قضت العاصمة اليمنيةصنعاء عيد أضحى استثنائي بكل المعايير فهو أول عيد أضحى يمر على البلاد في ظل الأزمة الشاملة والاضطرابات السياسية والأمنية والعسكرية التي تشهدها البلاد منذ فبراير الماضي. هدوء نسبي كانت أيام العيد استثنائيا لجهة هدوء الأحوال نسبيا في العاصمة وتوقف الأنشطة العسكرية عدا اشتباكات محدودة جرت لوقت قصير في منطقة الحصبة في العاصمة صنعاء جرى تطويقها ومنع توسعها بسرعة إضافة لأنباء عن تعرض منزل قيادي في حزب الإصلاح المعارض لإطلاق نار. وقال مواطن تحدثت إليه إذاعة هولندا العالمية أن مواطني صنعاء قد استبشروا بالهدوء النسبي غير أن ذيول الأزمة السياسية قد نغصت عليهم عيدهم إلى حد كبير، فالعاصمة تعاني من نقص حاد في التيار الكهربائي الذي ينقطع عن مختلف أحياء المدينة لعشرين ساعة في اليوم مما يؤثر على إمدادات المياه أيضا لأنها ترفع بالكهرباء. وأضاف المواطن اليمني قائلا أن انقطاع الكهرباء قد اثر بشكل ملحوظ على أداء اليمنيين لسنة الضحية هذا العام، حيث فضل الكثير منهم عدم ذبح ضحية لتعذر إمكانية حفظ اللحوم بسبب انقطاع الكهرباء عن المنازل واكتفوا بشراء كميات محدودة من اللحوم للاستهلاك اليومي. وتخلى بعض الصنعانيين أيضا عن عادة العودة للقرى والأرياف خلال مواسم الأعياد بسبب ارتفاع أسعار الوقود إضافة للمخاوف من أن يتعذر عودتهم لصنعاء حال نشوب اشتباكات عقب إجازة العيد مباشر كما حدث عقب عيد الفطر عندما أغلقت السلطات مداخل المدينة لبضع أيام لمنع رجال القبائل المجاورة من الدخول لصنعاء للمشاركة في المعارك التي كانت حينها. معاناة الأطفال وقال محدثنا من صنعاء إن معاناة الأطفال وحرمانهم تضاعف هذا العيد بإغلاق حديقة الثورة احد أهم متنفسات العاصمة صنعاء التي تحتضن عشرات الآلاف من الأطفال في مواسم الأعياد لأنها تقع في منطقة الحصبة التي يتحصن فيها أنصار الشيخ صادق الأحمر الذين يقاتلون الجيش التابع للرئيس على عبد الله صالح. لكن حديقة العاب شارع السبعين لا تزال مفتوحة للأطفال والأسر بالرغم من أنها تجاور رئاسة قوات الأمن المركزي التي يقودها ابن شقيق الرئيس على عبد الله صالح كما أنها ليست بعيدة عن قصر الرئاسة. وقد لا حظ سكان المدينة انتشارا واسعا للألعاب النارية المستوردة منها والمصنعة من مواد محلية في أيدي الأطفال الذين يضيفون بفرقعاتهم المتواصلة إيقاعا جديدا ومربكا على الأذان التي اعتادت على دوى الطلقات والانفجاريات لتسعة أشهر متواصلة. الإخوة الأعداء بالطبع ارتفعت أسعار الأغذية والسلع الأخرى بسبب استمرار الأزمة منذ تسعة أشهر أولا ثم بسبب العيد حسب مصدرنا في صنعاء، كما أن بعض الأسواق المهمة اختفت من الوجود تقريبا مثل سوق شارع هائل الشعبي الذي تحول منطقة عمليات عسكرية لا يخاطر احد بالذهاب إليها، لكن أسواق منطقة باب اليمن التاريخية لا تزال مكتظة بروادها قبل وأثناء العيد. كما أن معظم أسواق القات التي يزدهر تجارتها واستهلاكها في مواسم الأعياد تعمل بكامل طاقتها ومن العادي في صنعاء أن ترى جنودا من مختلف القوي العسكرية المتحاربة يلتقون في أسواق القات بسلام حيث يتوقف القتال تقريبا خلال فترة ما بعد الظهيرة ليمضغ الجميع قاتهم بهدوء قبل استئناف القتال ليلا أو صباح غد. على أية حال استقبل الكثيرون في صنعاء عودة نائب الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور إلى صنعاء يوم امس بعد رحلة استشفاء في أمريكا استغرقت وقتا طويلا. ويعول الكثيرون على اللواء هادي منصور كشخص يمكن ان يشكل حلا مقبولا لمعضلة بقاء او ذهاب الرئيس صالح الذي ترددت أنباء عن انه قد يسافر للخارج لاستكمال العلاج في الخارج بعد تخويل كافة صلاحياته لنائبة هادي منصور دون أن يستقيل من منصبه كرئيس للجمهورية. لكن المخاوف من أن تكون فترة عيد الأضحى مجرد هدنة قصيرة يستأنف بعدها القتال لا زالت تساور الكثيرين.