إنني شخصيا باسمي وباسم زملائي الشعراء الذين يعانون الذعر نعلن أننا بحاجة ماسة إلى قسطنا من الأكسجين لنواصل التنفس، إننا نعاني من الاختناق والذعر والرعب. كل شيء يرعبنا ويخيفنا السياسيون ورجال الدين والنقاد ومحررو الصحف وقاطنو القصور. نحن لا نملك لكي نقدم للوطن" المعطاء" ألا قصائدنا النابعة من قلب القلب وروح الروح، نحن وهبنا حياتنا لإعادة الحياة للطيور المصلوبة في أكتاف الجند ونعيد الحياة للضمائر الميتة التي تتحكم بمقاليد الوطن. نريد أن تعاد البسمة إلى شفاه الفقراء ونريد أن تعاد الأدوار المسروقة عن صناع الثورة ونريد أن نجعل الوطن حديقة مفعمة بالحياة ونحتج بكل ما خلقنا من عمود أو تفعيلة أو نثيرة ضد أن يتحول الوطن إلى برزخ أو مقبرة. لا بيوت نقطنها سوى بيوت الشعر العمودي أو أكواخ التفعيلة أو أرصفة النثر لا أرصدة لنا في البنوك سوى هواجسنا المودعة في بنك الذائقة والجمال لهم دواوين الشيوخ والوزراء ولنا دواوين يعجز حتى إتحاد الأدباء عن طبعها ونشرها انخرطنا في الأحزاب لنسهم في التداول السلمي للسلطة فاصطدمنا بوجود السلطة في كل حزب نكره السجون كرها جما فصنعوا لنا نقادا سجانين وقيودا نعشق النشيد فأجبرونا على النشيج نمسك بالقلم الرصاص فيمسكون بالمسدس والكلاشينكوف والرصاص ندعو ا إلى منابر صحفية حرة فجعلوا لنا منابرا لتكفيرنا نطالب بتنفيذ التوصيات فيطالبوننا بكتابة وصايانا نحن نعوض عن فقر جيوبنا بغنى خيالنا فيريدون من خيالنا أن يجعلنا نسير حفاة إن قلنا قصائدا واقعية وقعنا في القائمة السوداء وإن قلنا قصائدا عاطفية ألبوا علينا الدنيا بأن حركة الشعر تمر بمنعطف خطير وإن قلنا قصائدا رومانسية وخيال تخيلوا أننا نهشم الذوق العام واللغة وان قلنا بغموض أغمضوا عيوننا أن قلنا قصائدا قصيرة قصروا اّجالنا وان أسهبنا أسهبوا في مضايقتنا إننا نريد أن يكون الشعر جزء من ضمير الوطن ويريدون الوطن بلا ضمير أو شعر إننا معشر الشعراء كائنات مهددة بالانقراض فهل حان الوقت لإشهار جمعية يمنية للرفق بالشعراء كخطوة أولى لإشهار جمعية عامة للرفق بالإنسان في بلدنا المتوحش .