شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء خلال الأيام القليلة الماضية تحركات سياسية ودبلوماسية وعسكرية كبيرة ، أفضت إلى أنباء عن موافقة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم التوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة والآلية التنفيذية الملحقة بها، وكذا عرض لمواقف المعارضة اليمنية المتمثلة باللقاء المشترك وقيادة القوات المنشقة عن الجيش والمساندة للثورة برئاسة اللواء علي محسن الأحمر، وكذا مواقف التيار القبلي المعارض للنظام بزعامة الشيخ صادق الأحمر، حول تلك التحركات والمقترحات المطروحة على الطاولة. وكان آخر تلك التطورات حسب "الخليج الاماراتية " التقاء المعارضة اليمنية السفراء الأجانب في اليمن، خاصة الأمريكي وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، التي تأتي في إطار الجهود التي تبذلها الدول الغربية لإقناع الأطراف السياسية، وفي مقدمتها الرئيس علي عبدالله صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية بعد تعثر التوقيع عليها خلال الأشهر الماضية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة ، أن نتائج مشجعة خرج بها لقاء السفراء بالمعارضة، وأن قادة المجلس الوطني الذين يوجدون في الخارج في الوقت الحاضر، قد يعودون إلى البلاد في وقت قريب جداً بعد طلب السفراء عودتهم سريعاً إلى صنعاء. وعكس ما قالته الخليج بان اللقاء خرج بنتائج مشجعة نقلت " الاتحاد " الإماراتية عن قيادي في " المشترك" إن اللقاء " لم يأت بشي جديد "، مشيرا إلى أن الطرفين استعرضا تطورات الأزمة اليمنية، على خلفية استمرار الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح. وأوضح القيادي، الذي حضر اللقاء، أن سفراء الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة أكدوا على ضرورة التزام أطراف الصراع في اليمن بقرار مجلس الأمن الدولي، الصادر الشهر الماضي ، والذي دعا الرئيس صالح إلى التنحي، بموجب مبادرة وزراء خارجية جول مجلس التعاون الخليجي، المطروحة منذ أواخر أبريل ، كما حث القرار السلطة والمعارضة على نبذ العنف، وطالب الأخيرة باتخاذ مواقف بناءة إزاء الحوار مع الحزب الحاكم، للوصول إلى اتفاق حول آلية نقل السلطة. وكانت الجهود والتحركات الإقليمية والدولية تسارعت مؤخرا لدفع أطراف الأزمة السياسية في اليمن للتوقيع على المبادرة الخليجية، بعد رفض الرئيس علي عبدالله صالح التوقيع عليها أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية. وفي هذا الشأن تنقل " الخليج " عن مصادر سياسية في صنعاء تأكيدها بأن سفراء الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، عقدوا خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من الاجتماعات مع أطراف الأزمة في محاولة لتأسيس أرضية يتمكن من خلالها الجميع من تجاوز عقدة موعد التوقيع على المبادرة، الذي يتوقع أن يكون خلال العشرة أيام الأولى من شهر نوفمبر الجاري . وترافقت هذه التحركات مع أنباء تحدثت عن موافقة حزب المؤتمر الشعبي الحاكم على توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة والآلية التنفيذية الملحقة بها، على أن يكون إعادة هيكلة الجيش من مهام الحكومة الجديدة، وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية وليس بعدها . في هذا الصدد تشير أنباء غير مؤكدة ان قيادات المشترك وافقت على مقترحات السلطة وطلبت ضمانات لتنفيذها. ووصفت الناطقة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، حورية مشهور اللقاء ب " الإيجابي " , قائلة , إن اللقاء يأتي في إطار تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2014 والمضي قدماً باتجاه إنفاذه . وأضافت مشهور : " المجلس الوطني وقيادة المشترك عبروا خلال اللقاء مع سفراء الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوربي عن التزامهم بتنفيذ القرار "، متهمةً الطرف الآخر بالتلاعب بالوقت وعدم الجدية، قائلة نريد ترجمة الأقوال إلى أفعال , مختتمة حديثها بالقول " أن كل يوم يمر وصالح وعائلته متشبثين بالبقاء بالسلطة، يؤدي إلى كلفة عالية يدفع ثمنها الشعب من خلال تردي الأوضاع المعيشية وانقطاع الخدمات وانفلات الأمن . " في هذا الوقت تترقب فيه صنعاء عودة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وزيارة الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني، وعودة نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي والمستشار السياسي عبد الكريم الإرياني بالإضافة إلى انتظار عودة وفد المعارضة من الخارج ليتم إنجاز الاتفاق الجديد. وتأتي تلك التحركات الدبلوماسية والسياسية متزامنة مع تصاعد مظاهر التحفز المسلح في معظم أنحاء العاصمة اليمنيةصنعاء عقب نفاد المهلة المحددة من الرئيس علي عبدالله صالح للمعارضة والمحددة بثلاثة أيام، التي انتهت الاثنين، لبدء حوار سياسي مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم للاتفاق حول تنفيذ المبادرة الخليجية . وقالت تقارير صحفية ان قوات تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي الموالية للرئيس صالح وأخرى تابعة للقوات الموالية للثورة مسنودة بمجاميع قبلية تابعة للشيخ صادق الأحمر، قامت بعمليات إعادة انتشار وتموضع في كافة مناطق المواجهة الرئيسة، في أحياء الحصبة، صوفان، النهضة، هائل سعيد، الزراعة، سعوان، الزبيري والستين تحسباً لانفجار وشيك وواسع النطاق للأوضاع العسكرية . وتبادلت أطراف الصراع الاتهامات بالحشد والاستعداد والتجهيز لفرض خيار الحسم المسلح للأزمة السياسية القائمة في اليمن. وفي هذا الشأن تقول " الخليج" ان مصادر سياسية معارضة كشفت لها عن استكمال القوات الحكومية الموالية للرئيس صالح نقل شحنات من العتاد العسكري خلال الأيام الماضية من مينائي الحديدة والمعلا إلى العاصمة صنعاء. الصحيفة اشارت أيضا إلى منطقة الحصبة ومدينة صوفان المجاورة لها " شمال صنعاء" شهدت تحركات لمجاميع عسكرية تابعة للقوات الحكومية الموالية للنظام، استحدثت مواقع تمركز جديدة داخل مقر دائرة التأمين الفني الكانئة بمدينة صوفان وعدد من المناطق المجاورة، بهدف التحديد المسبق لمناطق تمركز أتباع الشيخ الأحمر والقوات الموالية للثورة الشبابية واستهدافها بقصف صاروخي ومدفعي وشيك، بالتزامن مع نشر قوات فرقة اللواء الأول مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المنشق عن النظام لمجاميع مكثفة من المجندين الجدد الذين تم تسليحهم وتوزيعهم كحراسات على امتداد محيط معسكر الفرقة المقابل لساحة التغيير بصنعاء وداخل العديد من الشوارع والأحياء السكنية المتاخمة لمناطق التماس مع قوات سلاح الصيانة واللواء 114 الموالية للرئيس صالح .