مساء الأحد الماضي كانت مدينة ديربورن في ولاية ميتشغن الأمريكية على موعد مع التاريخ ، حيث أحيا فيها أبناء الجالية اليمنية وبدعوة من لجنة المساندة الشعبية لشباب الثورة السلمية وبتنسيق مع جامعة ميتشغن ديربورن واحدة من أجمل لياليها الأسطورية التي شهدتها المدينة ، وذلك بمناسبة زيارة الناشطة الحقوقية والثائرة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام للعام 2011 للمدينة فقد توافد ما يربوا على الألفين (2000 ) شخص من أطفال ونساء ورجال ممن ينتمون إلى جميع المناطق اليمنية المختلفة وبمشاركة عدد من أبناء الجاليات العربية بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الرسميين الأمريكيين والباحثين الأكاديميين الأمريكيين والعرب وعدد من طلاب وطالبات جامعة ميتشغن ومنظمة الطلاب العرب وإلى جانبهم عدد من المهتمين والمتابعين من دعاة الحرية ومحبي السلام إلى القاعة الرئيسية الكبرى في السيفك سنتر . و كانت البداية بعزف النشيد الوطني الأمريكي ثم تلاه عزف النشيد الوطني اليمني الذي أسكن القاعة بلحظات مهيبة اختلطت فيها دموع الأمل والحب والوفاء لليمن في عيون أبناء الجالية اليمنية حيث لم يتمالك البعض أنفسهُم فأنخرطوا مجهشين في البكاء بعد ذلك كانت البداية بكلمة السيد جاك أورايلي عمدة مدينة ديربورن التي أكد في مجملها الشكر والتقدير للضيفة الزائرة لتلبيتها الدعوة مثمناً المكانة التي وصلت إليها قائلاً : " أن توكل كرمان ليست فخر للجالية اليمنية فحسب وأنما للمجتمع الدولي بأكمله كونها جاءت من مجتمع دور المرأة فيه ظل مهمش " وبعد الانتهاء من كلمته قام بإهداء وتسليم مفتاح مدينة ديربورن إلى توكل كرمان وسط جو عاصف من الهتافات والتصفيق الحار . تلى ذلك كلمة جامعة ميتشغن أحد الراعيين الرسميين لهذا الفعالية ألقاها الدكتور المحاضر اسماعيل حسن حيث بداء كلامهُ أمام الحاضرين مبدياً اعتزازه وفخرهُ بانتمائه وبأصولهُ اليمنية التي جاء منها كما أفاد أن جامعة ميشغن ديربورن يحق لها اليوم أن تفتخر كونها استضافت شخصية دولية وهى الناشطة الحقوقية توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام للعام 2011 وأن هذا الحدث سيضاف وبكل شرف إلى سجلها . وقبل الختام ألقت الثائرة توكل كرمان كلمتها التي بدأتها بترديد هتافاتها الثورية المعتادة والتي أضفت على القاعة جو من الحماسة والإصرار لدى الحاضرون جعلتهم يرددون ورائها تلك الهتافات التي تردد صداها في كل أركان القاعة ثم استهلت كلامها بتوجيه الشكر والإعجاب الشديدين لما لمستهُ من حفاوة في الاستقبال وحسن في الأعداد والترتيب من قبل القائمين على هذه الفعالية ثم استهلت حديثها للحاضرين بالتأكيد لهم أن أخوانهم الذين يعيشون في الساحات تحت الخيام رغم المصاعب والإمعان في القتل والدمار الذي يواجهونه يومياً إلا أنهم صامدون وهم على وشك الوصول إلى أخر الطريق ولم يبقى أمامهم سوى مرحلة واحدة بعد أن استطاعوا إضعاف نظام صالح وعصابته وإفقاده شرعيتهُ ومشروعيتهُ في الداخل وأن معظم المحافظات اليمنية صار يحكمها الشعب اليمني بأخلاقه وقيمه وليس سلطة صالح . ثم أردفت قائلة : أنهُ لو لا أخلاق اليمنيين وقيمهم في الحفاظ على بلدهم لرأى العالم صومال أخر في اليمن منذ أربع سنين . ثم وجهت دعوتها لأبناء الجالية اليمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن يظلوا مواطنين صالحين وأن يستمروا في إبداعاتهم ونجاحاتهم المتواصلة في جميع المجالات لأن اليمن الجديد سيكون بأمس الحاجة إليهم وطالبتهم أيضاً بأن يبقوا محافظين على توحدهم وتماسكهم في الخارج داعية أياهم بأن يجعلوا من أنفسهم سفراء رائعين للثورة اليمنية وللخير والمحبة والسلام . وقبل أن تختتم حديثها توجهت بكلامها مخاطبة المجتمع الدولي ومستغربةً في نفس الوقت عن سبب تجاهله وصمته المتواصل لما يجري في اليمن حيث بلغ عدد "الشهداء" والجرحى منذ انطلاق الثورة ما يربوا على العشرين ألف بين قتيل وجريح والمجتمع الدولي لم يحرك ساكن داعية إياه إلى " القيام بمسؤوليته الإنسانية تجاه الشعب اليمني ما لم فسيكونوا شركاء في قتله " ، مضيفةً : أنا جئت إلى هنا اليوم من أجل مطلبين رئيسيين لشباب الثورة وهما الأول : تجميد أرصدة علي عبدالله صالح في الخارج التي يستخدمها في شراء الأسلحة لقتل شعبه و المطلب الثاني : تحويل ملف علي عبدالله صالح إلى محكمة الجنايات الدولية لينال عقابه الرادع" . ثم اختتمت حديثها بالقول "أننا شباب الربيع العربي وجميع الشعوب المتطلعة للحرية والكرامة سنعمل معاً من أجل عالم خالي من الصراعات والنزاعات عالم يسودةُ الأمن والمحبة والسلام" . وفي ختام الفعالية أهدت لجنة المساندة الشعبية لشباب الثورة السلمية في ولاية ميتشغن هدية تذكارية عبارة عن شهادة تقديرية باسم الناشطة توكل كرمان تقديراً لدورها النضالي في ساحات الحرية والتغيير في اليمن قام بتقديمها إليها عضو لجنة المساندة والناشط السياسي المعروف محمد سعيد عبدالله .