أكدت الناشطة الحقوقية والسياسية توكل عبد السلام كرمان على استمرار مواقفها الداعمة للنضال السلمي في اليمن بمختلف أشكاله حتى يرحل النظام ,وذلك في مقابلة مع برنامج (بصراحة ) على قناة سهيل الفضائية يوم الأربعاء , وقالت كرمان أن الشعب اليمني مهيأ تماما للنضال السلمي, الذي تجلت أسمى معانيه بعد عام 2006 فهذا الشعب الذي يتعذر به أنه مسلح قد رفع شعار النضال بتضحيات، وتسلحه هو إيجابي لحماية عرضة وماله ونفسه من البلاطجة وهو قادر أن يحسم خياراته الآن ولكن هو بحاجة أن نثق به ، مضيفة أننا نحتاج أيضا من القوى السياسية والأحزاب ومن القوى الأخرى أن تدفع بهذا الشعب وخاصة الوسط الشبابي ليقودا المرحلة التاريخية التي نعيشها الآن ومرحلة ثورة الياسمين التي انطلقت من تونس. فالجميع يريد أن تصل وقد وصلت رياحين الياسمين مضيفة أن هذا المرحلة لن تتكرر فقد امتلكت من الإمكانيات والغطاء الشعبي والدولي الكثير وعدم استغلالها ستجعل بلادنا تتدهور أكثر حيث أن هذه المرحلة هي مرحلة فارقة للشعوب العربية عامة واليمن تحديدا فعلى القوى السياسية أن تعيد للنضال السلمي اعتباره . وذكرت كرمان أن النضال السلمي ليس جديدا على اليمن ولم يأتي بعد ثورة تونس ومصر فالشعب اليمني أنتفض من جنوبه إلى شماله حيث نرى حراك في الجنوب وافتراق كبير بين الحزب الحاكم وأحزاب المعرضة المتمثلة باللقاء المشترك الذي يعتبر صمام أمان بين الشعب والسلطة وما يقوموا به الصحفيون والحقوقيون من رفض للفساد والمظالم والدفاع عن الحقوق كل هذا كان قبل ثورة تونس ولكن جاءت ثورة تونس لتعيد الزخم للشباب وللمستفيد الأكبر للتغير بالنضال السلمي و أضاقت أيضا أن نضالنا في اليمن منذ وحدة 22 مايو قد كان في أسمى مراحله منذ أن رشحت المعارضة فيصل بن شملان حيث دشن الرائد والمناضل رائد التغيير في اليمن هذه المرحلة وقد كانت هذه المرحلة 2006 إلى فبل ثورة تونس عن الحديث اعن إصلاحات سياسية أما الآن فقد رفعت الشعوب شعار رحيل الحكام وهذا خيارنا في اليمن الآن . وأوضحت إن شعار ليرحل الحاكم هو حفاظا على ثورتنا ..وحفاظا جمهوريتنا ... حفاظا على وحدتنا .. حفاظا على كرامتنا ... حيث أكدت ان مبررات الثورة ضد الإمامة كانت ضد ثلاثي مرعب رفعه الزبيري الثلايا والنعمان وغيرهم من الأحرار، وكان الثلاثي ضد المرض والجهل والفقر ونفس هذه المبررات نعيشها والأسوأ أننا نعيش في حروب وصراعات وفساد وبطالة وأيضا نعيش لشخص يريد أن يحول الجمهورية إلى مملكة يتوارثها هو و أتباعه وأبنائه. ونوهت كرمان أن من يقفون اليوم مع النظام سنراهم كلهم ينضمون إلى هذه الجموع إذا زحف الشعب مطالباً بإسقاط النظام الذي آماتهم من جوع وأرعبهم من خوف عدا أوليائك المشتريين بآلف مثل ما حدث في مصر ليقوموا بتلك التظاهرات ولكن كلهم سينضمون إلى الشباب الحر والقوى السياسية التي ستنطلق الى الشارع وستجعله محور التغير وسيسقط آخرون لتلاحقهم المحاكم الجنائية الدولية, مؤكدة أن المرحلة