تسببت ست جولات من القتال بين الجيش والمتمردين بقيادة الحوثي في شمال اليمن منذ عام 2004 في إعاقة حملات التحصين في المنطقة أو الحد منها مما أدى إلى ارتفاع نسبة انتشار الحصبة، وفقاً لمسؤولي الصحة. وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في 11 فبراير والذي وضع حداً للاشتباكات الأخيرة، إلا أن حوالي 120 طفلاً دون سن الخامسة لقوا حتفهم بسبب الحصبة منذ الأول من مارس في تسع مديريات يسيطر عليها الحوثيون في محافظة صعدة، حسب حنبوش حسين حنبوش، مدير مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة. وجاء في تصريحه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذا الرقم يتزايد يوماً بعد يوم في مديريات مجز وسحار وقطابر وغمر ورازح و شداء والملاحيظ ومنبه. ومن المتوقع أن تحدث المزيد من الوفيات الناجمة عن انتشار الوباء والعقبات التي تعترض جهود التطعيم.... فقد أصبحت الحصبة متوطنة في صعدة بسبب الاشتباكات المتكررة منذ عام 2004". وفي هذا السياق، أخبر العاملون في مجال الصحة وسائل الإعلام المحلية أن هناك 700 طفل مصاب بالحصبة في محافظة صعدة. وأشاروا إلى أن النازحين في المحافظة الذين يفوق عددهم 200,000 شخص والذين لا زالوا يعيشون في العراء يسهمون في انتشار المرض. ويخضع حوالي 250 طفلاً ممن تعتبر حالة الحصبة لديهم حرجة للعلاج في مستشفى الطلح بمديرية سحار. وكانت السلطات المحلية في صعدة قد بدأت في 17 أبريل حملة تطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال امتدت 12 يوماً في مناطق مختلفة من المحافظة واستهدفت 215,688 طفلاً ونجحت في الوصول إلى 83 بالمائة منهم. معارضة المتمردين وبعد أسبوع واحد من إطلاقها، واجهت الحملة مقاومة في بعض المناطق النائية من قبل جماعات مجهولة يعتقد أنها من أنصار الحوثي. وعلق فيصل صفير، أحد المسؤولين في مكتب الصحة العامة بصعدة، على ذلك بقوله أن "هذه الأعمال بالإضافة إلى انتشار الألغام الأرضية تشكل الأسباب الرئيسية لوقف الحملة في مديريتي سحار ومجز". كما قام الحوثيون بمصادرة اللقاحات والأدوات المرتبطة بها ومنعوا الأهالي من اصطحاب أطفالهم إلى فرق التلقيح بحجة أن التطعيم يفقدهم ‘حماسهم الديني' أو يصيب الأطفال المحصنين بالعقم، وفقاً لحنبوش. غير أن محمد عبد السلام، الناطق باسم الحوثيين، نفى معرفته بالعناصر المعارضة لجهود التطعيم في المحافظة. من جهته، أكد جيرت كبيلاري، ممثل اليونيسف في اليمن لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 16 مايو أن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وغيرهما من الشركاء يدعمون حملة التطعيم الحالية ويعملون على توفير اللقاحات والمواد الأخرى اللازمة للحملة. وجاء في تصريح كبيلاري أن "اليمن حققت تقدماً ممتازاً في مجال القضاء على الحصبة قبل نشوب الصراع الأخير وذلك عبر تنظيم حملة كبيرة في جميع أنحاء البلاد في عام 2006 وتحصين تسعة ملايين طفل دون سن 15 عاماً". وقد تم تعزيز ذلك بحملة متابعة بدأت في ديسمبر 2009 ولا تزال مستمرة حتى الآن، حسب اليونيسف. وأضاف كبيلاري قائلاً: "نحن واثقون أنه سيتم تغطية المناطق المتبقية في محافظة صعدة في الأسابيع المقبلة بفضل الجهود المتفانية لجميع الأطراف ودعم مجموعة واسعة من الشركاء المحليين والدوليين". وتأتي الحصبة في المرتبة الرابعة على قائمة الأمراض التي تسبب وفيات الأطفال في اليمن، ووفقاً لوزارة الصحة اليمنية.