زارت القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبصنعاء، اليزابيث ريتشارد، أمس الإثنين ، أحد المشاريع التي تمولها الولاياتالمتحدة في صنعاء القديمة، والذي يوظف حالياً العشرات من أهالي صنعاء القديمة لتجميل حيهم. وقد قامت القائمة بالأعمال، بمعية وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل، بزيارة أحد المواقع حيث يقوم العمال الذين تم توظيفهم في المشروع بإزالة مخلفات البناء وغرس الأشجار. كما زارت القائمة بالأعمال ووزير الثقافة موقعاً آخراً تم الإنتهاء من العمل فيه حيث استعرضا صوراً فوتوغرافية أخذت للموقع قبل البدء بالعمل فيه. تحدثت إليزابيث حول التحول الرائع الذي حدث في الموقع، كما استمعت إلى بعض الأهالي الذين تحدثوا عن استفادتهم من المشروع، وكذا العمال الذين تلقوا رواتب مقابل عملهم في المشروع. يشار إلى أن مشروع "العمل المكثف لإعادة التأهيل"، الذي تدعمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية عبر مشروع تحسين معيشة المجتمع، وبمساعدة منظمة "معاً أقوى" المحلية، قام بتوظيف 110 شاباً وشابة لتنظيف وتجميل صنعاء القديمة. في عام 2011، أصبحت أجزاء عديدة من صنعاء القديمة أماكن لرمي النفايات وذلك نتيجةً لانقطاع الخدمات بما في ذلك التخلص من النفايات. كما أصبح عبور بعض الشوارع غير ممكناً بسبب وجود أكوام من القمامة التي تسد الطريق، وعلى سبيل المثال قام بعض الأهالي ببناء جدار لمنع الناس من الاستمرار في رمي القمامة في ذلك الجزء من هذه المدينة الأسطورية. بدأت أنشطة إعادة التأهيل في 10 ديسمبر 2011، وفي كل يوم يقوم العمال الذين تم توظيفهم في هذا المشروع بإزالة قرابة 25 طن من القمامة من الشوارع، وذلك من أجل راحة 95000 من سكان صنعاء القديمة والتجار الذين يعيشون ويعملون في هذا الجزء الأسطوري من المدينة. كما قام العمال بإزالة 108 طناً من مخلفات البناء التي تراكمت على مدى العام الماضي. كما قاموا بإصلاح الأرصفة وزراعة الأشجار لتجميل مجتمعهم المحلي المتميز جداً. يأمل سكان صنعاء القديمة أن تعمل مثل هذه المشاريع على المساعدة في جعل صنعاء القديمة حياً سكنياً مزدهراً ووجهةً سياحيةً مرة ً أخرى كما كانت عليه في الماضي. وتعتبر صنعاء القديمة أحد مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو والتي يجب أن تكون محمية، ويعمل هذا المشروع على المساعدة في تحقيق ذلك من خلال رفع الوعي بأهمية الرعاية الجيدة، والحفاظ على المياه والتاريخ الفريد لحي صنعاء القديمة. كما يعمل المشروع على إعادة تأهيل الحدائق العامة وتعليم السكان حول كيفية إعادة تدوير مياه الصرف الصحي والحفاظ على الطاقة. وقد تحدث محمد عبد القادر، رئيس منظمة "معاً أقوى" قائلاً: "نأمل من الجهات المانحة أن تدعم المزيد من مثل هذه المشاريع، وكذا توفير فرص عمل للشباب". ومع الأزمة الاقتصادية الجارية في اليمن والتي تؤثر على المواطنين في جميع أنحاء البلاد، تركز أنشطة مشروع "العمل المكثف لإعادة التأهيل" على توفير فرص عمل قصيرة الأجل للسكان العاطلين، وذلك بالشراكة مع وزارة الأشغال العامة وأمانة العاصمة والمجلس المحلي ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. ووفقا للسفارة واشنطن في صنعاء فستتعاون الولاياتالمتحدة مع اليمن في العديد من المشاريع الأخرى للمساعدة في توظيف المزيد من اليمنيين وتحسين فرص الحصول على المياه والغذاء للملايين ، حيث تمول الولاياتالمتحدة مشروعاً سيوفر مياه الشرب بشكل منتظم لنحو ( 1.5) مليون ونصف المليون من سكان صنعاء من خلال توفير المولدات الكهربائية والمضخات. كما دشنت الولاياتالمتحدة مؤخراً مبادرة الحدائق المنزلية وإنتاج الدواجن في 12 محافظة لمساعدة اليمنيين على الحصول على الدخل وتحسين فرص الحصول على الغذاء في نفس الوقت. وفي نهاية الزيارة، ألقى وزير الثقافة الدكتور عوبل والقائمة بالأعمال السيدة إليزابيث كلمتين قصيرتين. وفي كلمتها قالت إليزابيث: "إنه لمن دواعي سروري القول اليوم أن هذه هي اليداية فقط، وأن لدينا الكثير من الخطط الرامية إلى مساعدة اليمنيين في الخروج من الأزمة الحالية إلى عام أفضل".