أدان المرصد اليمني لحقوق الإنسان (YOHR) وبشدة الإجراءات التي اتخذت بحق عدد من الطلاب الدارسين بجامعة صنعاء على خلفية ممارستهم لأنشطة سياسية وحقوقية. وتلقى المرصد اليمني شكاوى ومعلومات تؤكد تعرض عدد من الطلاب لإجراءات تأديبية غير قانونية بحق مجموعة من الطلاب من قبل موظفين وأفراد أمن في الجامعة، حيث تم حرمان رداد السلامي الطالب بكلية الإعلام من أداء امتحانات الفصل الدراسي الأول لهذا العام، وتمَّ طرده أثناء تأديته للاختبار من قبل رئيس قسم الكنترول ، ومن ثمَّ تعرض للاعتداء عليه داخل الحرم الجامعي من قبل أحد زملائه الدارسين في كلية الإعلام. وحرم الطالب ميزار الجنيد في قسم المحاسبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية من أداء الاختبار في أول يوم لاختبارات الفصل الدراسي الأول برفض موظفي الكنترول تسليمه بطاقته الجامعية التي لا يستطيع دخول قاعة الاختبارات بدونها. وعلى صعيد آخر تعرض طالبان آخران في كلية الإعلام -يحتفظ المرصد باسميهما- للاستجواب من قبل أفراد في أمن الجامعة، وصودرت بطاقتيهما الجامعيتين ليتم تصويرهما، قبل أن تتم إعادتهما، وتعرضا للإهانة والشتائم من قبل أفراد الأمن دون إبداء الأسباب. وقد أكَّد جميع الطلاب الذين تعرضوا لهذه الانتهاكات في شكاواهم للمرصد اليمني لحقوق الإنسان أن الدافع رواء الانتهاكات التي تعرضوا لها هو مشاركتهم في التظاهرات الطلابية التي نفذت خلال الفترة الماضية تضامناً مع الشعب التونسي، وهي التظاهرات التي احتوت على مطالب خاصة بالشأن السياسي المحلي، ورفعت خلالها شعارات سياسية تندرج ضمن حرية الرأي والتعبير، بالإضافة إلى أن المشاركة في التظاهرات أو تنظيمها يأتي ضمن حرية التجمع السلمي، وجميعها حقوق يكفلها الدستور والقانون، والمواثيق والعهود الدولية التي التزمت اليمني بها. وطالب المرصد اليمني الجهات المسؤولة والمختصة في جامعة صنعاء ووزارة التعليم العالي بإيقاف كل من اتخذ أية إجراءات غير قانونية، ومحاسبة كافة من يقومون بتلك الممارسات الترهيبية أو العقابية بحق الطلاب على خلفية ممارسة أنشطتهم وحقوقهم العامة مدنية أو سياسية، ووقف كافة الإجراءات التي اتخذت ضدهم على خلفية ممارسة تلك الأنشطة، والسماح لهم بأداء اختباراتهم دون أية مضايقات أو تصرفات من شأنها أن تؤثر على أدائهم في الاختبارات،وتعويض من تم حرمانه من الاختبار، والسماح له بإعادة اختبار المواد التي حرم منها دون قيد أو شرط. كما دعا المرصد إلى التضامن مع الطلاب وحقهم في ممارسة أنشطتهم السياسية والمدنية وفقاً للدستور والقانون، ويأمل من كافة المنظمات والجهات المدافعة عن الحقوق والحريات الوقوف الجاد والمسؤول أمام مثل هذه الانتهاكات التي تصادر حقوق الطلاب. ويكرر المرصد اليمني دعوته إلى سحب أفراد الأمن والحراسة العسكرية من داخل الحرم الجامعي، واستبدالهم بحرس مدني، وتنقية أجواء الدراسة الجامعية من كافة الأنشطة الأمنية والبوليسية المصادرة للحقوق والحريات باعتبار الجامعة صرحاً للعم والمعرفة، وتلك الأنشطة تنتهك حرية التعلم والدراسة والبحث العلمي.