تراجع الحماس للاقتراع في اليوم الثالث للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإقليمية في السودان ،وشهدت المراكز ضعفا في الاقبال مع استمرار شكاوي الاحزاب المعارضة من خروقات وتجاوزات واخطاء فنية. واستمر الهدوء لليوم الثالث وسط شوارع الخرطوم، واعتبر بعض الناخبين أن التمديد تسبب في تراخي الناس، باعتبار أن الناخب سيجد متسعاً من الوقت للتوجه نحو مراكز الاقتراع . قال رئيس اللجنة الفنية في المفوضية القومية للإنتخابات، الفريق الهادي محمد أحمد إن إعلان نتائج الاقتراع الجاري حالياً سيبدأ اعتباراً من يوم الجمعة بتسمية الفائزين بالتزكية بالدوائر الانتخابية والمنافسة التنفيذية والتشريعية والبالغ عددهم سبعة وعشرون مرشحاً. وكشفت المفوضية في بيان لها امس أن عدد الذين ادلوا بأصواتهم في الولاية الشمالية في اليوم الثالث بلغ 179.998 ناخبا من جملة المسجلين البالغ عددهم 269.180 ، ما يعادل نسبة 67%، فيما بلغ عدد الذين أدلوا بأصواتهم في ولاية نهر النيل 234.255 ناخبا في اليوم الثاني من جملة 431.827 ، ما يعادل نسبة 54% اما ولاية كسلا فبلغت نسبة التصويت 40% وفي ولاية جونجلي 60% وولاية الوحدة 65% وغرب دارفور 50% فيما بلغت النسبة في ولاية جنوب دارفور 42% في اليوم الثاني. كما شهدت عملية الاقتراع بولاية القضارف فى يومها الثالث إقبالاً جيداً على مراكز الولاية بنسبة تصويت كلية بلغت 49% ..ووصف رئيس اللجنة أمين عريبي قرار تمديد الاقتراع ليومين بأنه يمكن الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بسهولة ويسر. وتجاوزت نسبة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في ولاية الجزيرة حوالي 70 % من جملة عدد الناخبين المسجلين بالسجل الانتخابي الذين يبلغ عددهم مليونا وخمسمائة واثنين وأربعين ألف ناخب، حسب ما أعلنت أمس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية. وشهدت مراكز الاقتراع خلال اليوم الثالث إقبالاً من الناخبين على عملية التصويت التي أعلنت المفوضية القومية للانتخابات تمديدها ليومين إضافيين. وذكرت المفوضية انها ترصد كل المعوقات والصعوبات التي تواجه عملية الاقتراع في الولايات المختلفة، وتتخذ التدابير اللازمة لحلها ومعالجتها، واشارت الى ان هناك تحسنا في الاقتراع بولاية الخرطوم بعد الصعوبات التي واجهت العملية في اليوم الاول، واشادت بالسلوك المتحضر للناخبين في جميع الولايات واكدت ان رئيسها ونائبه واعضاءها قاموا بجولة على عدد من المراكز بولاية الخرطوم واطمأنوا على سير العملية. ودخلت عمليات الاقتراع في السودان يومها الرابع وشهدت عدد من المراكز إقبالاً واسعا في أعقاب قرار المفوضية القومية للانتخابات بتمديد فترة الاقتراع ليومين وجهودها في معالجة المشكلات الفنية ووجد القرار ارتياحا من قبل الناخبين وشهدت مراكز الاقتراع بالعاصمة و الولايات إقبالا ملحوظاً ومحدوداً في بعض المناطق . وأكدت المتابعات في جنوب دارفور حل كل المشاكل الفنية المتعلقة بالانتخابات ، ولم يتبق سوى مشاكل تغيير رموز المرشحين ، وأشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالولاية فرح مصطفى السنوسي إلى أن الخيار متروك للمرشحين في مواصلة خوض الانتخابات بنفس الرموز الجديدة أو إعادة الانتخابات في دائرة نيالا وسط 4 ودائرة في الضعين وذلك بعد فرز الأصوات. وتواصلت عملية الاقتراع لليوم الثالث بجميع المراكز بولاية جنوب كردفان وسط تدافع كبير من قبل الناخبين بعد الاطمئنان علي سلامة العملية من حيث التأمين وسلامة الإجراءات. ونفي مساعد المدير العام لقوات الشرطة السودانية للعمليات اللواء شرطة كمال جعفر ، حدوث أي مصادمات أو مناوشات في ولايات دارفور أثناء عملية الاقتراع ، مؤكدا أن كل ما يثار عن ذلك لا يعدو إلا أن يكون إشاعات مغرضة تستهدف النيل من قدرات الشرطة السودانية في تأمين الأنتخابات. وأشاد جعفر خلال مخاطبته المؤتمر الصحفي الذي نظمته الغرفة المركزية لإدارة الأزمات بقوات الشرطة السودانية ، بكل العاملين في تأمين العملية الإنتخابية لا سيما مديري الشرطة بولايات دارفور والأجهزة الأمنية المختلفة . وأكد مدير شرطة ولاية جنوب دارفور اللواء فتح الرحمن عثمان استقرار الأوضاع الأمنية بكافة محليات الولاية . وفي ولاية جنوب كردفان تواصلت عملية الاقتراع لليوم الثالث بجميع المراكز وسط تدافع كبير من قبل الناخبين بعد الاطمئنان علي سلامة العملية من حيث التأمين وسلامة الإجراءات. وقام مراقبو البعثة العربية الاوربية المستقلة بعمل نوعى ومميز، بالتعاون مع البعثة المشتركة لحفظ السلام باقليم دارفور ، من خلال وصولهم الى معسكر ام كدادة الذى يبعد مسافة 170 كلم عن مدينة الفاشر. وقال بيان صحفي للبعثة إنها اول جهة دولية تتمكن من مراقبة الانتخابات وسير عملها فى معسكر ام كداده للنازحين. وقد افادوا ان العملية الانتخابية تجري فى اجواء ايجابية وهادئة ضمن اجراءات ادارية اكثر دقة وتعتبر دائرة ام كدادة بشمال دارفور من المراكز التي حققت نسبة عالية في التصويت وإن عملية الاقتراع تسير بهدوء تام مع اقبال وتدافع الناخبين . وفي السياق اكد أيمن سرور عضو البعثة العربية -الاوربية المستقلة لمراقبة الانتخابات فى السودان ان مراقبي البعثة يؤدون مهامهم بكل يسر منذ اليوم الاول من انطلاقة الانتخابات فى البلاد دون مواجهة اى مضايقات. وقال ايمن سرور ان اعضاء البعثة البالغ عددهم ثمانية عشر مراقبا منتشرين فى الولايات الشمالية ولايات دارفور والولاياتالجنوبية , موضحا ان البعثة تقوم بتدوين ملاحظاتها حول الانتخابات الجارية يوميا والتى ستصدرها فى شكل تقرير نهائى بعد انتهاء العملية الانتخابية من جانبها أعلنت مفوضية الانتخابات السودانية امس عن فوز 27 مرشحا بالتزكية , مشيرة إلى أن اعلان نتائج الانتخابات العامة بالبلاد سيبدأ اعتبارا من الجمعة المقبل. واوضح رئيس اللجنة الفنية للانتخابات بالمفوضية الهادي محمد احمد في تصريحات صحفية إن عملية الاقتراع شهدت في يومها الثالث اقبالا ملحوظا وسجلت معدلات مرتفعة في التصويت بلغت في الولايات الشمالية 76% من الناخبين المسجلين وتجاوزت النسبة في بعض الولاياتالجنوبية نسبة ال60%. ياتى هذا فى الوقت الذى تحدثت فيه المعارضة عن حدوث صفقة بين الحكومتين السودانية والامريكية لتمرير فصل الجنوب مقابل الإبقاء على الرئيس البشير ، حيث اتهم تحالف قوى المعارضة الولاياتالمتحدة ممثلة في مبعوثها سكوت جرايشن ورئيس معهد كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بالتأثير في الانتخابات . وكان من المفترض أن ينتهي التصويت في اول انتخابات تعددية تشهدها السودان منذ حوالي ربع قرن امس، ولكن بعد شكاوى وردت للمفوضية القومية للانتخابات بشأن حدوث أخطاء لوجيستية في سير الانتخابات قررت المفوضية تمديد الاقتراع لمدة يومين إضافيين لينتهي الخميس. ويشارك حوالي 16.5 مليون سوداني من أصل 40 مليون في التصويت لاختيار رئيس جديد من بين 8 مرشحين اوفرهم حظا الرئيس الحالي عمر البشير بجانب رئيس حكومة الجنوب وحاكم 25 ولاية واعضاء المجالس التشريعية القومية والولاياتية ويتنافس عليها حوالي 14 ألف مرشح. في الاثناء لقى ناخبان مصرعهما وأصيب مرشح بولاية الوحدة بجنوب السودان فى اليوم الثالث من عملية الاقتراع فى الانتخابات العامة التى تجرى بالسودان. وقال لام أكول رئيس الحركة الشعبية – التغيير الديمقراطي إن اثنين من الناخبين قتلا وجرح مرشح واحد عندما أطلق الجيش الشعبى (الجناح العسكرى للحركة الشعبية) النار على الناخبين باحد المراكز الانتخابية بولاية الوحدة بجنوب السودان. وأضاف اكول وهو المرشح الوحيد المنافس لسلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية على منصب رئاسة حكومة الجنوب، لقد هرب الناخبون عندما اطلق الجيش الشعبى النار بعشوائية مما أسفر عن مقتل اثنين من الناخبين وجرح مرشح واحد. وشن لام اكول هجوما عنيفا على الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة سلفا كير وقال إن الوزراء والمحافظين التابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبى يتدخلون في عمليات التصويت ويهددون المواطنين ، موضحا أن محافظي ولايتي بحر الغزال الغربية والشرقية أخذوا صناديق الاقتراع من أحد المراكز وذهبوا بها إلى منازلهم. وطالب أكول المفوضية القومية للانتخابات بالسودان باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الناخبين فى جنوب السودان، ومنع المضايقات التى يقوم بها منتسبو الحركة الشعبية، وقال لقد رفعنا مذكرة شاملة بهذه المخالفات . وحتى الأن لم يرد تعليق من حكومة جنوب السودان أو الحركة الشعبية حول حادث مقتل ناخبين بولاية الوحدة بجنوب السودان. وأعلن بونا ملوال رئيس حزب المنبر الديمقراطي المتحد مرشح الدائرة “8” توريت، تجميد ترشيحه وجميع مرشحي حزبه الأربعة، معللا قراره بخطأ مزعوم وتعسف تقوم به الحركة الشعبية التي قامت بزيارة ميدانية بدائرته قوامها “30” عربة محملة بالسلاح . وقال إن المسلحين احتلوا الدائرة وبثوا الرعب والخوف قبل ساعات من بداية الاقتراع، وذكر أن خمسة من وكلاء حزبه تعرضوا للضرب واثنان منهم حولا إلى محاكمة عسكرية . من جهته، بحث رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي مع رئيس لجنة الحكماء، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ثابو مبيكي، إمكانية عقد قمة تجمع رؤساء الأحزاب السياسية . ونقل له تطلعه إلى أن يتفق المشتركون في العملية الانتخابية والمقاطعون لها على عقد قمة سياسية تجمعهم حول 5 قضايا مهمة هي تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام وحل دارفور وحقوق الإنسان والإصلاح والتعامل الإيجابي مع المجتمع الدولي وحل قضية المحكمة الجنائية الدولية . وطالبت قوى الإجماع الوطني المشاركة في الانتخابات، المفوضية بإيقاف الانتخابات لتتمكن من معالجة الأخطاء، وهددت بالمقاطعة حال عدم الاستجابة لمطالبها . من جهتهم، أكد قادة تحالف أحزاب جوبا، أن الانقسام الذي وقع على التحالف بسبب المشاركة في الانتخابات لن يؤثر في التنسيق . وقال نائب أمين عام الحركة الشعبية ياسر عرمان إن أحزاب التحالف تجري مشاورات للوصول إلى قرار يخدم الشعب، وأضاف لا نريد أن نصل إلى قرار متسرع. أكد ، المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية السوداني، استقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد، وأنه لم تقع أية تجاوزات تخل بالأمن خلال اليومين الماضيين. وقال الوزير خلال جولة تفقدية علي مراكز الاقتراع بأم درمان إن دور الشرطة سيستمر إلى ما بعد إنتهاء عملية الاقتراع، مضيفاً أن المخاوف من أحداث عنف واسعة النطاق لا أساس لها، لكنه أشار إلى إمكانية حدوث تجاذبات سياسية بين التنظيمات حول نتائج الانتخابات وفي أضيق نطاق. من جهته، جدد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، الفريق محمد عبد المجيد الطيب، اهتمام رئاسة الشرطة بالعملية الإنتخابية والعمل علي تأمينها حتي اعلان النتائج، وقال الطيب للتلفزيون أمس، إن الغرفة المركزية للمعلومات تتلقى التقارير باستمرار حول سير العملية الإنتخابية بكآفة أرجاء البلاد، موضحاً أن الخطة الأمنية التي تنفذها قوات الشرطة استوعبت كافة مراحل العملية الإنتخابية حتى مرحلة الفرز وإعلان النتائج ، مشيراً الى أن مراحل الإنتخابات السابقة تمت بانسيابية عالية وباستقرار تام في الأحوال الأمنية. وقال الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر امس لم يتم حتى الآن رصد حالات تزوير مثبتة فى عملية الاقتراع فى الانتخابات السودانية التى تستمر حتى الخميس. وأعرب كارتر، الذى يقود فريقا من 70 مراقبا للانتخابات السودانية عن ارتياحه لجعل مدة التصويت خمسة أيام بدلا من ثلاثة فى الانتخابات التى بدأت الأحد، معتبرا أن ذلك ينبغى أن يتيح للجميع فرصة الإدلاء بأصواتهم. وقال كارتر المتواجد فى موجورو، جنوب السودان، "هناك بعض المشكلات ولكنهم يعملون على تصحيحها وأعتقد أن المفوضية القومية للانتخابات اتخذت قرارا جيدا جدا بتمديد التصويت ليومين. وأضاف كارتر "وصلتنا تقارير عن تهديد الناخبين، ولكنى أرى أن المشكلة الرئيسية حتى الآن هى نقص المواد الانتخابية، وعدم توصيل بطاقات الاقتراع المناسبة لبعض الدوائر، إلى جانب مشكلة أخرى وهى أنه ليس سهلا على الناخبين العثور على أسمائهم على الكشوفات. وأشار إلى أن هذه مشكلات إدارية ولكن لا يوجد دليل على حصول تزوير على حد علمى. لا يزال الوقت مبكرا للحكم على نزاهة العملية بأكملها". بينما طالبت احزاب المعارضة السودانية بالغاء العملية الانتخابية برمتها واتهمت المفوضية القومية للانتخابات بالتسبب في حدوث الكثير من المخالفات والتأخيرات في تسليم البطاقات الانتخابية فضلا عن عدم تسجيل غالبية الناخبين في القوائم الانتخابية بالجنوب. وقال مراقبون ان الانتخابات في دارفور شابها أعمال تزوير لمصلحة البشير وحزب المؤتمر الوطني عن طريق تجزئة الدوائر الانتخابية والرشوة والتلاعب بالارقام الاحصائية. فيما قال مسئولون بجنوب السودان ان العراقيل اللوجستية تمنع مئات الالوف من الجنوبيين من التصويت. وأشارت بعض التقديرات الاولية الى نسبة مشاركة أقل من 10 % . وقالت ان ايتو وهي عضو بارز في الحركة الشعبية لتحرير السودان للصحفيين "الانتخابات بطيئة حتى الان مع وجود قدر كبير من التشوش ووجود عقبات لوجستية كبيرة في مراكز الاقتراع". وأضافت "الناس ضاقوا من التنقل بين 7 مواقع مختلفة دون العثور على اسمائهم". غير ان مسئولي ومراقبي الانتخابات في الجنوب قالوا ان التصويت تعطل في البداية بسبب فقد صناديق اقتراع وافتقار القائمين على الانتخابات للتدريب الكافي ونقص المعلومات عن أماكن مراكز الاقتراع. وكان وقوع مشكلات أمر متوقع في الانتخابات المعقدة التي تشمل أكثر من ألف ورقة اقتراع مختلفة وعشرة الاف مركز اقتراع. لكن المراقبين قالوا ان نطاق الاخطاء خطير للغاية. وأقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير بانخفاض نسبة المشاركة في بعض المناطق خاصة في الجنوب. لكنه قال ان المشاركة مشجعة في الخرطوم ومناطق أخرى. وقال ابراهيم غندور المسئول البارز في حزب المؤتمر الوطني "أعتقد أن بعض المناطق في الجنوب قد تشهد مشاركة اضعف قليلا ، نظرا للعقبات اللوجستية ومشكلات المواصلات وارتفاع معدل الامية". وأضاف "بشكل عام تسير العملية الانتخابية بشكل جيد للغاية.. هناك مناخ سلمي بدرجة كبيرة واقبال كبير من جانب الناخبين في بعض المناطق". وقال ان المشكلة في الجنوب هي أن أغلب الجنوبيين لم يشاركوا من قبل في أي انتخابات. وعلى النقيض شهدت الخرطوم في اليوم الاول مشاركة من جانب 450 ألف ناخب أي 25% من الناخبين المسجلين.