". وفي حفل الافتتاح الذي نظمه المعهد البريطاني بصنعاء بالتعاون والتنسيق مع معهد جميل غانم للفنون الجميلة لفت وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي إلى أن افتتاح المعرض جاء بالتزامن مع احتفالات العيد الأربعين للاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر المجيد، الذي شكل نقطة تحول في العمل الحثيث والدؤوب في سبيل الوحدة اليمنية المباركة، التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو 1990م. وأشاد الوزير بما حواه المعرض من صور فوتوغرافية لأرخبيل سقطرى، التي وصفها " بالجوهرة النادرة"، التي تقع في نقطة تلاقي البحر العربي بالمحيط الهندي. وأضاف:" منذ قيام الوحدة المباركة أصبح أرخبيل سقطرى قبلة للباحثين والدارسين والسائحين بما توفر له من سبل العيش، وسبل الوصول إليه جوا وبحرا بعد أن عاش في عزلة شبه تامة لعقود من الزمن". وتحدث وزير الثقافة عن الأسماء التي أطلقت على سقطرى مثل "جزيرة البخور" و"جزيرة اللبان" و"جزيرة دم الاخوين" و"جزيرة البركة" و"جزيرة النعيم"، مؤكدا إن أرخبيل سقطرى يعد متحفا للتاريخ الطبيعي بما يحويه من تنوع حيوي نادر، لافتاً إلى وجود ما يزيد عن 270 نوعا من النباتات التي تنفرد بها سقطرى، فضلاً عن أنها تعد موئلا للعديد من أنواع الطيور والأحياء البرية والبحرية، وتحتل مكانة بارزة في قائمة التراث العالمي، وتحوز اهتمام المنظمات الدولية المهتمة بالبيئة والتراث في العالم. كما لفت إلى:" إن هذا المعرض يأتي في إطار الاهتمام الدولي بحماية أرخبيل سقطرى، ومكوناته التي لا تعتبر ملكا لليمن فحسب بل للإنسانية بأسرها" على حد قوله. وعبر السفير تيموتي تورلوت عن شكره للمساهيمن في الترتيب والتنظيم للمعرض خصوصا وزراء المياه والبيئة والثقافة والسياحة، وكذا محافظ عدن وجمعية الصداقة اليمنية البريطانية، منوهاً بالاهتمام الكبير بالتنوع النباتي لجزيرة سقطرى والشراكة في إنشاء الحدائق النباتية الملكية لأدنبرة والجزيرة. وأوضح أن تنظيم هذا المعرض للمرة الأولى في أدنبرة في اسكتلندا في صيف 2006م، جذب آنذاك أكثر من 55 ألف زائر، ومن بينهم الأمير تشارلز، لافتاً إلى أن ذلك المعرض آثار اهتمام كبيرا في الصحافة، ولدى العامة باليمن وجزيرة سقطرى على وجه الخصوص. وأشار إلى أن المجلس الثقافي البريطاني قرر إحضار المعرض إلى اليمن، حيث يقام حاليا في عدن وسيقام العام القادم في صنعاء، وأخيرا في مركز الزوار المقترح إنشائه في سقطرى لغرض التعريف بالخطر الذي يهدد التوازن الهش في جزيرة سقطرى. وأضاف:" لقد أصبحت شجرة دم الأخوين رمزا للهيئات المعنية بالحفاظ على البيئة، والتي تسعى للحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية وكذلك أنماط الحياة الإنسانية التي لديها الكثير لتعليم العالم الحديث عن العيش بانسجام مع البيئة"، مشيرا إلى أن جزيرة سقطرى تعد كنزا ثمينا يمتلكه اليمن، وينبغي الحفاظ عليه لليمن وللعالم أجمع. واحتوى المعرض الذي يستمر حتى 31 من يناير القادم على صور ووسائل إيضاحية عن جزيرة سقطرى، والتنوع الحيوي من نباتات وحيوانات وطيور والعادات والتقاليد والفنون الشعبية إلى النباتات التي يرجع اكتشافها إلى العام 1880م. وقالت سابينا كنز مسئولة بالحدائق الملكية للنباتات بأدنبرة البريطانية:" إن المعرض يستهدف تعريف العالم بأهمية سقطرى كجزء من التراث العالمي"، مشيرة إلى أن عدد من الباحثين قد قاموا بإجراء مسوحات للجزيرة استمرت 8 أشهر، ونتج عنها صدور كتاب عن النباتات الطبيعية في الجزيرة مع استخداماتها الشعبية، بالإضافة إلى المعرض الذي عرض في أدنبرة، ثم في عدنوصنعاء، والترتيبات الجارية لتنظيمه في دول الخليج، حيث يعيش السقطريون في عمان والشارقة، ثم أعادته إلى الجزيرة بصورة دائمة.