بدأت حملة للتطعيم ضد الحصبة وشلل الأطفال تستهدف أكثر من 209,000 طفل وتمتد 12 يوماً في أجزاء من محافظة صعدة المتوترة شمال اليمن، حسب مسؤولي الصحة. وسيتم تطعيم جميع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ضد الحصبة وشلل الأطفال معاً في سبعٍ من مديريات المحافظة الخمسة عشر. وأوضح حسين حنبوش، مدير مكتب الصحة العامة والسكان بصعدة، أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 سنة سيتلقون التطعيم ضد الحصبة فقط.
وفي هذا السياق، أخبر فيصل صفير، منسق الحملة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه سيتم تغطية أحياء مدينة صعدة خلال الأسبوع المقبل أو نحو ذلك في حين ستتم تغطية باقي المديريات خلال "الشهرين المقبلين". وأشار إلى أن الحملة بدأت بتطعيم الأطفال في مخيمات النازحين بمدينة صعدة، مضيفاً أنه سيتم تحصين جميع أطفال المحافظة في نهاية المطاف "بما في ذلك أولئك الذين يعيشون مع أسرهم في مخيمات النازحين وخارجها".
وقد تأثرت محافظة صعدة وبعض المناطق المحيطة بها بالقتال المتقطع الدائر منذ عام 2004 بين القوات الحكومية والمتمردين الشيعة التابعين للحوثي. وقد تم توقيع آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في 13 فبراير 2010.
وأضاف حنبوش أن "الحملة تمر بسلاسة في مدينة صعدة دون أية عقبات. ولكننا نخشى أن تواجه فرقنا عقبات في المناطق الريفية حيث تفيد التقارير بارتكاب بعض الانتهاكات من قبل بعض الجماعات غير المعروفة، التي يعتقد أنها من أتباع الحوثي. كما أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في الألغام الأرضية المزروعة في هذه المناطق".
وتتولى وزارة الصحة العامة والسكان إدارة هذه الحملة بدعم من منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة الصحة العالمية. ويجري حالياً نشر فرق يبلغ مجموع أفرادها 226 عضواً ومشرفاً (اثنان في كل مديرية) لتنفيذ هذه الحملة.
وقد دعا محافظ صعدة، طه هاجر، جميع خطباء المساجد ووسائل الإعلام وكبار الشخصيات المحلية للمساعدة في زيادة الوعي العام حول مخاطر الحصبة التي وصفها بأنها المرض الفتاك في اليمن. وشجع الآباء على إحضار أطفالهم إلى مراكز التطعيم.
حالات الحصبة
وأفاد حنبوش أنه قد تم تسجيل 102 إصابة مؤكدة بالحصبة منذ الأول من أبريل، مضيفاً أنه "قد يكون هناك العديد من الحالات في المناطق النائية الأخرى ولكنها لا تجد طريقها إلى المختبرات لإجراء الفحوص اللازمة".
ووفقاً لتقرير صادر في مارس عام 2010 عن وزارة الصحة والسكان، تم تسجيل 157 إصابة بالحصبة في مخيمات النازحين بمحافظة صعدة دون التبليغ عن حدوث أية وفاة. وكانت حملة مقررة سابقاً لشهر ديسمبر 2009 قد ألغيت بسبب الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وجاء في التقرير أن "الحصبة تأتي في المرتبة الرابعة في قائمة الأمراض المسببة لوفيات الأطفال في اليمن".
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تم تحصين حوالي 5,060 طفلاً دون سن الخامسة في مخيمات المزراق الثلاثة في محافظة حجة المجاورة ضد الحصبة وشلل الأطفال خلال الفترة بين 12 و17 ديسمبر 2009. وأفادت المنظمة أنه تم تلقيح 26٬525 طفلاً فقط ضد الحصبة في محافظة صعدة، معظمهم في مخيمات النازحين، وأضافت أن "آلاف الأطفال حرموا من اللقاح في المناطق التي يتعذر الوصول إليها."
من جهته، أفاد عمر مجلي، نائب وزير الصحة العامة والسكان، في بداية الحملة أن "اليمن كانت على وشك أن تعلن دولة خالية من مرض الحصبة، ولكن تم الإبلاغ عن حالات إصابة كثيرة في صعدة".