تخضبت شوارع العاصمة اليمنية صنعاء أمس بدماء المتظاهرين، المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى في مناطق مختلفة من المدينة، فيما تداعى الحزب الحاكم وحلفاؤه لعقد اجتماع برئاسة صالح لمناقشة التطورات المتسارعة في البلاد، وبحث خيار الخروج من المأزق القائم، من بينها التوقيع على المبادرة الخليجية عبر بوابة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، في وقت نفت مصادر رسمية خيار تشكيل مجلس عسكري يتسلم السلطة من الرئيس في حال قدم استقالته . وتحولت صنعاء أمس إلى مسرح لحرب شوارع بعد دقائق من اعتراض قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري لتظاهرة مليونية اقتربت للمرة الأولى من مناطق التماس في شارع الزبيري وعصر، حيث تتمركز القوات الموالية للرئيس صالح والقوات المؤيدة للثورة، حيث قتل 12 محتجاً على الأقل، بالإضافة إلى مقتل جندي وإصابة العشرات بجروح بعضهم في حال حرجة . كما قتل عشرة من أنصار الشيخ صادق الأحمر في اشتباكات وقعت في حي الحصبة، بعد قصف قوات الحرس الجمهوري لمنزل الشيخ القبلي، حيث ارتفعت سحب الدخان من المنزل والمنازل المجاورة له، قبل أن تشهد الأحياء القريبة منه مواجهات عنيفة، خاصة سوق غثيم القريب من مبنى التلفزيون وحي صوفان، حيث تعرضت منازل العديد من قيادات الحزب الحاكم والمعارضة لقصف عنيف، بالإضافة إلى تدمير مبنى قناة “السعيدة”، المملوكة لعدد من رجال الأعمال . إلى ذلك عقد الرئيس صالح أمس اجتماعاً مشتركاً لقيادة حزبه وحلفائه كرّس لمناقشة تداعيات إصدار قرار مرتقب لمجلس الأمن الدولي، والذي من المتوقع أن يصدره المجلس خلال الأيام القليلة القادمة، وقدم صالح ما سمي ب “رؤية رئاسية” لمواجهة تطورات الموقف، من بينها الخطوات التي يجب اتخاذها لوضع المبادرة الخليجية موضع التنفيذ، على أن يوقعها نائب الرئيس هادي . ومن المقرر أن يعقد الحزب الحاكم (الثلاثاء) اجتماعاً استثنائياً للجنته الدائمة (لجنة مركزية)، لمناقشة آخر المستجدات في خطوة يعتقد المراقبون أنها قد تضع اللمسات الأخيرة التي من المقرر أن يتخذها النظام، بخاصة وأنها ستأتي قبل ساعات من إصدار مجلس الأمن لقراره، الذي تشير مسودة القرار إلى مطالبة صالح أو من ينوبه للتوقيع الفوري على المبادرة الخليجية . ونفى الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية عبده الجندي ل”الخليج” أن يكون إنشاء مجلس عسكري من بين الخيارات المطروحة لحل الأزمة القائمة.