استمر إمداد الزبائن خارج اليمن ببعض كميات النفط والغاز الطبيعي، على الرغم من تصاعد التوترات وتحذيرات مجموعات المعارضة التي شكلت تهديداً بحرب أهلية في الدولة الشرق أوسطية. إلا أن ازدياد الأزمة السياسية سوءاً واستمرار النزاع في ليبيا وفي أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استمرا بشكل أكيد في تقديم الدعم التصاعدي إلى أسعار النفط. إشارة إلى أن اليمن تمثل نسبة مئوية صغيرة من إنتاج النفط ولكن موقع البلاد الاستراتيجي قرب السعودية قد ضخ المزيد من القلق في الأسواق. هذا وكانت الإشارات متضاربة بشأن تأثير الاضطرابات على العمليات الخاصة بالنفط والغاز. ويوم الأربعاء، أعلنت شركة "كالفالي بتروليوم" (CVI.A.T) الكندية للإنتاج النفطي أنه تم توقيف خط أنابيب يشحن ما بين 50 إلى 70 ألف برميل من النفط يومياً من حقول النفط الغربية في اليمن إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، بفعل اعتداء قبلي تعرض له مؤخراً. من جهتها، أفادت شركة "أو أم في" (OMV.VI) النمساوية للنفط أنها أوقفت كافة أنشطة الإنتاج في اليمن؛ علماً أن إنتاجها الطبيعي في اليمن البالغ 6600 برميل في اليوم من النفط المكافئ كان قد توقف منذ 18 آذار/مارس بسبب اعتداء للثوار على أبرز خط أنابيب لتصدير النفط في البلاد. وفي هذا السياق، قال سفين بوسوالد، المتحدث باسم "أو أم في"، في بيان خطي صادر عن الشركة أنها لا تنتج النفط من حقل حبان في الوقت الراهن، فهو مقفل، ما يعني أنها لا تقوم بأي أنشطة إنتاج في اليمن حالياً. كما بدأت "أو أم في" أيضاً بإجلاء كامل فريق عملها المؤلف من 60 أجنبياً والعامل في اليمن، على حد تعبير بوسوالد. غير أن مسؤولاً حكومياً يمنياً طلب عدم الكشف عن اسمه أشار إلى أن الصادرات النفطية اليمنية لن تتأثر باعتداء أدّى إلى تعطيل خط الأنابيب الذي ينقل الخام من الحقول الواقعة غربي البلاد. كما أعلنت المنشأة الفرنسية العملاقة مجموعة "جي دي أف سويز" (GSZ.FR يوم الخميس أنها لا تزال تستلم شحنات الغاز الطبيعي المسال الوافدة من اليمن كالمعتاد. وأفاد المتحدث باسم المجموعة صباح يوم الخميس أنه "اعتباراً من اليوم، تمت عمليات التسليم كافة كالمعتاد". وبدورها، أكّدت "دي أن أو انترناشونال" (DNO.OS) النروجية، التي عمدت إلى إجلاء موظفيها من اليمن أيضاً، يوم الخميس أنها واصلت عمليات إنتاج النفط والغاز في اليمن. أمّا شركة النفط العملاقة "توتال" (TOT) التي تعد من أبرز الشركات العاملة في اليمن، فرفضت التعليق على مسألة الإنتاج، لكنها أشارت عبر المتحدث باسمها إلى أنه "تم اتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان سلامة موظفينا، فهذه أولويتنا الكبرى". وعلى صعيد آخر، أطلع مسؤول تنفيذي لدى "توتال" في حديث له مع صحيفة فرنسية تعنى بالمجال النفطي خلال الأسبوع الجاري أن تعطيل خط الأنابيب قد يؤثر في مصنع "توتال" للغاز الطبيعي المسال في اليمن. وعلى الرغم من أن اليمن، الدولة الواقعة أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية، تقوم بإنتاج 260 ألف برميل يومياً تقريباً، أي ما دون نسبة 1% من الإنتاج العالمي، يشير موقع الدولة الإستراتيجي إلى أنه قد يكون للأحداث التي تدور في البلاد تداعيات إقليمية أوسع نطاقاً، لاسيما في ما يخص السعودية، الدولة المجاورة الواقع شمالي البلاد، والبحرين. هذا وقد علا سعر النفط الخام أواخر جلسة يوم الخميس على خلفية المخاوف حيال التداعيات الإقليمية وإمكانية وقف الإنتاج في هذه الدول. وعند الساعة 15:41 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر خام برنت ضمن العقود الآجلة التي تستحق في أقرب شهر للتسليم في أيار/مايو في بورصة "أيس" اللندنية للعقود الآجلة بمقدار 29 سنتاً إلى 115.84 دولاراً للبرميل الواحد. لكن بعض المراقبين يشير إلى أن مخاوف تفشي العدوى مبالغ فيها. في الختام، رأى بيتر بيوتل من شركة "كاميرون هانوفر" الاستشارية في المجال النفطي، في تقرير بحثي، أن إمكانية انتقال "الاضطرابات" إلى السعودية في نهاية المطاف يكمن في قلب المخاوف حيال الأحداث التي تدور في المنطقة مؤخراً، لكن يبدو أن هذه الإمكانية ليست وشيكة على الإطلاق.