أثار إعلان جماعة الحوثي باليمن عزمها دراسة "خيار عقد تحالفات سياسية وثيقة" مع أحزاب اللقاء المشترك المعارض وحزب الإصلاح، ردود فعل متباينة وقراءات مختلفة رغم الاتفاق على أن التخلي عن السلاح يبقى خطوة إيجابية. فقد اعتبر حزب المؤتمر الحاكم هذا الإعلان بمثابة كشف "لحقيقة العلاقة القديمة والوثيقة" بين الطرفين، وأن أحزاب اللقاء المشترك فضلت الهروب من استحقاقات الحوار الوطني إلى عقد "تحالفات مشبوهة" تستهدف ثوابت الوطن، متهما تلك الأحزاب بالتماهي مع الحوثيين "الحالمين بعودة الإمامة". بيد أن الباحث والسياسي علي سيف حسن أشار في حديث للجزيرة نت إلى أن جماعة الحوثي أقرب إلى السلطة والحزب الحاكم منها إلى أحزاب اللقاء المشترك، باعتبار أن هذه الجماعة تبحث عن شراكة في السلطة. الحصاد السياسي ويرى حسن أن حديث الحوثيين عن التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك يأتي في سياق الضغط على الحزب الحاكم من أجل تحسين شروط الحوار معه، ومن ثم الانتقال إلى تحديد معالم الحصاد السياسي الذي سيأتي في مرحلة لاحقة. وأوضح الباحث اليمني الذي يرأس منتدى التنمية السياسية بصنعاء، قائلا "إن الحوثيين قوة مندفعة وجامحة، وما زالت تطلعاتهم فتية، وبالتالي سيكون من الصعب جدا على أحزاب اللقاء المشترك وعلى حزب الإصلاح بشكل خاص أن يكونوا في تحالف معهم". وأشار إلى أن قيادات أحزاب اللقاء المشترك مسترخية في مربع المعارضة وينقصهم التطلع إلى السلطة، بينما الحوثيون لا يتمتعون بالصبر والطمأنينة للبقاء طويلا في مربع المعارضة، ولديهم تطلعات للدخول في نادي السلطة مما يلمح إلى وجود ترتيبات قادمة تحقق لهم هذه التطلعات. تحقيق التوازن بالمقابل، رحب رئيس حزب الحق حسن محمد زيد -القيادي في تكتل أحزاب اللقاء المشترك- بفكرة التحالف مع الحوثيين، و"بأي خطوة تعزز التوازن بين السلطة والمعارضة". وقال في حديث للجزيرة نت إنه "لا يوجد لدينا أي تحفظ في توسيع قاعدة التحالف مع أحزاب اللقاء المشترك على أساس وثيقة الإنقاذ التي أعلنتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني". وعما إذا كان التحالف بين جماعة الحوثي وأحزاب اللقاء المشترك يعني القبول بالحوثيين في المنظومة السياسية، أوضح زيد أن مجرد التفكير الحوثي بالتحالف مع المعارضة يعد "خطوة إيجابية باتجاه ممارسة العمل السياسي السلمي". خطوة متأخرة ورغم وصفه توجه الحوثيين إلى التحالف مع اللقاء بالخطوة الإيجابية، اعتبر النائب عن حزب المؤتمر الشعبي علي العمراني أن "هذه الخطوة جاءت متأخرة كثيرا، وبعد ستة حروب دامية، وخسارة البلد لآلاف الضحايا، وتشريد مئات الآلاف". وذكر في حديث للجزيرة نت أن "على الحوثيين أن يمارسوا نقدا كبيرا لأنفسهم، وأن يعتذروا للشعب لليمني عن كل ما اقترفوه"، متمنيا أن يكون توجههم إلى التحالف سياسيا مع أحزاب المشترك تعبيرا عن توصلهم إلى قناعة بأن خيار النضال السلمي هو الأجدى لهم ولليمن. وأضاف العمراني "يوما ما ستترسخ القناعة عند الحوثيين وعند غيرهم بأن السلاح لا ينبغي أن يستخدم في حل المشكلات، أو للحصول على الحقوق المشروعة، أو لتحقيق الغايات السياسية". ورغم إشارته إلى أن جنوح الحوثيين إلى القوة والسلاح كان ناتجا عن نوايا وخيارات تبلورت لديهم قبل العام 2004، اختتم العمراني تصريحه مرحبا بفرص إنهاء الحرب في صعدة بقوله "لا شك أن حمل الحوثيين للسلاح كان توجها خاطئا ومتطرفا، ولكن ينطبق عليهم مقولة الإمام علي كرم الله وجهه: هم إخواننا بغوا علينا".