يرى مراقبون أن توقيع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في الرياض على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في بلاده لا يعني نهاية للأزمة المستمرة منذ عشرة اشهر على وقع احتجاجات تطالب بإسقاط نظام حكمه الممتد على مدى 33 عاما. ويقول نائب رئيس الدائرة الإعلامية في الحزب الحاكم عبدالحفيظ النهاري ان حزبه، «المؤتمر الشعبي العام»، يرى ان توقيع صالح يأتي من موقع مسؤوليته الكبرى واستشعاره معاناة الشعب الاقتصادية والأمنية والسياسية. واعتبر أن التوقيع يعد تعبيرا عن الدور التاريخي الذي حرص صالح ان يكون في صدارته بما يتلاءم مع أدواره. ويضيف ان الحزب الحاكم ينظر الى المبادرة بآلياتها التنفيذية والتوقيع عليها بمثابة «انتصار للشرعية الدستورية والحكمة اليمنية»، وانتصار لارادة الشعب اليمني الذي صمد طويلا في «وجه الانقلابيين»، على حد تعبيره. ويردف القول إن ما أنجز من تسوية «يعد ارتقاء لمستوى الإصلاح والتغيير الذي ينشده اليمنيون وليس تلبية لرغبة الأقلية التي كانت قوى معطلة والتي كانت تريد أن تجرنا جميعا إلى مربع الصراع العنيف بعيدا عن التداول السلمي». انفجار الأوضاع ويرى مراقبون أن التوقيع على المبادرة من جانب الرئيس صالح لا يعنى نهاية للأزمة اليمنية. ويقول المحلل السياسي اليمني المعارض عارف ابو حاتم لوكالة أنباء «شينخوا» ان التوقيع على المبادرة «لا يعني نهاية الأزمة، بل ان مرحلة ما بعد التوقيع قد تشهد انفجارا للوضع عسكريا». ويوضح ان «آخر أنشطة صالح قبل مغادرته الى الرياض للتوقيع على المبادرة هو زيارة المعسكرات، الأمر الذي يعني التحضير لحرب شعواء يعتقد أنها ستضع حدا للأزمة وتمكنه من معاودة الحكم بأريحية كالعادة». وتوقع أن «يفتعل صالح الأزمات بعد التوقيع على المبادرة، الأمر الذي قد يقود إلى حرب، كما فعل العام 1994، عندما عاد الى صنعاء بعد التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق مع شركاء تحقيق الوحدة وفجرها حربا طاحنة»، بحسب تعبير المحلل السياسي.ويشير أبو حاتم إلى أن «صالح سيلصق التهمة بالطرف الآخر ويسوق للعالم رأيه بأنه رجل سلم بدليل أنه وقع على مبادرة تنحيه وبشكل سلمي». نفوذ الجيش بدوره، يتوقع المحلل العسكري اليمني حامد أبو البدرين ان تنفجر الأوضاع عسكريا بعد توقيع المبادرة. ويضيف ان الازمة «لن تنتهي بمجرد التوقيع على المبادرة بآلياتها الزمنية للتنفيذ». ويوضح أن صالح «يتمتع بنفوذ قوي داخل اهم تشكيلات القوات المسلحة واكثرها تسليحا وتدريبا وتنظيما، ولذلك سيستغلها في ضرب خصومه وبحزم بعد التوقيع على المبادرة». ويعرب عن اعتقاده بأن خلافات ستنشأ على تنفيذ المبادرة، الامر الذي سيمثل الفرصة السانحة «وسيلقن صالح خصومه درسا لن ينسوه ودون تحمل أية تبعات كونه رئيسا منزوع الصلاحية على الورق»، على حد قوله. ويرى أبو البدرين ان النشوة بتحقيق الانتصار السياسي لدى المعارضة «سيترتب عليها انعكاسات سلبية على الجيش المؤيد للثورة»، تتمثل في الطمأنينة وخفض درجة الجاهزية، وبهذا سيتم استغلال هذا العامل من قبل الطرف الاخر للجيش ليشكل عامل المفاجأة والمباغتة والحسم السريع. شباب الثورة من جانبه، يعتبر الشباب المرابطون في ساحات الاعتصامات المطالبة بإسقاط النظام منذ عشرة اشهر أن التوقيع على المبادرة لا يعني نجاح ثورتهم، وأنها همشت دور الشباب ومواقفهم. تقول الناشطة في ساحة التغيير بصنعاء أميرة العراسي ان التوقيع على المبادرة «لا يعني نجاح الثورة والانتصار لطموحات الشباب المرابطين في ساحات الاعتصامات». وتعتبر ان نجاح الثورة «لن يتحقق الا بمحاكمة صالح وبقايا نظامه».