نجحت حملة جمعية قطر الخيرية لإغاثة الشعب اليمني الشقيق في جمع 23 مليون ريال، حيث شهدت الحملة إقبالاً كبيرًا من مختلف شرائح المجتمع القطري الذين لبوا النداء لإغاثة أبناء الشعب اليمني الشقيق في محنتهم .. ولا تزال الحملة مفتوحة لاستقبال المزيد من التبرعات من أهل الخير. قدم صندوق الزكاة مليوني ريال لدعم الحملة، كما تكفل أحد المحسنين بتجهيز سفينة معونات كاملة بالإضافة إلى كفالته 1000 يتيم مدى الحياة، وتبارى العديد من المواطنين في التبرع لإغاثة الأشقاء باليمن. ودعا العلماء ورجال الدين كافة الأغنياء والمقتدرين في جميع الدول العربية إلى تقديم كل ما يستطيعون من مساعدات لإنقاذ إخوانهم في اليمن.. مؤكدين أن نجدة الملهوف واجب ديني وإنساني في المقام الأول. وأكد العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في مداخله له على البرنامج التلفزيوني الذي تم بثه على الفضائية القطرية والجزيرة مباشر وإذاعة القرآن الكريم بهذه المناسبة، إنه حان الوقت لتقديم المساعدة والعون والتأييد لإخواننا الفقراء في اليمن الذين بذلوا من أنفسهم وأموالهم وكل ما يملكون في سبيل حريتهم، لافتًا إلى أنهم أكملوا سنة كاملة وهم يعيشون عيشة صعبة نظرًا لما تمر به البلاد من صحوة سياسية خلفت الكثير من الصراعات بين الشعب والسلطة وأدت لنزوح عشرات الآلاف. ودعا القرضاوي الفقراء في اليمن إلى الصبر على الضراء التي يعيشون بها.. مؤكدًا أن الصبر نعمة كبيرة من عند الله وأن الله سيكتب لهم الأجر والثواب لصبرهم على الابتلاءات. ووجه رسالة إلى جمهور الأغنياء بأن يبذلوا كل ما يستطيعون .. قائلاً " يجب علينا ألا نبخل على إخواننا لا بنفس ولا بمال ولا بأوقات" مؤكدًا أن المؤمنين يجب أن يكونوا داعمين لبعضهم في الشدة.. وأفتى فضيلته بجواز إعطاء فقراء اليمن من زكاة المال. ونصح بإخراج الصدقات وأن نؤثر على أنفسنا من أجلهم فهم يعيشون في شدة حقيقية لا يجدون فيها لقمة العيش وهم أحوج ما يكونون إليها. من جانبه قال جاسم الكبيسي مدير صندوق الزكاة إن كل العاملين بالصندوق يتألمون لما يحدث باليمن ويدعون لهم بأن يفرج الله همومهم. وأكد أن المأساة باليمن تحتاج لتضافر الجهود من كل المؤسسات والأفراد في الدولة .. مشيرًا إلى الحالة المعيشية الصعبة التي يواجهها فئات كثيرة من الشعب اليمني وخصوصًا الأيتام وكبار السن. ووجه الشكر لمؤسسة قطر الخيرية وإلى أهالي قطر على اهتمامهم بقضية الشعب اليمني الشقيق وتنظيم مثل هذه المبادرات الإنسانية. كما قدمت الإدارة العامة للأوقاف مليون ريال، تم الإعلان عنه من خلال مداخلة تليفونية للسيد عبد الله بن جعيثن الدوسري مدير الإدارة، ناشد فيها أهالي الخير والمتبرعين الكرام ممن من الله عليهم بنعمة المال بأن يدعموا حملة قطر الخيرية ويبدوا تكاتفهم من أجل إنقاذ الشعب اليمني وإغاثته من محنته. وأشاد الدكتور محمد العوضي بالمتبرع الذي قدم سفينة معونات كاملة وكفل 1000 يتيم مدى الحياة. وأكد أن الإجهار أفضل من الإسرار في التبرع، لأنه يحقق مصلحة عامة وسيكون محفزًا لغيره من الناس، كما سيشعل المنافسة بين الأغنياء والمقتدرين على تقديم ما لديهم .. مشيرًا إلى أن هذا الوقت هو وقت الإجهار والإعلان والفزعة لمساعدة من يعانون الجوع يوميًا من الأطفال والمسنين وحتى الشباب الفقراء. واعتبر الإجهار فرصة لتعليم الأبناء التصدق والاهتمام بأمر الغير والتناصح والمنافسة في دعم الغير ممن حرموا من نعم الله لظروف قاسية في منطقتهم. ولفت العوضي إلى قضية الدعم المعنوي للفقراء الذي يتمثل في مسح رأس اليتيم والأخذ بيد المسنين والفقراء وما لها من تأثير كبير على نفوس هؤلاء المحتاجين، إضافة إلى أنها ترقق من قلب الغني وتزيل قسوة قلبه. وأكد أن الإخلاص في النية من الأمور الأساسية في قبول الصدقة، لافتًا إلى أنه يوجد الكثيرون من المسلمين من يتمنون أن يرزقهم الله أموالاً كثيرة حتى يتصدقوا منها لله عز وجل، وفي هذه الحالات فإن