الزواج المبكر.. من الظواهر الاجتماعية المستفحلة في المجتمع اليمني.. يعد أحد الأسباب الرئيسية للمشكلات الاجتماعية والصحية والاقتصادية, وعائقا من العوائق الأساسية لتنمية اليمن.. البعض يتعبره ستراً للفتاة وطوق نجاة من شبح العنوسة, وصونا للفتى من الانحراف في عالم الرذيلة, والبعض الآخر يعتبر هذا الزواج عاملاً رئيسياً في اتساع مشكلتي الفقر والأمية.. أما الأسر الفقيرة فتلجأ إلى التزويج المبكر لبناتها في معظم الأحيان تحت ضغط الحاجة والتخفيف من ثقل الأعباء الحياتية والمعيشية واللهاث أحياناً وراء المهر وهدايا وعطايا فارس الأحلام. الرجال يفضلون الصغيرات تظهر المعلومات المتوفرة أن الزواج المبكر في اليمن ينتشر بين الفئة العمرية أقل من 15سنة, إذ تصل نسبة النساء المتزوجات من هذه الفئة إلى 48% من إجمالي الفئات العمرية للنساء تزوجت 13% منهن أكثر من مرة وتبلغ نسبة المتزوجين 46% من إجمالي عدد السكان في سن 10سنوات فأكثر لكلا الجنسين.ووفقاً لنتائج آخر مسح ميداني متوفر لتنظيم الأسرة الصحية الإنجابية فإن 24,6% من النساء تزوجن في سن (10-14)سنة و56% في سن (15- 19)سنة, فيما هناك 30% من الرجال يتزوجون في عمر (15-19) و39% تزوجوا لأول مرة وأعمارهم بين (20-24) سنة , في حين تزوج منهم 6%فقط في عمر أقل من 15سنة. وبينت النتائج ذاتها أن الزواج المبكر بين الرجال في الريف أعلى منه في الحضر,فقد بلغت نسبة من تزوجوا في الفئة العمرية (15-19) سنة 31% في الريف مقابل 27% في الحضر.. وأظهرت أن الرجال يفضلون الزواج بنساء أصغر منهم عمراً, فقد بلغ متوسط الفارق بين الزوج وزوجته الأولى حوالي 6,6سنوات وبين زوجته الثانية والثالثة وأكثر لمن في عصمته أكثر من امرأة حوالي 14سنة. باحثون وأساتذة في الجامعات اليمنية يرون أن الزواج المبكر يمثل أحد الأسباب الرئيسية للمشاكل الاقتصادية والصحية والاجتماعية وحجر عثرة أمام تنمية المجتمع اليمني.وهذا ما أكدة الدكتور/صلاح الجماعي رئيس قسم العلوم النفسية والتربوية بجامعة عمران في محاضرتة بمركز دال الاحد 10/1/2010م والتي كانت بعنوان (الزواج والانجاب المبكروتأثيرة السلبي على الاطفال وتماسك الاسرة .من منظورإسلامي ونفسي).والتي تاتي صمن الرنامج الثقافي لمركزدال للعام 2010م وطالب في ندوته ا, بسن تشريع قانوني يمنع الزواج تحت سن الثامنة عشرة لكلا الجنسين وتعديل النص المتعلق بسن الزواج الوارد في قانون الأحوال الشخصية رقم (20) لسنة 1992م وتعديلاته والقانون المدني. وحذرمن الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية والصحية للزواج المبكر على الأسرة بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة. وأكد الدكتور/ الجماعي أن هذا النوع من الزواج يعد أحد الأسباب الرئيسية لاتساع مشكلة الأمية والفقر بين النساء خصوصاً والمجتمع عموماً فالكثير من الدراسات والإحصائيات توضح أن المرأة اليمنية تعاني من فقر الدخل أكثر مما يعانيه الرجل كما تعاني من انخفاض مشاركتها الاقتصادية فقد وصلت نسبة النساء النشيطات اقتصادياً إلى حوالي 22% فقط من إجمالي قوة العمل, وهذا مؤشر دال على ضعف مشاركة النساء في الاقتصاد الوطني ولهذا الضعف أسبابه وعوامله التي من أهمها العادات والتقاليد وتدني المستوى التعليمي بين النساء وكذا الزواج المبكر الذي يعيق المرأة من الدخول في سوق العمل. وتشير دراسات علمية إلى أن الزواج المبكر يعد عاملا رئيسيا في ارتفاع معدل النمو السكاني 3,5 وهو من أعلى المعدلات السكانية في العالم وذلك بزيادة نسبة الخصوبة وارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة ووفيات الأمهات عند الولادة.. ولكنها تشير أيضا إلى أن المشكلة ليست في الزواج المبكر بحد ذاتها وإنما في حمل الأم المبكر والإنجاب المتكرر في سنوات مبكرة مؤكدا أن الزواج والانجاب المبكر دمية متحركة للالام و الاوجاع المتحركة وتحدث عدد من الاكاديميين والباحثين والمختصين في الموضوع مؤكدين أن الزواج المبكر منه ماهو ايجابي وهو تأسيس الاسرة بما لا يتعارض مع القيم والمبادئ الاجتماعية ومنه ماهو سلبي وهوالزواج للتمتع الجنسي بصغيرات السن وهذا ماهومرفوض في كل القيم والمبادئ والدساتيرالدولية وخرجت الندوة بتوصيات من أهمها التالي :- 1-إجراء دراسات علمية ميدانية لتحديدإنتشارهذة الظاهرة والاثارالمترتبة عليها ووضع الحلول المناسبة وفق الدراسة 2-معرفة الاسباب والدوافع الناتجة عن تفشي هذة الظاهرة 3-عمل بحوث ودراسات عن الاثارالمترتبة عن الزواج والانجاب المبكر 4-تضمين كتاب الاحصاءالسنوي باعداد الزواج المبكر 5-تبني برامج و سياسة إعلامية لخلق وعي لدى الافراد عن أخطارهذة الظاهرة 6-تبني حملة مكثفة من المنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للمطالبة بتعديل قانون الاحوال الشخصية بتحديد سن الزواج هذا وقد ساد الندوة نقاش مستفيض ومداخلات أثريت بها الندوة وأجمع المشاركون على ضرورة توسيع نقاش أكبروحشد المختصين لبلورة الاراء والافكار المتباينة من اجل الخروج بمقترحات وآليات نحد من هذه الظاهرة . حضر هذة الندوة محمد مهدي مختص حماية الطفل بمنظمة الاممالمتحدة للطفولة باليمن وعلي احمد بالخدر امين عام الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية وعبد الرحمن العلفي المدير التنفيذي لمركز منارات وعدد من الباحثين والمختصين والمهتمين .