أعلنت السلطات السعودية أن انتخابات للمجالس البلدية ستجري الشهر المقبل في خطوة وصفتها رويترز بأنها أول تنازل سياسي من السعودية منذ أن وصلتها الاحتجاجات التي تجتاح المنطقة في الوقت الحالي. وأصدر وزير الشؤون البلدية والقروية منصور بن متعب بن عبد العزيز قرارا يقضي بتشكيل اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الانتخابية الثانية وذلك برئاسة عبد الرحمن بن محمد الدهمش الذي قال إن القرار تضمن أيضا تحديد مهام واختصاصات اللجنة. وأوضح الدهمش أن القرار نص على ارتباط اللجنة مباشرة بوزير الشؤون البلدية والقروية، إضافة إلى تنفيذ الإستراتيجيات والخطط الانتخابية وتسهيل أعمال اللجان المتخصصة وتذليل العقبات التي تواجهها، وكذلك تولي مهمة متابعة سير انتخابات المجالس البلدية في كافة مناطق المملكة ورفع النتائج النهاية للانتخابات من أجل اعتمادها. وكانت السعودية قد نظمت أول انتخابات بلدية عام 2005 ثم قررت السلطات في 2009 تمديد مدة المجالس البلدية لعامين إضافيين تنتهي في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، علما بأن انتخابات 2005 أفرزت نصف أعضاء المجالس وقامت السلطات بتعيين النصف الآخر. ولم تشارك المرأة في انتخابات 2005، كما أنه لم يعلن بعد عن أي تغيير في النظام الانتخابي. يذكر أن المملكة لا تملك أي هيئة برلمانية منتخبة ويقوم الملك بتعيين أعضاء مجلس الشورى الذي لا يملك صلاحيات تشريعية أو رقابية، كما أنه لا يسمح بتشكيل أحزاب. دعوات للإصلاح وتقول وكالة الأنباء الفرنسية، إن الإعلان عن موعد الانتخابات المحلية يأتي في حين تشهد المملكة دعوات إلى توسيع المشاركة وإلى الإصلاح السياسي، وقد فشلت دعوات إلى التظاهر من أجل المطالبة بالتغيير. وتشير الوكالة إلى أن عددا من الدعاة والأكاديميين والناشطين السعوديين الإسلاميين بينهم الداعية المعروف سلمان العودة، كانوا قد وجهوا في شهر فبراير/شباط الماضي نداء إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل إصلاح سياسي في المملكة خصوصا عبر انتخاب مجلس الشورى، وذلك بعدما أطلق مثقفون سعوديون نداء يدعو إلى تطبيق إصلاحات واسعة والتحول إلى ملكية دستورية. وكان العاهل السعودي قد تحدث إلى الشعب يوم الجمعة الماضي وتوعد بضرب كل من يحاول زعزعة استقرار المملكة, وأعلن في الوقت نفسه عن حزمة من الإجراءات الحكومية تشمل مكافحة الفساد, ومخصصات مالية للعاطلين والموظفين والطلاب, فضلا عن بناء نصف مليون وحدة سكنية. وتقول وكالة رويترز إن السعودية تحاول تجنب موجة من الاضطرابات الشعبية أطاحت برئيسي مصر وتونس وامتدت إلى اليمن والبحرين وسلطنة عمان، مشيرة إلى أن الملك قدم مكافآت ومنحا بقيمة 93 مليار دولار، لكنه لم يقدم تنازلات سياسية باستثناء إنشاء هيئة مكافحة الفساد. الملك هو الله على صعيد آخر، نقلت يونايتد برس عن وكالة الأنباء السعودية (واس) أن الملك عبد الله طلب من جميع المسؤولين والشعب عدم مخاطبته بكلمة ملك وقال إن "الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل". وقالت واس إن كلام العاهل السعودي جاء خلال لقاء أمس مع المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وعدد من العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية.