يواصل الناخبون السودانيون اليوم الاثنين لليوم الثاني على التوالي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الشاملة التي تشهدها السودان لأول مرة منذ أكثر من 25 عاما. وشهدت لجان الاقتراع إقبالا متوسطا في كثير من المراكز الانتخابية بالعاصمة الخرطوم حيث كانت نسبة المشاركة أقل من اليوم الاول. وأوضح مسئولون فى بعض مراكز الاقتراع بالخرطوم أن نسبة الأخطاء التى صاحبت عمليات الاقتراع قد انخفضت اليوم بعد ان عالجت المفوضية القومية للانتخابات بعض الأخطاء الفنية فيما يتعلق ببطاقات الاقتراع واسماء الناخبين. وقال مدير مركز انتخاب الخرطوم محمد المعتصم الهادى " لقد بدأ اليوم الثانى هادئا ولكن نسبة الاقبال أقل من يوم أمس، ونتوقع ان يزداد عدد المشاركين بمرور ساعات اليوم، على ان تشهد نسب المشاركة ارتفاعا كبيرا خلال يوم غد باعتباره اليوم الأخير". وأكد الهادى تراجع حجم الأخطاء الفنية والادارية التى وقعت خلال اليوم الأول من عمليات الاقتراع، وقال " لقد اتخذت مفوضية الانتخابات اجراءات عاجلة لمعالجة الأخطاء وقد انعكست تلك الإجراءات ايجابا على عمليات التصويت فى اليوم الثانى". واشتكى بعض ممثلى الاحزاب السياسية خلال اليوم الثانى من وجود تجاوزت رأوا انها تؤثر على شفافية العملية الانتخابية، وقال أحمد محمد حسين وكيل حزب المؤتمر الشعبى هناك ملاحظاتفيما يتعلق بالاوراق الثبوتية للناخب، حيث تم تسجيل ناخبين دون امتلاكهم لاوراق ثبوتية". ويؤكد مراقبون دوليون يشاركون فى مراقبة الانتخابات السودانية أن الأخطاء التى تم تسجيلها لا تؤثر حتى الآن بصورة جوهرية فى مصداقية أول انتخابات تعددية بالسودان. ويبدو الناخب السودانى حريصا على الادلاء بصوته خلافا للتوقعات بأن تؤدى مقاطعة بعض الأحزاب المعارضة للانتخابات العامة إلى فتور فى مشاركة الناخبين. الى ذلك قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان إن اليوم الأول للاقتراع قد تم إهداره بسبب المشاكل التي لازمت عملية الاقتراع، وطالبت بتمديد التصويت لأربعة أيام بدلا من ثلاثة. من جهته طالب حاتم السر مرشح الرئاسة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي في السودان بوقف العملية الانتخابية عند هذا الحد وتعيين مفوضية جديدة تشرف على اجراء انتخابات جديدة. وهدد السر بانسحاب حزبه من الانتخابات إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه. وفي هذا السياق قالت المفوضية القومية للانتخابات فى السودان إنها لم تتلق أي طلبات لتمديد الاقتراع، معترفة أمس بوقوع تجاوزات فى ستة وعشرين مركز اقتراع فى الخرطوم وصفتها بالفنية. وقال الناطق الإعلامي للمفوضية أبو بكر وزيرى إنه تم معالجة هذه الأخطاء..مشيرا الى ان عيوبا فنية شابت البطاقات الانتخابية الأصلية التي طبعت في جنوب افريقيا وبريطانيا وانها اعادت طباعتها في الخرطوم بوجود الاممالمتحدة ومركز كارتر والاتحاد الاوربي. واشارت في بيانها إلى وقوع تجاوزات تتعلق بتبديل بطاقات ناخبين وأسمائهم من مناطق إلى أخرى. إضافة إلى تغييرات فى رموز حوالى عشرة مرشحين. وفي دار فور بدا الاقبال على عملية الاقتراع كبيرا حتى الآن مقارنة بيوم أمس, وفي شمال دارفور، مضى اليوم الاول للانتخابات بهدوء، حيث لم تسجل اي مشاكل امنية خلال الانتخابات. فيما وصف الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر الذي يقوم مراقبون من المركز الذي يحمل اسمه بمراقبة الانتخابات التصويت في اليوم الاول بأنه كان يجري بسلاسة على الرغم من وجود بعض العقبات البسيطة. ويقاطع العديد من أحزاب المعارضة السودانية الاقتراع بسبب مخاوف من حدوث تزوير وتلاعب في الانتخابات. ووفقا لتقارير إعلامية، فقد تأخرت عملية التصويت في العديد من مراكز الاقتراع بسبب التأخير في تسليم بطاقات الاقتراع فضلا عن إغلاق عدد من المراكز لعدة ساعات من أجل تصحيح الأخطاء. وكان المنافسان الرئيسيان للرئيس الحالي عمر البشير قد انسحبا من الانتخابات، وهما الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وياسر عرمان المرشح السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان، حزب المعارضة الرئيسي في الجنوب. ولا يزال حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان ينافس في الانتخابات في جنوب البلاد، في حين تخوض أحزاب معارضة قليلة المنافسة في الشمال. فيما اكدت قوات الشرطة السودانية بالخرطوم اليوم ان خطة تأمين العملية الانتخابية تسير ب"صورة جيدة"، وحثت المواطنين الى مزيد من التعاون للخروج بعملية الاقتراع الى "بر الامان"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية. وقال مدير شرطة ولاية الخرطوم محمد الحافظ حسن عطية، ان خطة تأمين عملية الاقتراع للانتخابات العامة التي انطلقت امس تسير وفقا لم هو مخطط لها، مشيرا الى "ان كل التقارير الواردة للغرفة المركزية اكدت ان العملية تسير بصورة جيدة". واكد جاهزية قوات الشرطة علي تأمين هذه المرحلة الحاسمة من مراحل العملية الإنتخابية بعد أن وضعت الخطط ووفرت المعينات اللازمة لها. واشاد عطية بالدور الايجابي للمواطنين واسهامهم في العملية الامنية، وحثهم على المزيد من التعاون للخروج بالعملية الانتخابية الي بر الأمان. وكانت الشرطة السودانية قد نشرت نحو 100 الف جندى لتأمين الانتخابات الذى يصوت فيها نحو 16 مليون ناخب. سبا وكالات