يعتقد بعض المراقبين أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تخلى عن الجامعة العربية بشأن الأزمة السورية, ونقل تركيزه إلى وسائل أخرى قد تشمل دعم "الجيش السوري الحر" الذي يقاتل قوات النظام. وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الصادرة أمس, أن مثل هذا التحرك سيكون تكراراً لستراتيجية قطر في ليبيا, حيث قدمت الدوحة الدعم المالي والعسكري للمتمردين, لكن الرهان في سورية أعلى بكثير, كما أن انتهاج الدوحة ستراتيجية شاملة بشأنها هو أخطر بكثير أيضاً. واضافت أن التصريحات الأخيرة لأمير قطر بشأن إرسال قوات عربية في سورية ربما قصد من ورائها اثارة الجدل بشأن التدخل العسكري, المستبعد حالياً في الغرب وضمن العالم العربي نفسه, على الرغم من معرفة الجميع بأنه يمكن أن يصبح حتمياً في نهاية المطاف. وأشارت إلى أن سياسة قطر بشأن سورية كانت لها نتائج متباينة حتى الآن, معتبرة أن "الدوحة ساعدت الجامعة العربية في التحرك نحو سياسة أكثر عدوانية حيال نظام الرئيس بشار الأسد, لكن هذه السياسة انتهت أيضاً بايفاد مراقبين عرب استغل النظام السوري مهمتهم, وتركت المسؤولين بالدوحة في حيرة مثل المعارضة السورية". وأضافت الصحيفة, في تقريرها, "بالنسبة إلى الدوحة نفسها, يمكن أن تشكل الضغوط من أجل اتخاذ اجراءات أكثر جرأة ضد دمشق خطراً على أمنها ما قد يدفع النظام السوري للإنتقام, ومن المحتمل أن تكون قطر على رأس قائمته للأهداف المطلوبة", مشيرة إلى أن "القطريين يدركون الأخطار لكنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الأزمة السورية قد وصلت إلى نقطة اللاعودة, وأن الرهان على نظام الرئيس الأسد يستحق كل هذا الجهد". ونسبت الصحيفة إلى ديفيد روبرتس من المعهد الملكي البريطاني للدراسات الأمنية والدفاعية - فرع الدوحة قوله "إن حسابات المخاطر والمنافع بالنسبة لقطر ليست في غير محلها, فالقطريون سيخسرون إذا بقي الأسد في السلطة للسنوات العشر المقبلة, لكن العلاقات معه انتهت والمخاوف الأمنية من سورية قائمة والتكاليف تم دفعها, فماذا سيخسر أمير قطر من محاولة أن يكون في الطليعة"? واضاف روبرتس ان "قطر استثمرت أموالاً كبيرة في سورية, وتريد أن تؤثر على بعض أنواع القرار". في سياق متصل, أعلن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني انه لا يتوقع تغييرا في الوضع الراهن بسورية إلا في حال تدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر. وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" نشرتها أمس, قال الملك عبد الله الثاني الذي التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما, مساء أمس, "سنبقى نشاهد العنف والتظاهرات والنزاع في سورية حالياً. لا أرى أي شيء سيغير ما نراه منذ شهرين إلا في حال تغير الوضع بشكل غير متوقع حيث يتدخل المجتمع الدولي بشكل أكبر". وأضاف ان الأردن يدعم إجماعاً عربياً, "لكننا في الوقت عينه نقول دائماً إن لدينا سياسة عدم التدخل". وفي الشأن الأردني, قال الملك "نحن نتحول من الربيع العربي إلى الصيف العربي بمعنى أننا نشمر عن سواعدنا ونقوم بمهمة الإصلاح الصعبة", مضيفاً "أعتقد أن الشتاء العربي الذي بدأنا نراه حولنا كان له تأثيره على المجتمع الأردني".