القادمة مرحلة تحالف الشعوب وليست الأنظمة. وعن تجربتها في السجن أكدت الحقوقية كرمان أن السجن أخرجها أكثر عزيمة وأكثر إصرار وأكثر إرادة . وأجابت عن الاتهامات لها بإثارة الشعب وحثهم على الانقلاب ضد الحاكم بأنها تمارس حقها في حرية التعبير والتجمع وهذه الحقوق كفلها القانون والدستور وقبله كفلتها المعاهدات الدولية. وحول مزاحمتها الرجال في قيادة الشارع للنضال السلمي , استغربت كرمان من ذلك وقالت: (( من قال إنها حكر على الرجال، الرجولة هي الصفة التي وصفها الله تعالي لمن يمتلك خصائصها مستدلة بالآية القرآنية ( من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) فهي ليست حكر على الذكور هي صفة للذكور والإناث هذا مصطلح رباني وبتالي الآن مرحلة القادة في شراكة المرأة والرجل عملا بالآية القرآنية ( والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )...)) , متوقعة أن المرأة اليمنية ليست توكل فقط بل غيرها في الشارع الآن يناضلن من اجل إعادة كرامة الشعب اليمني. وفي سياق حديثها أطلقت كرمان دعوة لجميع القوى السياسية والقوة المدنية وجميع من خرجوا عن العمل السياسي والحراك الجنوبي السلمي ودعت أيضا الحويثين واللقاء المشترك ومنظمات المجتمع المدني والصحفيين والحقوقيين أن يخوضوا مرحلتين أساسيتين و الأولى هي أن يدفعوا بشبابهم لان يحققوا مرحله التحرر ومرحلة نقل اليمن في صفوف الشعوب والثانية وهي بعد سقوط النظام ورحيل الحاكم وهي مرحلة انتقالية ليطرحوا الإصلاحات السياسية . وللانتقال إلى الحديث عن مبادرة الرئيس كشفت كرمان عن تناقض في المبادرة وتقدمت بثلاث ضمانات لتنفيذ المبادرة حيث ذكرت أنها ممن لا يثقون ولا يراهنون على خطابات الحاكم ومبادراته. موضحة ذلك في ست نقاط, النقطة الأولى أن الحاكم لم يكن جاداً في خطابه الأخير بالنسبة للجنة الرباعية, ونصحت اللقاء المشترك أن لا يعود إلا بضمانات لكي يضمنوا عدم تنصل الحاكم بمجرد أن يصل الى بر الأمان حيث أنه قدم هذه المبادرة خوفا فقط ولكي يمتص غضب الأحزاب السياسية حيث أن أول الضمانات لهذه المبادرة أن يطالب المشترك وشركائه برعاية إقليمية ورعاية دولية لهذه اللجنة مؤكدة على ضرورة الاتفاق عليها وإيداعها في الأممالمتحدة مؤكدة أيضا على ضرورة أن يعلن الرئيس أن الإرياني وعبده ربة منصور يمثلانه شخصيا وعلى الرئيس أن يعلم أنه طرف وليس راعي. وعن النقطة الثانية والثالثة لمبادرة وهي تجميد التعديلات الدستورية وفتح السجل الانتخابي تساءلت كرمان كيف له أن يتحدث عن تجميد الدستور وهو الحاكم وليس مجلس النواب! وبالتالي كان من المفترض أن الحزب الحاكم داخل المجلس هو من طرحها ومن يسحبها, مستدلة بهذه المبادرة عن كشف صريح بأن الرئيس و مجلس النواب وهو الحزب الحاكم . وعن فتح السجل الانتخابي اعتبرت كرمان ذلك بالنكتة متعجبة أيضا ممن يقولون أنها تتعدى على الدستور والقانون حيث أن القانون وقد الغي منه ما لا يقل عن عشر مواد متسائلة كيف يتحدث الرئيس عن فتح السجل الانتخابي والقانون مطروح؟ مؤكدة وفقا للمبادرة أن هذا يكشف أيضا أن الرئيس هو القانون وانه المجلس والدستور. والى النقطة الرابعة عن الحديث عن التوريث والتأبيد بينت كرمان تناقض هذه المبادرة حيث ذكرت ان الرئيس يقول انه لا يوجد توريث ولا يوجد تأبيد ولا يوجد تصفير عداد وبعدها يقول انا ضمن برنامجي الانتخابي ، وتم تقليص المدة الرئاسية من سبع سنوات الى خمس سنوات وهذا ينقض انه لا يوجد تصفير للعداد لأنه إذا كانت هناك تعديلات دستوريه وحقق الرئيس برنامجه الانتخابي إذا هناك تصفير للعداد ،وبالتالي يجب ان لا تطرح هذه المادة في التعديلات الدستورية ولا تمس وألا ستكون هذه المبادرة عبارة عن خدعه وتخدير للقاء المشترك وحلفاءه وللشعب ايضاً حتى لا يخرج بالمطالبة بحقوقه. وعن التوريث دعت كرمان الرئيس أن كان جاد في ذلك وهي الضمانة الثانية للمبادرة عليه أن يصدر بعزل جميع أبناءه من المؤسسات العسكرية والمدنية واستقالتهم من الحرس الخاص والجمهوري والأمن العام والأمن المركزي والقومي والجيش . عن النقطة الخامسة والسادسة تقول كرمان إن هاتين النقطتين هما الأخطر في مبادرة الرئيس وهي إيقاف المسيرات والاعتصامات حيث هدد بأن المواطنين سيدافعون عن عرضهم ومالهم ووطنهم متسائلة كيف للرئيس أن يدعو لإصلاح ديمقراطي على جثة أهم بندين في الحقوق المدنية والسياسية وهو الحق في التجمع والحق في التعبير ، مضيفة أن من لم يسمح بأن تقام مسيرات واعتصامات لن يسمح لك بتداول السلطة سلمياً ولن يسمح لك بأن تنتقد فساده عبر هذه الوسائل السلمية. ودعت كرمان الرئيس أن يقدم اعتذارا او يقدم توضيح لما يعنيه بان الناس سيدافعون عن عرضهم مشيرة بذلك أن الرئيس يعترف بأن اليمن لا توجد فيه دولة ، أو لا توجد دوله قادرة على حماية مواطنيها وهنا تتجلى ضرورة ضمان الثلاث للمبادرة وهي إطلاق حرية التعبير المطلقة . وفيما يتعلق باتهام كرمان من قبل الحزب الحاكم بأنها عميلة لأمريكا قالت: نحن ندعوا أمريكا وندعو كل شركاء ومناضلي وأنصار حرية التعبير بان يدعموا منظمات المجتمع المدني وان يدعموا أحرار العالم من اجل الإصلاحات السياسية ونفت استلامها تلك الأموال المذكورة وذكرت أن هذا الاتهام لا يستحق الرد، وأنها تدعو جميع أنصار الإنسان في ظل عالم واحد وظل قرية صغيرة أن يضخ أمواله بدلاً من الأنظمة المستبدة إلى الشعوب من اجل التنمية الديمقراطية ومكافحة الفساد ، وأضافت بقولها نحن شركاء ولسنا عملاء والعملاء هم من فضحتهم وثائق ويكيليكس ، ودعت كرمان ويكيليكس لفتح ملفات المجتمع المدني. في نهاية المقابلة أكدت كرمان على أن الشعب اليمني سيقدم أرقى النماذج للنضال السلمي وسيدهش العالم في ذلك. كما أكدت أنها على استعداد للتضحية أيئن كانت وأكدت أن منظومة حقوق الإنسان ومكافحة الفساد التي تعمل في ظلها وتناضل معها هي من سوف تحميها. ختاما شكرت كرمان جميع من وقفوا معها أثناء الاعتقال حتى تم الإفراج عنها تحت أرادتهم.