(المخابرات) في مدينة تعزجنوب العاصمة صنعاء للمطالبة بالإفراج عن الفنان الساخر فهد القرني الذي اعتقل قبل أيام على خلفية انتقاداته للسلطات. وقالت مصادر محلية للجزيرة نت إن المئات من محبي فن القرني وأنصار حزب الإصلاح المعارض الذي ينتمي إليه الفنان الساخر، قد شاركوا في الاعتصام الذي شهد أمس مشادات مع رجال الأمن اعتقل على إثرها خمسة أشخاص بينهم صحفي وأفرج عنهم لاحقا. وكانت قيادات حزب الإصلاح في محافظة تعز وأحزاب اللقاء المشترك سعت السبت لمقابلة مدير الأمن السياسي، لكنه امتنع عن مقابلتها واكتفى بالقول إن اعتقال القرني جاء بأوامر عليا، وفق ما نقلت عنه تلك القيادات. أوامر عليا وشددت قيادات المعارضة في تعز على ضرورة الإفراج الفوري عن القرني، وأكدت أن الفنان المعتقل ينتقد بفنه الشعبي سياسات لا أشخاصا، بينما تقول مصادر حكومية إن القرني قد مس الرموز الوطنية عبر أغانيه ومسرحياته التي يشارك بها في فعاليات جماهيرية لأحزاب المعارضة. وكان الموقع الإلكتروني "26 سبتمبر" -المعروف بأنه ينطق باسم الجيش- نقل عن مصادر مطلعة القول إن احتجاز فهد القرني في تعز جاء على خلفية مخالفاته المتكررة للقانون، وتعمده الإساءات الشخصية والتجريح للآخرين سواء عبر الأشرطة التي ينتجها ويقوم بتوزيعها دون ترخيص. وتحدثت المصادر الحكومية عن أن أشرطة القرني تحمل ما أسمتها بذاءات وقذفا وتجريحا شخصيا، وأشارت إلى أنه سيحال إلى النيابة العامة بعد استكمال إجراءات التحقيق معه تمهيدا لتقديمه إلى القضاء. وقالت تلك المصادر إن "ما يقوم به القرني من إساءات وتشهير وتجريح شخصي تعتبر من الأفعال المخالفة للقانون، وتتنافى مع مبدأ حرية التعبير والرأي والرأي الآخر" وفق الموقع الإلكتروني. حادثة الاعتقال في المقابل، قال عصام قاسم نائب رئيس فرقة "الجند" الفنية التي يرأسها القرني إن اعتقال "فنان الشعب" ناتج عن مواقفه التي تدعو لنصرة المظلومين ومكافحة بؤر الفساد والمتنفذين في البلاد. واعتبر أن اعتقال القرني سابقة خطيرة كونها تمت "بأوامر عليا" كما قال لهم مدير الأمن السياسي بتعز. ولفت قاسم إلى أن فن القرني هو مواقف رأي ليس إلا يعبر عنها بالكلمة وبالمسرحية، واعتقاله يعبر عن ضيق السلطة بكل صاحب رأي وقلم وموقف حر، حسب تعبيره. وروى نائب رئيس فرقة الجند للجزيرة نت ظروف اعتقال الفنان القرني، حيث كان يرافقه متوجهين بسيارتين إلى محافظة عدن للمشاركة في مهرجان هناك، ويوضح أنه أثناء السير على الطريق العام بين تعزوعدن، فوجئ بغياب السيارة التي كان يستقلها القرني. قانون وقضاء وتابع قاسم القول إنه "بعد مدة، أخبرنا بأن سيارة بها مسلحون بلباس مدني اعترضت سيارة القرني، واصطحبوه إلى جهة غير معلومة، وبعد يومين من البحث لمعرفة مصيره، قيل لنا إنه معتقل في جهاز الأمن السياسي في محافظة تعز". وأشار قاسم إلى أن القرني كان اعتقل سابقا من أمام باب منزله في مدينة تعز قبل أربع سنوات وبنفس الطريقة ومن نفس الجهة، حسب قوله. ولفت إلى عدم سماح الجهات الأمنية لهم بزيارة القرني ولا حتى التواصل معه أو معرفة الأسباب التي دعت لاعتقاله، وقال إن جهة اعتقاله ليست جهة قبض قضائي ولا تحمل مذكرة من النيابة أو القضاء باعتقاله.