حضارة اليمن القديمة في عهد الدولة الحميرية، التي استمرت قرابة 650 عاماً, وذلك في محاضرة له نظمها الليلة الماضية البيت الألماني للتعاون والثقافة بصنعاء. وتطرق عالم الآثار الإلماني في محاضرته إلى تجربته في تأليف كتاب "حمير حضارة اليمن القديمة " ،الذي صدر باللغة الإنجليزية، وسيتم إصداره باللغة العربية في المرحلة القادمة من العام الجاري، واستعرض محتويات الكتاب وتجربته في البحث والكتابة عن حضارة اليمن القديمة في عصور ما قبل الإسلام، والدولة الحميرية وهي المرحلة التي مثلت مصدراً غزيراً للمعلومات لم يكن يتوقعها المؤلف ما يجعل من كتابه هذا توثيقا جديدا لمرحلة هامة من مراحل تاريخ اليمن وإضافة نوعية لمكتبة التاريخ اليمني القديم. وتناول الكتاب ملامح الدولة الحميرية وأهميتها، تاريخاً وديانةً وفنونا، وفق ما أخبرت عنه الكثير من الرسومات والصور الملونة والنقوش والخرائط التي تظهر صورها مطبوعة في الكتاب لأول مرة ويوثقها الكتاب حيث استعرض عدد من ملوك حمير ومنحوتاتهم الحجرية والبرونزية والقبور الحميرية في المناطق المجاورة لعاصمة الدولة الحميرية ظفار منها قبر العرافة وحصن العرافة ، وكذا بعض السدود القديمة والأماكن الأثرية المحيطة بالمنطقة. كما كشف الباحث خريطة تبين اهم المناطق التي سكنها الحميريون وكذا موقع ظفار الجغرافي وعدد النقوش باللغتين السبئية والعبرية ومعاني الحروف الحميرية، وكذا مرحلة زحف الحميريون شمالاً وجنوباً حتى ضموا إليهم الدولة السبئية والتي كانت قائمة في مأرب ، وتوحدت الدولتين لتصبح مملكة " سبأ وذوريدان " على يد الملك الحميري شرحبيل بن يعفر بن أبو كرب " أسعد الكامل " في القرن الثاني قبل الميلاد. وتقع عاصمة الدولة الحميرية ظفار التي ضرب بها المثل بتشييد القصور،وبناء السدود ، ونحت الصخور، وسجلت بصماتها على مر الأزمان بملوكها الشامخة , بمحافظة إب على سفح جبل ريدان بعزلة العرافة مديرية السدة جنوب مديرية يريم بنحو20 كيلو متر، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو الفين و750 متر.