قالت مصادر مطلعة في محافظة أبين "جنوباليمن" ان قتالا عنيفا يدور بين القوات الحكومية ومسلحين يعتقد بانتمائهم لتنظيم "القاعدة" في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين ، في الوقت الذي تشهد فيه محافظة عدن المجاورة عمليات للتنظيم ، ما دفع الإدارة الأميركية عبر سفيرها في اليمن إلى التحذير من فوضى قد تشهدها عدن نتيجة ذلك. وأضافت تلك المصادر ل " التغيير " ان أعدادا كبيرة من مسلحي القاعدة قدموا إلى أبين من محافظات " البيضاء وشبوة ومأرب والجوف ومناطق أخرى في اليمن" للمشاركة في المواجهات ضد القوات الحكومة بمشاركة مقاتلين عرب وأجانب يتم التعرف عليهم من خلال ألوان بشرتهم وأجسامهم وملابسهم. وكان مصدر امني أفاد الأربعاء عن مقتل 10عناصر من " أنصار الشريعة " ، إحدى جماعات تنظيم القاعدة، إثر قصف مدفعي للقوات العسكرية طال محافظة أبين بينهم صوماليون وإيراني وباكستانيان. وأشار إلى ان القصف المدفعي طال مباني حكومية تحصن بها عناصر التنظيم في منطقتي زنجبار والكود بمحافظة أبين.وأوضح المصدر الأمني أن القصف استهدف العديد من الآليات العسكرية التي كان عناصر التنظيم استولوا عليها اثر سقوط مدينة زنجبار في مايو الماضي ما تسبب في تدميرها. وتشهد محافظة أبين مواجهات شبه يومية بين القوات الحكومية ومسلحين من تنظيم القاعدة وفصائل أخرى مناوئة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح ، وحكومة صنعاء. وكان عناصر القاعدة تمكنوا من السيطرة على مدينة الكود في أبين خلال اليومين الماضيين، بعد مواجهات عنيفة مع قوات الجيش اليمني. وحسب مصدر محلي فان مدينة الكود الواقعة على إطراف مدينة زنجبار عاصمة ابين والقريبة من الشريط الساحلي على البحر العربي ، تعد من المدن المهمة في محافظة ابين ويوجد فيها اكبر ( محلج) للقطن والذي أنشئ عام 1958 من قبل الحكومة البريطانية .واكد المصدر ان قوات الجيش اليمني تراجعت إلى منطقة دوفس بسبب ضراوة المواجهات مشيرا إلى أن مدينة الكود بالكامل الآن تحت سيطرة عناصر القاعدة " - حسب شينخوا الصينية. وحسب " الحياة " اللندنية فان مواجهات أبين الأخيرة تأتي بعد فشل وسطاء من وجهاء المحافظة في إقناع المئات من المسلحين بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى قوات الجيش، ومغادرة مدينة زنجبار عاصمة المحافظة بأسلحتهم الشخصية من دون قتال، الا ان المسلحين رفضوا ذلك وشنوا هجوما على قوات الجيش المرابطة على مشارف مدينة زنجبار ، في حين تخضع عدد كبير من أحياء المديرية ومبانيها الحكومية لسيطرة المسلحين. وكانت القوات الحكومية اليمنية أعلنت في سبتمبر الماضي ان حدات الجيش والقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب استعادت السيطرة على جزء كبير من المدينة وفك الحصار الذي كان المسلحون يفرضونه على اللواء 25 ميكانيكي، غير أنها لم تنجز تطهير المدينة منهم. وتخوض القوات الحكومية مواجهات مع المسلحين في أبين بمساندة الطيران الحربي الذي يقوم بطلعات يومية لقصف مواقع ومعسكرات " القاعدة " المنتشرة في في ضواحي زنجبار ومديرية جعار القريبة منها، بمساندة طائرات تجسس أميركية من دون طيار التي تجوب أجواء تلك المناطق بشكل يومي. على ذات الصعيد تشهد محافظة عدن المجاورة ل " أبين" انفلاتا أمنيا كبيرا ، بعد أنباء عن تمكن عناصر تابعة لتنظيم القاعدة من الدخول إلى المدينة التي انتشرت فيها الأسلحة الرشاشة بشكل لافت في أوساط السكان ، كما تشهد مديريات المحافظة عمليات أمنية تستهدف شخصيات عسكرية واجتماعية وحزبية وسياسية ، كان آخرها اغتيال عقيد في الاستخبارات برصاص مسلحين مجهولين تشتبه السلطات اليمنية في أنهم من تنظيم " قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" . وكان مصدر أمني يمني قال الأربعاء ان " العقيد عبد الحكيم القاضي المخلافي مسؤول الأمن السياسي بمديرتي المعلا والتواهي تعرض لعملية اغتيال عندما أطلق مسلحون مجهولون النار عليه بينما كان برفقة أسرته في تقاطع القاهرة بمديرية الشيخ عثمان"، وأضاف أن عملية الاغتيال " تحمل بصمات القاعدة حيث تمكن المسلحون من الفرار عقب تنفيذ العملية". وفي هذا الصدد نقلت " الخليج" الاماراتية عن مصادر أمنية وشهود عيان في عدن ، أن قوة أمنية كبيرة مؤلفة من عدد من الجنود انتشرت حول فندقي الشرقي والملكة أروى، الواقعين في مديرية الشيخ عثمان وحاصرتهما عقب تلقيها معلومات تفيد بتواجد عدد من القيادات والعناصر التابعة للجماعات المسلحة في الفندقين، حيث تمكن رجال الأمن من إلقاء القبض على بعضهم فيما لاذ الآخرون بالفرار دون أن يتم القبض عليهم . وأوضحت المصادر أن السلطات الأمنية بمحافظة عدن اعتقلت إدارتي الفندقين وباشرت بالتحقيق معهما بتهمة السماح للقيادات والعناصر المسلحة بالنزول والسكن بداخل غرف الفندقين دون تدوين بياناتهم ومعلوماتهم والاطلاع على هوياتهم الشخصية للتحقق منها . وخلال الفترة القليلة الماضية تناقل عدد من وسائل الإعلام المختلفة معلومات تشير إلى تمكن بعض القيادات والعناصر الجهادية من الدخول إلى محافظة عدن قادمة من محافظة أبين للقيام بشن هجمات مسلحة تستهدف قيادات عسكرية وسياسية في المدينة. إلى ذلك ذكرت مصادر صحافية في عدن، أن الولاياتالمتحدة وعبر سفارتها في صنعاء أبلغت السلطات اليمنية أنها لن تسكت على الانفلات الأمني الحاصل في العاصمة الاقتصادية للبلاد بعد تزايد الهجمات على عدة إدارات حكومية منذ الشهر الماضي. ونقلت " البيان " الاماراتية عن تلك المصادر إن السفير الأميركي غيرالد فايرستاين حذر من نشر الفوضى داخل مدينة عدن خلال اللقاء الذي جمعه بنائب الرئيس عبدربّه منصور هادي وعدد من سفراء الاتحاد الأوروبي، وأوضحت أن السفير قال إنه من "غير المقبول على الإطلاق إدخال عدن في أتون الفوضى التي تضر بالمصالح الغربية"، بحسب وصف المصادر وتعرضها إلى مخاطر جمة في مدينة عدن والواقعة في أهم ممر ملاحي دولي. وانه قال إنه "لا يمكن السكوت عن أي فوضى تحصل في عدن".