دعا شباب الثورة في اليمن محكمة الجنايات الدولية إلى سرعة نقل ملف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى المحكمة تمهيداً لمحاكمته جنائياً على خلفية أعمال القتل المستمرة في حق المدنيين في صنعاء وتعز ومناطق يمنية أخرى سقط على أثرها المئات من الشباب والأطفال والنساء والشيخ منذ بداية الاحتجاجية ضد نظام صالح . وكان الشباب قد جددوا في رفضهم لكل المبادرات التي تضمن للرئيس صالح ضمانات من عدم الملاحقة الجنائية مع عدد من رموز نظامه المتورطين في قتل الشباب في ساحات الاعتصام أثناء تنظيمهم مسيرات احتجاجية تطالب بإسقاط النظام الحاكم في البلاد . في صنعاء شارك مئات الآلاف من الشباب في جمعة " وما النصر إلا من عند الله " بشارع الستين وذلك للتأكيد على تمسكهم بالحسم الثوري ورفض كل الضمانات المقدمة لنظام صالح بعد الأحداث التي مرت بها محافظات اليمن من أعمال قتل واعتقالات واختطافات ومواجهات عسكرية بين الجيش المؤيد للثورة وقوات موالية للرئيس صالح ورجال القبائل الموالون للثورة . خطيب جمعة شارع الستين الشيخ عبدالوهاب الديلمي تطرق في الخطبة إلى واقع الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية التي تمارس الظلم ضد شعوبها وإجبارهم على طاعتهم طاعة عمياء. وانتقد الخطيب الديلمي الأنظمة العربية التي تصادر الحقوق وتسفك الدماء وتنتهك الحرمات وتخيف الآمنين من أجل البقاء على كرسي الحكم دون مراعاة لحقوق الإنسان وممارسة الظلم في أبشع صوره على عامة الناس . ودعا الشيخ الديلمي إلى وقف أعمال القتل وسفك الدماء والظلم والعدوان في اليمن وعدد من الدول العربية الأخرى ،محذراً من قتل النفس في سبيل الفتنة . وعن الأشهر الحرم وما يحدث فيها من قتل وسفك للدماء قال الشيخ الديلمي" إن ما يحصل هذه الأيام هو انتهاك الأشهر الحرم وهو ما نشاهده اليوم تنتهك الحرمات وتسفك الدماء في كل الأشهر الحرم وإنما أشهر الحرم اشد تحريماً ". ووجه الخطيب الديلمي رسالة إلى شباب الثورة بقوله " أنتم اليوم تسعون إلى حياة كريمة لكم ولأجيالكم لقد سطرتم صفحات من التضحيات والبطولات في سبيل هذا الوطن ". صلاة الجمعة أعقبها الصلاة على جثامين عشرة من الذين سقطوا في الأعمال العسكرية على ساحة التغيير ومنطقة الحصبة وصوفان ومناطق متفرقة في صنعاء التي تم استهدافها بقذائف الهاون وخاصة في صنعاء القديمة ومنطقة سعوان وحي النهضة وشارع هائل وشارع 16 التي سقط عدد من القتلى من بينهم الطفلة وفاء احمد محمد الاصبحي البالغ من العمر 4 سنوات التي سقطت في حي سعوان جراء سقوط قذيفة على منزلهم ، وكذا مقتل المسؤول المالي لقناة السعيدة الفضائية فؤاد الشميري الذي استشهد في مدينة صوفان في أحداث الحصبة الأخيرة . شارع الستين شهد توافد الناس من جميع الاتجاهات للمشاركة في صلاة الجمعة ،وكان المحتجون قد رددوا شعارات تطالب بمحاكمة صالح ورفض كافة أي شكل من الضمانات من عدم الملاحقة الجنائية ،وردد الشباب شعارات "لا حصانة لا ضمانة يتحاكم علي وأعوانه-الشعب يريد محاكمة السفاح ".