في مؤشر على عدم استمرارية اتفاق وقف الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين الذي أعلن الرئيس اليمني في منتصف مارس الماضي انتهائها إلى غير رجعة هو ما أكدته مصادر محلية ل " التغيير " استمرار تمركز عناصر الحوثي في عدد من النقاط و بسطهم لنفوذهم في المناطق التي تعد معاقلهم في محافظة الجوف من أبرز تلك النقاط والمواقع هي مديرية الزاهر . ولم تكتفي عناصر الحوثي بالبقاء والتمركز في نقاطها مع كون ذلك يعد مخالفة واضحة لاتفاق وقف إطلاق النار بينهم والسلطات اليمنية الذي تضمن انسحابهم من النقاط التي استولوا عليها منذ اندلاع الحرب السادسة في أغسطس 2009 بل بدأت في الأيام الأخيرة بأعمال مداهمة وسيطرة شملت عددا من المواقع و المقار الحكومية . سلطات الأمن اليمنية قالت الجمعة الماضية 9 / 4 /2010 إن مجموعة من العناصر التابعة لجماعة المتردين الحوثيين استولت على مبنى حكومي في محافظة الجوف شمال البلاد ، و نقل موقع وزارة الداخلية اليمنية أن عناصر حوثية مسلحة بينهم 3 من قيادات الحوثية بمحافظة الجوف اقتحمت مبنى الوحدة الصحية بمديرية الزاهر الذي يديره ويشرف عليه فرع وزارة الصحة بالمحافظة . و أفادت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجوف أن العناصر الحوثية المسلحة قامت بتحطيم أبواب الوحدة الصحية ونهب الأثاث والأدوية الموجودة داخل الوحدة، موضحة أن المسلحين الحوثيين وبعد أن اقتحموا مبنى الوحدة الصحية أمس, قاموا بالتمركز بداخل المبنى , ومازالوا متمركزين بأسلحتهم داخل الوحدة. و بحسب المصادر الأمنية فقد قامت عناصر حوثية في وقت سابق بنهب سيارة مديرة مشروع الصحة الإنجابية واختطفت 2 من مرافقي مديرة المشروع. مصادر محلية قالت ل " التغيير " إن عناصر الحوثي المتمركزة في نقطة بمديرية الزاهر بالجوف قامت باحتجاز عبد الله الحيمي الموظف في مكتب الصحة و لم تفرج عنه حتى اللحظة . و قصة اعتقاله تمثلت في قيامه مع مجموعة من موظفي إدارة الصحة الإنجابية بزيارة منطقة الزاهر أحدى معاقل الحوثيين , حيث كان برفقته زوجته مديرة الصحة الإنجابية جميلة قسوة وأبن أخيها قاسم علي قسوة , ومدربة من صنعاء , وعبد الله أحمد عقيل , حيث كانوا في مهمة صحية , وكان بحوزتهم كمية من الأدوية , ويستقلون سيارة من نوع هايلوكس , حيث قام الحوثيين باحتجاز السيارة والأدوية في نقطة الحوثيين بالزاهر , وتم الإفراج عن النساء , وعبد الله أحمد عقيل لكونه من أبناء منطقة الزاهر والنقطة الحوثية في أرضهم , و أفرج عن قاسم علي قسوة لزيارة أمه المريضة وتعهد لهم بالعودة لكنه لم يعد وبقي عبد الله الحيمي محتجزا إلى جانب السيارة والأدوية التي قال الحوثيين إنها لهم و بانتظار توجيهات " السيد " للإفراج عنهم . وكانت أعلنت اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي البلاد الخميس الماضي تعليق أعمالها احتجاجا على ما أسمته خروقات العناصر الحوثية المستمرة ، مشيرة إلى أنها " أصبحت مقتنعة بعدم جدية الحوثي وممثليه في الوصول إلى سلام دائم في المنطقة، وأنها لذلك تعلن تعليق أعمالها " .