سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في تعليقه على وثيقة حصل عليها " التغيير " وتكشف أساليب موانئ دبي في التعامل مع الموانئ التي تديرها.. خبير اقتصادي : العقد السعودي مع " دبي " متكامل ودقيق وهي حرة في استراتيجياتها والعيب يكمن في ضمائر المسؤولين في الحكومات
مذكرة موجهة من وزير النقل السعودي بتاريخ 4/8 / 1427هج إلى شركة موانئ دبي بشأن رفض الأخيرة استقبال الباخرة العملاقة (Msc-Estnt). وتكشف المذكرة رفض موانئ دبي التي تدير الجزء الجنوبي من ميناء جدة الإسلامي لتلك الباخرة ومناولة حمولتها من الحاويات والبالغة أكثر من أربعة عشر ألف حاوية ومن ثم توجه تلك الباخرة إلى ميناء جبل علي ( دبي ) لتحط حمولتها هناك !. ويعتبر الوزير هذا الأمر مؤشرا خطيرا يضر بسمعة ميناء جدة. ومنذ سنوات قليلة خلت وموانئ دبي تسعى بصورة حثيثة للظفر بعقد تشغيل ميناء عدن دون المرور بمناقصات دولية معترف بها بعد أن خسرت مناقصتين للحكومة اليمنية أمام شركات أخرى منافسة وبالأخص عرض شركة رابطة الكويت " كي جي ال " ، وتستخدم في ذلك شريكها الملياردير السعودي من أصل يمني الشيخ عبد الله بقشان في محاولة لتمرير الصفقة بصورة ثنائية مع الحكومة اليمنية بحكم علاقاته مع رجالات كبار في الدولة اليمنية. ولعل هذه الوثيقة تكشف صدق المخاوف التي يطرحها المعارضون لتسلم موانئ دبي لميناء عدن. وفي تعليقه أيضا يقول الدهي : " من يطلع مدققا على عقد موانئ دبي مع موانئ السعودية بشأن إدارة ميناء جدة للحاويات سيجد أن العقد محكم البناء ، كامل الضوابط ، دقيقا ، واضحا حدد الحقوق والواجبات والسلطة والمسؤولية ومع ذلك وبقراءة الحوادث والسير وخبرات تجارب السنوات الماضية مدمجة مع طموح وغزوات وغايات إستراتيجية الأولى "دبي" سيلاحظ أن الإستراتيجية تشكل منفردة القوة الوحيدة الماضية النفاذ بحكم فرض وممارسة المصالح المكتسبة ونتائج الأمر الواقع على الموانئ الإقليمية ، والدولية التي تدار خصيصا من قبل دبي تحت عقود ما يسمى بالإدارة ، وبالاستحواذ ، والسيطرة ، وجعل هذه الأخيرة " الموانئ " مجرد نقاط ارتكاز ملاحية تعيد توجيه حركة ووجهة الخطوط الملاحية الدولية الكبرى صوب ميناء جبل علي ، وهو ما سبق أن حذرنا غير مرة قبل وأثناء سعي دبي الاستحواذ على ميناء عدن الذي سيظل يمثل أكثر الموانئ الإقليمية تحديا وقدرة على منافسة دبي ، وتقليص حصته من حجم حركة الملاحة الدولية ، وخاصة سفن الحاويات العملاقة ". ثم يضيف ل " التغيير " : " وقد اتضح قيمة التحذير ومصداقيته في عبرة حادثة رفض فرع دبيجدة استقبال الباخرة العملاقة (Msc-Estnt) وتداول حاويتها كما ورد في خطاب وزير النقل السعودي بتاريخ 4/8 / 1427هج الذي اطلعنا علية موقع " التغيير" ولنتابع وقائع الخطاب الموجه لإدارة الشركة جدة وما كشف عنه من توجه ونوايا صريحة ومضمرة لموانئ دبي والوقائع هي : - رفض موانئ دبي فرع جدة استقبال ومناولة حاويات السفينة آنفة الذكر التي تبلغ حمولتها 14 ألف حاوية ، وإعادة تغيير وجهتها صوب ميناء جبل علي. - تمثل السفينة أحد أهم الخطوط الملاحية الكبرى التي تشكل سفنها نحو 50% من عدد السفن التي تؤم الميناء أرصفة الحاويات. - تراجع معدلات تناول الحاويات خلال شهر يوليو 2006م من 60 حاوية / ساعة إلى 49 حاوية/ ساعة مقارنة بعددها مطلع العام . بنسبة انخفاض تبلغ 18.3% . - انخفاض عدد سفن الحاويات على المحطة في شهر يوليو من العام نفسه 26% مقارنة الشهر من العام 2005م. - ومن خلال تقويم مغزى الحادثة ، ومضمون الخطاب يمكن الخروج بعدة نتائج سنعرضها تاليا حيث حمل الخطاب دبي مسؤولية رفض استقبال السفينة مسجلا نبرة رفض وسخط عالية ، معبرا عن رفض موانئ السعودية لذلك التصرف