اعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر مساء الاربعاء تاجيل موعد اعلان نتائج الانتخابات المقرر غدا الخميس، الى موعد لم تحدده وذلك لحاجتها الى "مزيد من الوقت" للنظر في الطعون، بحسب ما افاد مصدر رسمي. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان اللجنة "قررت (...) تاجيل اعلان نتيجة جولة الاعادة" في الانتخابات الرئاسية الى حين استكمال النظر في الطعون المقدمة. وقالت اللجنة الانتخابية في بيانها الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "قررت اللجنة الاستمرار في نظر طعون المرشحين واستكمال فحصها (...) وهو ما يتطلب مزيدا من الوقت قبل اعلان النتيجة النهائية" للانتخابات. واوضحت اللجنة ان الطعون المقدمة "تزيد عن 400 طعن" وابرزها من وجهة نظر محامي المرشحين "وجود عدد غير قليل من بطاقات الاقتراع في الصناديق تزيد او تقل عن عدد الناخبين الحاضرين باللجان (...) وما تردد عن تصويت بعض المتوفين وتكرار التصويت من بعض الناخبين وتوجيه الناخبين (...) وعبث بالعديد من بطاقات الاقتراع عقب طباعتها" وقبل وصولها للقضاة المشرفين على الانتخابات. وجاء اعلان التاجيل فيما يترقب المصريون نتائج اول انتخابات رئاسية منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك الذي دخل في غيبوبة وكان الاربعاء في مستشفى تابع للقوات المسلحة نقل اليه على عجل ليلة الثلاثاء الاربعاء من مستشفى سجن طره بالقاهرة التابع لوزارة الداخلية. وكان من المقرر ان تعلن اللجنة الانتخابية الخميس في مؤتمر صحافي نتائج الدور الثاني الحاسم من الانتخابات الرئاسية التي نظمت يومي 16 و17 حزيران/يونيو بعد فحص الطعون التي قدمها مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي ومنافسه آخر رئيس وزراء في عهد مبارك احمد شفيق. واعلن كل من المرشحين انه الفائز. وكان مبارك (84 عاما) نقل مساء الثلاثاء من مستشفى سجن طره جنوبالقاهرة الى مستشفى قريب تابع للقوات المسلحة، وقد دخل في غيبوبة ووضع تحت جهاز التنفس الاصطناعي، بحسب ما ذكرت مصادر طبية وعسكرية ليلا لوكالة فرانس برس. وقال مصدر طبي ليل الثلاثاء الاربعاء "انه لم يتوف سريريا" كما اعلنت قبيل ذلك وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية. واعلنت القناة العامة للتلفزيون ليلا انه سيتم اصدار بلاغ "قريبا" عن الوضع الصحي للرئيس السابق الذي اصيب بجلطة في المخ. ولم يصدر اي بلاغ حتى مساء الاربعاء. وصحة مبارك التي كانت من الاسرار خلال فترة رئاسته هي موضع العديد من التخمينات والانباء المتضاربة منذ الاطاحة به تحت ضغط انتفاضة شعبية في شباط/فبراير 2011. ويشتبه الكثير من المصريين في ان الامر لا يخلو من التلاعب بغرض استدرار العطف حيال الرئيس السابق كمقدمة لتخصيصه بمعاملة مميزة، غير ان الكثيرين من بينهم يرون انه اصبح جزءا من الماضي. وقال احسان وهو متعاطف مع الاسلاميين "مبارك اصبح من الماضي بالنسبة الينا. يجب ان ننظر الى الامام ونهتم بالتحديات التي نواجهها". وتدهورت صحة مبارك خصوصا بعد ايداعه السجن قبل اكثر من اسبوعين، واشارت مصادر امنية الى اصابته بانهيار عصبي حاد وصعوبات في التنفس وتوتر شديد. وطلبت اسرته نقله الى مستشفى خارج السجن كما كان الحال قبل الحكم عليه في الثاني من حزيران/يونيو بالسجن المؤبد لمسؤوليته في مقتل مئات المتظاهرين ابان الانتفاضة على نظامه في بداية 2011. واعلنت وزارة الداخلية الاربعاء ان نجلي مبارك جمال وعلاء اعيدا الى السجن بعد مغادرة والدهما مستشفى سجن طره حيث كانا يرافقانه ويقيمان معه في مستشفى السجن بناء على توصية اطباء. وجاءت تطورات الوضع الصحي لمبارك في مناخ من التوتر والشك بشأن "الريس" الجديد. وعنونت صحيفة الاهرام الحكومية "اخطر 48 ساعة في تاريخ مصر" في حين عنونت الاخبار "الرئيس القادم في علم الغيب" في انتظار اعلان اللجنة الانتخابية. واعلنت مجموعة من القضاة المستقلين برئاسة الرئيس السابق لنادي القضاة زكريا عبد العزيز الذين كانوا يتابعون عمليات التصويت، ان مرسي هو الفائز بالرئاسة. ووسط اعلان كل مرشح فوزه عنونت صحيفة المصري اليوم (مستقلة) "حرب نفسية في الرئاسة". ولكن مهما يكن اسم الرئيس القادم فانه لن يكون مطلق السلطات كما كان مبارك لمدة ثلاثة عقود. فقد قلص "الاعلان الدستوري المكمل" الذي اصدره المجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ الاطاحة بمبارك، مساء الاحد بشكل كبير هامش مناورة الرئيس الجديد مقابل منحه سلطات واسعة للمجلس العسكري. واكد المجلس العسكري الاثنين انه سيسلم السلطة للرئيس الجديد نهاية حزيران/يونيو. لكن الجيش يحتفظ بالسلطة التشريعية بعد حل مجلس الشعب الذي كان يهيمن عليه الاسلاميون الاسبوع الماضي اثر حكم من المحكمة الدستورية قضى بعدم دستورية القانون الانتخابي الذي انتخب وفقه. كما احتفظ الجيش بالحق في التدخل في صياغة الدستور الجديد حجر الزاوية في رسم التوازنات الجديدة بين السلطات وايضا بتقرير الميزانية. إعداد فرانس 24 ويحتفظ العسكريون ايضا بسلطات واسعة في مجالي القضاء والامن، وهو ما ندد به معارضو المجلس باعتباره التفافا على الغاء حالة الطوارىء قبل اكثر من اسبوعين بعد ان كانت سارية طوال عهد مبارك. وتجمع نحو 15 الف شخص بينهم الكثير من الاسلاميين، مساء الثلاثاء في ميدان التحرير وسط القاهرة، للتنديد ب "الانقلاب الدستوري" للعسكر. وندد المتظاهرون بحل مجلس الشعب واحتفلوا بالهتاف واطلاق الالعاب النارية ب "فوز" مرشحهم بالرئاسة.