أرجع الرئيس الأميركي باراك أوباما الهزيمة الانتخابية المفاجئة لحزبه الديمقراطي في ولاية ماساتشوستس إلى أن الرأي العام لا يزال غاضبا ومحبطا بعد عام على توليه السلطة. وفي تصريح صحفي له عقب الانتصار الذي حققه السيناتور الجمهوري سكوت براون في ولاية ماساتشوستس، قال أوباما إنه على واشنطن أن تقوم بعمل أفضل بالاتصال مع قدر أكبر من المواطنين. وأضاف لمحطة أي بي سي التلفزيونية الأميركية أن "المواطنين غاضبون ويشعرون بالإحباط ليس بسبب ما حدث على مدار العام أو العامين الماضيين، ولكن بسبب ما حدث على مدار الأعوام الثمانية الماضية" في إشارة إلى تركة الإدارة الجمهورية السابقة والأزمة المالية العالمية. وكان براون فاجأ المؤسسة السياسية الثلاثاء بفوزه في الانتخابات الخاصة لاختيار خلف للسيناتور الديمقراطي الراحل إدوارد كينيدي، ليقلب الأوضاع رأسا على عقب بالنسبة لخطط إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة وباقي برنامج سياسات أوباما الداخلية. مصير الرعاية الصحية وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بعض المشرعين يتوقعون انسحاباً شاملاً من خطة الرعاية الصحية التي قدمها أوباما، في حين يصر المسؤولون في البيت الأبيض على رفض قبول الهزيمة. ويشير مساعدون بارزون لأوباما إلى أن تقدم قانون الرعاية الصحية في مجلس الشيوخ لا يبدو أمرا محتملاً كثيراً، إذ إن خسارة الصوت الديمقراطي الستين في المجلس والصدمة السياسية التي تسبب بها انسحاب بعض الديمقراطيين سيكون أمراً تصعب مواجهته. وسيصبح براون هو الجمهوري رقم 41 في مجلس الشيوخ البالغ عدد مقاعده مائة مقعد ليسلب الديمقراطيين الأغلبية الكبيرة الخاصة بالستين مقعدا والتي تسمح لهم بالتغلب على محاولات المعارضة لعرقلة المصادقة على مشاريع القوانين في المجلس. وقد حرم فوز براون الديمقراطيين من ميزة تأمين غالبية ثلثي الأصوات داخل مجلس الشيوخ، مما يجعل إدارة أوباما تسعى لحشد تأييد بعض الجمهوريين لتمرير بعض الإجراءات الخاصة بأجندته، وهو ما أثبتت السنة الأولى لحكم أوباما أنه أمر أقرب للمستحيل. يذكر أن شعبية الرئيس الأميركي تراجعت على مدار العام الماضي وسط انتقادات من أن جهوده لإنعاش الاقتصاد وإصلاح الرعاية الصحية زادت من الضغوط على الميزانية دون تحقيق مكاسب ملموسة.