قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان الاربعاء 14-4-2010 انه سيدعو جماعات المعارضة للانضمام الى الحكومة اذا فاز بالانتخابات العامة في محاولة فيما يبدو لرأب الصدع الذي نجم عن اتهامات بتزوير الانتخابات. وقال غازي صلاح الدين المسؤول البارز بحزب المؤتمر الوطني للصحفيين انه اذا أعلن فوز الحزب بالانتخابات فانه سيوجه الدعوة لجميع الاحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات للانضمام الى الحكومة لايمان الحزب بأن هذه لحظة حاسمة في تاريخ السودان. ودخلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يجريها السودان يومها الرابع وهي تهدف الى تطبيق الديمقراطية في البلاد المنتجة للنفط بعد اكثر من عقدين من انقلاب قاده الجيش. وتضررت مصداقية الانتخابات بعد أن قررت بعض الاحزاب البارزة مقاطعة الانتخابات في مناطق عديدة متهمة الرئيس عمر حسن البشير وحزب المؤتمر الوطني الذي يقوده بممارسة التزوير على نطاق واسع. إعادة الانتخابات في دوائر قليلة نتيجة لاخطاء وفي سياق متصل، قال مسؤولون عن الانتخابات انهم يفكرون في اعادة الانتخابات في عدد قليل جدا من الدوائر الانتخابية لتصحيح اخطاء حدثت في التصويت بعد ان دخلت الانتخابات السودانية التي تواجه مشاكل يومها الرابع. وتعرضت أول انتخابات تنافسية رئاسية وتشريعية ولحكام الولايات تجري في السودان منذ 24 عاما لاتهامات واسعة النطاق بالتزوير واخطاء اجرائية. وجرت الانتخابات بموجب اتفاق سلام 2005 الذي أنهى أكثر من 20 عاما من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وكان من المفترض ان تساعد في اعادة البلاد الى مسار الديمقراطية بعد أكثر من 20 عاما من وقوع انقلاب عسكري في السودان. وبعد مقاطعة عدد من الاحزاب الرئيسية للانتخابات بسبب اتهامات تزوير من المرجح ان ترسخ الانتخابات حكم زعيم ذلك الانقلاب رئيس السودان الحالي عمر حسن البشير. وتحدثت قوى معارضة سودانية عن عمليات تزوير في دائرتين انتخابيتن بأم درمان، متهمة حزب المؤتمر الوطني بتزويد الناخبين ببطاقات تصويت صادرة بناءً على مستندات مزورة. وفي تصريحات خاصة للعربية اتهم الأمين محمود، أحد أعضاء حزب المؤتمر الشعبى السوداني بزعامة حسن الترابي، مشرفاً عن إحدى الدوائر الانتخابية بأم درمان بعمليات تزوير في صناديق الاقتراع في الدائرة التاسعة بضاحية "أم بدة" السودانية، قائلاً إن وجود الموظف بمفرده في غرفة حفظ الصناديق بعد إغلاقها مساءً يثير الشكوك. وانفردت العربية بإجراء تحقيق في واقعه اشتباه بالتزوير بعد أن تلقت اتصالاً هاتفياً من مرشحي الدائرة تفيد بأنه تم ضبط موظف في الغرفة الخاصة بحفظ صناديق الاقتراع بعد إغلاق المركز. من جهته قال الموظف المشتبه في قيامه بعملية التزوير والذي يدعى ياسين محمد أحمد أن هناك اتهاماً مباشراً له. وأضاف أن بعضهم حاول أن يعرف من يقف وراء الموظف لتزوير الأصوات. وتجري الانتخابات البرلمانية في 270 دائرة انتخابية وفي نحو 700 دائرة في انتخابات الولايات في أكبر دولة أفريقية مساحة. وبدأ الاقتراع يوم الاحد وكان من المقرر أن يستكمل في ثلاثة أيام لكن السلطات أعلنت تمديده يومين حتى الخميس لاتاحة المزيد من الوقت أمام الناخبين واعطاء المسؤولين فسحة من الوقت للتعامل مع الانتخابات المعقدة. وقال مراقبو الانتخابات في انحاء السودان ان التصويت المبكر تأثر نتيجة لنقص صناديق الاقتراع وعدم تلقي موظفي الانتخابات التدريب الكافي والارتباك بشأن موقع مراكز التصويت.