نيتهم الصادقة سيكتب لهم بها أجر كبير. كما تحدث عن لذة العطاء وتأثيرها في نفس المحسن. ودعا العوضي وزارة الصحة في قطر والمسؤولين في الدولة إلى تقديم أكبر قدر من المساعدات للنازحين في اليمن .. وناشد الجهات المعنية ضرورة التكفل بالحالات الإنسانية التى جاءت في التقارير التلفزيونية حيث إنهم أعلنوا أنفسهم في الإعلام، ومن الواجب دعمهم وحفظ ماء وجوههم. وقال إن التجار باليمن والمؤسسات الخيرية اليمنية لها دور كبير في دعم المحتاجين منذ عشرات السنين ولكن المؤسف أن حجم الاحتياج كبير للغاية حيث يعيش أكثر من 40% من اليمنيين تحت خط الفقر، ولهذا فإن هناك احتياجًا للتدخل من البلاد العربية لدعم الشعب اليمني في مأساته التي سببتها عدة ظروف سياسية وطبيعية. وقال الشيخ ناصر العمر إن الصدقة ولو كانت قليلة فإن لها من البركات ما قد يزيد على قيمتها بأضعاف الأضعاف، مؤكدًا أن البركة الربانية ومضاعفة أجر الصدقة أمر بيد الله سبحانه وتعالى، وحكى قصة أحد المشايخ الأغنياء بالملكة العربية السعودية الذى يؤكد أنه لا تمر أربعة أيام عليه بعد التصدق بمبالغ كبيرة إلا يعيدها الله له أضعافًا مضاعفة. وقال إن أفضل طريقة لاستثمار هذه التبرعات أن تدخل في مشاريع منتجة لهذه العائلات الفقيرة، على أن يُخصص جزء منها للإغاثة العاجلة لهم والباقى يتم إقامة مشاريع مدرة للدخل يستفيد منها أهل المنطقة أو الحي ويضمن لهم إنتاجًا يغطي حاجتهم محليًا. وذكر أن الصدقة أو التبرع المادي ليس وحده المطلوب، لكن يمكن لكل شخص أن يتبرع بالعمل.. فالطبيب يمكنه معالجة مرضى اليمن والمهندس يمكنه دعم تنفيذ أحد المشروعات الهامة لهؤلاء الفقراء، وهكذا فإن كلاً منا يمكنه أن يدعم إخواننا في اليمن يما يستطيع. وقال : الناحية العملية في هذه الحملة أن يتبرع كل شخص بما يستطيع .. فالغني يقدم والفقير يقدم والكل له الأجر عند الله عز وجل .. والمسلم عليه ألا يحتقر قلة ماله ويمنع الصدقة لأنها قليلة، بل يقدمها وسيعوضها له الله أضعافًا كثيرة. وحكى قصة شاب باع سيارته البسيطة التي يملكها من أجل مساعدة أحد الفقراء المحتاجين، وهو الآن من أكبر رجال الأعمال وقد فتح الله عليه الرزق من أوسع أبوابه. وشدد الشيخ أحمد البوعينين على أهمية اليقين في الحديث الشريف "داووا مرضاكم بالصدقة"، مؤكدًا أن من يتصدق بإخلاص وهو على يقين بقدرة الله على شفاء مرضه بفضل هذه الصدقة فليفعل وسيجد شفاءه من عند الله عز وجل، كما جاء في الحديث الشريف .. وحكى بعض القصص التي يرويها أصحاب أمراض وقد زالت أمراضهم بعد تصدقهم على الفقراء والمحتاجين. وناشد البوعينين الأغنياء والمقتدرين في كل الدول العربية أن يقدموا ما يستطيعون من مساعدات، لافتًا إلى أن المسلمين مهما قدموا فهم مقصرون في حق إخوانهم باليمن، لأن نجدة الملهوف واجب ديني وإنساني من المقام الأول. وأضاف: علينا أن نبادر خلال هذه الأيام بالتبرع، لأنه كل ريال نقدمه قد ينقذ طفلاً من ألم الجوع، وقد يوفر وسيلة بسيطة للتدفئة تحتاج إليها عائلات يمنية شقيقة تسكن الكهوف. واقترح أن تتعهد كل أسرة في قطر بكفالة أسرة مثلها باليمن بحيث يعم الخير على أبناء الشعب اليمني ويجتاز محنته في أقرب وقت. ووجه البوعينين رسالة إلى أبناء الشعب اليمني بأن يوقفوا الحروب والدماء داخل دولتهم وأن يستمعوا لصوت العقل ولا ينقادوا وراء التجاذبات السياسية التي تخلف الفرقة والدمار، داعيًا إياهم إلى التكاتف مع بعضهم البعض، لأن الحل لن يأتي إلا بأيديهم. وشهدت الحلقة عرض تقارير إنسانية تعرض الحالة الصعبة التي يعيشها كثير من الأسر والعائلات ومعاناة الأطفال وكبار السن في ظل الفقر والظروف الجوية السيئة التي يعيشونها، حيث تم عرض لأسر تسكن الكهوف وليس لديها ما يكفيها لاطعام أبنائها.. وقد تميزت هذه التقارير المصورة بتقريب الواقع المرير الذي يعيشه النازحون باليمن من المجتمعات العربية المختلفة التي ينتظر منها أن تجود بما لديها لمساعدة هؤلاء الفقراء.