قتل 57 شخصا على الأقل يوم السبت 15 يناير/ كانون الثاني في اندلاع حريق في سجن المنستير وفرار العشرات من السجناء من هناك. في الوقت نفسه تجتاح مناطق عدة من البلاد موجة من الانفلات الأمني، التي ما تزال مستمرة حتى الآن. وقد اقتحم بعض المتظاهرين محلات "كارفور" وأضرموا فيها النيران، كما اقتحموا مستودع لشركة "النقل" في ضاحية حلق الوادي، التي يملكها صخر الماطري صهر الرئيس ، حيث تمت سرقة نحو 600 سيارة جديدة من داخلها، إضافة إلى نهب السوق الحرة المحاذية لها. كما عمد المتظاهرون إلى إضرام النار في فرع لمصرف "الزيتونة "الإسلامي، الذي يملكه أيضا الماطري، وكانت تقارير إعلامية تونسية قد ذكرت أنه أُعتقل بصحبة عدد من أشقاء زوجة بن علي. كما أفادت أنباء عن أن أملاك أقارب للرئيس السابق زين العابدين بن علي في قرطاج تعرضت لأعمال نهب وهجمات . وقال التلفزيون الحكومي إن مستشفى شارل نيكول في العاصمة يتعرض إلى الهجوم، مضيفا أن قوات الجيش تتجه إليه لحمايته. وقال سكان في عدة مناطق بالعاصمة التونسية إن زمرا إجرامية تجوب الإحياء وتقوم بإضرام النار في المباني وتهاجم الناس وممتلكاتهم. وكان محمد الغنوشي القائم بأعمال الرئاسة التونسية قد اصدر تعليماته لقوات الجيش التونسي بالتدخل لوقف أعمال الانفلات الأمني التي شهدتها بعض المدن بعد أن أجبر الرئيس زين العابدين بن علي أمس الجمعة على التنحي عن منصبه ومغادرة البلاد التي حكمها زهاء 23 عاما. هذا وتوجه رتل من 5 دبابات نحو ضاحية قرطاج حيث قصر الرئاسة. وانتشرت قوات الجيش في المناطق الحيوية بالعاصمة التونسية وفرضت سيطرتها على المطار وأغلقت المجال الجوي للبلاد. وكانت مصادر أمنية في تونس العاصمة قد أكدت أن وحدات من الجيش ألقت القبض على بعض أقارب بن علي، فيما ذكرت نفس المصادر أن الجيش التونسي بدأ بإزالة صور الرئيس السابق من الشوارع . هذا وكان هدوء حذر قد ساد العاصمة التونسية صباح السبت بعد إعلان حالة الطوارئ في البلاد.