الملاحي والتعاقدي والقانوني المخل بالتزامات دبي العقدية قائلاً " فأننا نحملكم مسؤوليات تبعات تأثير رفضكم استقبال ومناولة السفينة المشار إليها ونفيدكم باننا سوف نراقب الوضع عن كثب ولن نتوانى في اتخاذ الإجراءات النظامية نحو أي تصرف من جانبكم قد يضعف الدور الريادي لميناء جدة الإسلامي ..." ومن خلال التصرف نخرج بالنتائج التالية . ويؤكد الخبير الدهي أن " ضمن أهداف دبي الملاحية الإستراتيجية الاستحواذ على الموانئ المنافسة والدولية النشطة المتميزة (24 ميناء بحري) إعادة صياغة وتوجيه شبكة خطوط وشركات النقل البحري العملاقة لصالح دبي ، وذلك من خلال توجيه وجهاتها الملاحية صوب ميناء جبل علي ، واستخدام الموانئ المستحوذ عليها ، والسيطرة على خطوطها الملاحية كنقاط ارتكاز وتعبئة تخدم ميناء دبي البعيد القصي ، وتشكل هذه الموانئ الهامة على خطوط النقل البحري منابع ومجاري وروافد ملاحية أساسية تصب حركتها في حوض ميناء جبل علي ، وذلك عبر عقود ملتوية غير منصفة ووسائل وحيل مضمرة ومكاسب مكتسبة ، وضغوط مصالح دولية وإقليمية ، وعبر ممارسات سياسية الأمر الواقع كما يجري الآن مع ميناء عدن – مما يحرم هذه الموانئ الارتكازية من حقها ونصيبها في خطوط وحجم ونوع الحركة الملاحية التي تستحقها بحكم أهمية مواقعها الجغرافية والملاحية والاقتصادية ، مما يعرضها للكساد النسبي ، ويفيض نشاطها وازدهارها على ميناء جبل علي " . ثم يقول إن تصرف الامتناع عن استقبال السفينة محل الحديث والمشكلة يأتي ليؤكد بجلاء خفية مضمون إستراتيجية دبي الملاحية على المديين المتوسط والطويل . وخيارات إدارة دبي المفتوحة والمحدودة في ممارسة الضغوط المختلفة على الخطوط الملاحية الكبرى وتغيير وجهاتها الملاحية بعد ان تكون قد ترسخت صلاتها ومصالحها مع دبي عبر عدة أساليب ، وطرق ، وأدوات ، وخيارات متنوعة . . أن رفض استقبال السفينة ، وتحويل وجهتها بعيداً يعد خرقاً لأحكام العقد ، ومخالفة صريحة لبنوده . كما ان ذلك التصرف الملاحي يسيئ لميناء جدة ، ويضر بسمعته الملاحية ويحرمه من عوائد مالية ، وملاحية كبيرة . . ان انخفاض مناولة الحاويات من 60 حاوية ساعة الى 49 حاوية ساعة في الفترة المشار إليها وانخفاض عدد سفن الحاويات على المحطة بنسبة 26%ينم عن الرغبة في الإعلان المبطن عن انخفاض كفاءة الميناء وبالتالي ارتفاع تكاليف المناولة وانخفاض قدراته التنافسية ، وذلك يرتب أضرار بالغة بالميناء ، وبالتالي الإضرار بسمعته ، وبداية عزوف خطوط النقل البحري عن ارتياد ، ثم يليه توجيه حركة الملاحة بعيدا عنه ، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية ينم عن بلوغ أغراض دبي الملاحية منتهاها ، وضمانها توجه خطوط الملاحة صوب ميناء جبل علي ، وذلك ما يلبي أغراضها الإستراتيجية ويحقق أهدافها الملاحية في الاستحواذ على خطوط الحركة الملاحية للمنطقة والإقليمية والدولية على حساب مصالح هذه الموانئ ، وشعوبها. إن إستراتيجية موانئ دبي هو أمر يخصها ، ومن حقها بناء وتصميم أية إستراتيجية تنافس من خلالها بعض الموانئ الإقليمية التي تشكل تحديا ملاحيا لها ، وتقدم فرص ملاحية أفضل ، أما العيب يكمن في ضمير وكفاءة المسئولين في الحكومات والمؤسسات التي تقبل بالدور الثانوي لموانئها ، وتخضع أن تكون موانئها موانئ تابعة ، وخدمية مساعدة لموانئ أخرى قصية أقل تنافسية ، ولا تمتاز عنها إلا في ظروف زمن قابل للحركة ، التحول والتغير والانقلاب والمنافسة والسبق ، وهذا الحال نراه اليوم يتكرر مع ميناء عدن حيث تحاول دبي الاستحواذ عليه مستغلة فساد عوامل سلبية مؤقتة سرعان ما ينقشع عنها غبار التردي والفساد وفد حذرنا من مغبة ذلك التوجه من خلال بحث اقتصادي ملاحي مطول أصدرناه في كتاب.